حامل الرسالة

تصغير
تكبير
هذا المقال اعترف أنني اكتبه بعاطفة المحبة وقلم الاحترام وحبر التقدير. اكتبه على صفحات من كتاب التاريخ المشترك بيني وبين جاسم الخرافي... الشقيق والقريب والصديق والرئيس.

فجأة ومن دون سابق انذار، صار ابو عبد المحسن في مرمى الهجوم والقصف والانتقاد، لانه حمل رسالة من صاحب السمو الامير الى زملائه النواب فيها تمنيات بالالتزام بآداب الحوار ولغة التخاطب واعلاء المصلحة الوطنية العليا في مقاربة المواضيع الاقليمية والمواقف من رؤساء الدول.

الرسالة أرادها صاحب السمو جسرا جديدا للتواصل مع ابنائه في السلطة التشريعية، ووجد فيها الرئيس الخرافي فرصة جديدة للتذكير بما كان النواب اجمعوا عليه اساسا وبالآمال المعقودة عليهم من ناخبيهم في مجالي التشريع والرقابة، واردناها ككويتيين وقفة جديدة تجمع القوى النيابية الفاعلة على محاربة انتهاك القوانين ووقف الهدر في المال العام... ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه!

الشجرة المثمرة هي التي ترمى، ويبدو ان الرئيس الخرافي موضع استهداف دائم سواء نقل رسالة الامير ام اعطى تصريحا ام ادار جلسة. فالقيم التي يمثلها الرجل لا يريدون لها ان تسود في هذا الزمن الرديء، وحكمته وعقلانيته ونقاؤه اصبحت عقبات حقيقية امام موجات الغرائز المنفلتة سياسيا وطائفيا ومذهبيا ومناطقيا واجتماعيا.

القصة ليست نقل رسالة من صاحب السمو. هي قصة رجل مسؤول لم تحن منكبيه العواصف. قصة رجل اعطى قضايا الكويت صدره ولم يعطها ظهره. قصة رجل فضل خدمة الشأن العام على الشأن الخاص ووجد سعادته الحقيقية في سعادة الناس وتوقهم الى دولة قانون ومؤسسات حقيقية. قصة رجل كره الاصرار على قتل الوقت في جدالات عقيمة بدل التفرغ للتنمية والتطوير. قصة رجل رفض الزحف التدريجي للانقسامات الى الجسد الكويتي وتصدى لها منتصرا للوحدة والاتفاق.

ويا جاسم الخرافي لا تجزع. أعترف مرة اخرى بأنني غير محايد في اي قضية تتعلق بالهجوم عليك، ومع ذلك... ابق على ما انت عليه. قابل الاساءة بالتسامح، والعصبية بالهدوء، والصراخ بالابتسام، والكره بالمحبة. رصيدك محبة الناس الذين حفروا اسمك في قلوبهم قبل دفاترهم وهم يعرفون تماما الفرق بين رجل الدولة ورجال الدويلات.

جاسم الخرافي حامل الرسالة دائما، والرسالة عنوانها... الكويت.





جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي