وجع الحروف

خطر التحريش...!

تصغير
تكبير

كثيراً ما نسمع «فلان حرش فلاناً على فلان» أو «زلغ له واير»!

وبعد أن استمتعت بخُطبة الجمعة الماضية المعنونة

بـ «خطر التحريش بين المسلمين»... وضحت الصورة.

لقد جاء في الخُطبة «... من البلاء على المجتمعات أن تبتلى بأناس يسعون بين الخلق بالتحريش والتلبيس، فألسنتهم غلاظ حداد، وأطباعهم شرسة شداد. عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنّ الشيطان قد أيِسَ أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم.

يعني، أن يوقع الشيطان بين الناس الفتن والشحناء والبغضاء بسبب التحريش بينهم، أي بإغرائهم بالفتن وتحريضهم عليها، كي يتدابروا ويتقاطعوا ويتباغضوا، ويبغي بعضهم على بعض.

ولو سمحت لنفسك بدقائق فقط لتراجع ما يثار ويتناقله الناس فستجد أن أغلبهم قد تبع الشيطان والعياذ بالله من الشيطان الرجيم... هذا يطلع إشاعة عن ذاك، وآخر يغتاب وينتهك حرمة البعض و«هات حش وزلغ وايرات»!

إنّ في الغالب أن هؤلاء هم المنافقون المتسلقون الباحثون عن مصالحهم وهم أخطر ما يكون على المجتمعات، وكما قال عز من قائل «إنّ المنافقينَ في الدّركِ الأسفلِ من النار»... وبعضهم يتجسّس ويشتغل بالنميمة وفي وسائل التواصل الاجتماعي حدّث ولا حرج!

الشاهد، أنك حتى وإن رأيت صديقاً لك أو من معارفك قد ابتلاه الله بذنب... فلماذا تفضحه وقد ستره الله!

لقد تجاوز البعض الحدود المقبولة اجتماعياً من زلة لسان وخلافه إلى الاصطياد في الماء العكر... كله فقط لإشباع رغبة الشيطان بالإيقاع بين الناس.

وفي تلك الخطبة أعجبني التقديم «لا تجدون مجتمعاً راقياً وشعباً متآلفاً متكاتفاً إلا إذا دمثت أخلاقه ولانت طباعه وحسن مزاجه، وسادت الرحمة بين فئاته وطبقاته وعمت المحبة في نواحيه وجنباته، فالقلوب نقية صافية والنيات سليمة طاهرة...».

وهذا بالضبط ما ندعو الله عز شأنه أن ينعم به على مجتمعنا الذي جُبل على المحبة والتكاتف في أحلك الظروف و«السماحة».

كنت وما زلت أرى أن الأخيار يجب أن يتقدموا ويولوا إدارة مؤسساتنا وتمثيل المجتمع خير تمثيل، مؤسساتياً واجتماعياً وإعلامياً وسلوكياً... وفي مقال «التطبع يغلب التطبع... كيف؟ «قد حذرت من الانسياق وراء ظاهر الأمور والحكم على البعض من مجرد الاستماع لطرف واحد».

خطر إرخاء الأُذن لكل ساقط ولاقط ممن لا شغل لديهم سوى إثارة النعرات ونشر الإشاعات انعكاساته خطيرة.

الزبدة:

أغلقوا الباب في وجه وسوسة الشيطان ومن ابتلاهم الشيطان بالسعي في التحريش والتلبيس وإن أعجبك قوله.

ونحن بشر نخطئ بطبيعتنا... فهل سنصل إلى يوم نجد فيه الجميع قد أوقف كل مدلس عند حده لننعم بمجتمع متحاب متآخ تسوده الرحمة والمساواة والعدل والحرية المسؤولية في توجيه النقد البناء؟... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي