قال الله تعالى: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا». سورة هود.
إنّ عمارة الكون التي طلبها الله تعالى منّا، لن تكون على النحو المطلوب من غير جعل المسؤولية هي الأساس والمعيار، لتنمية الحياة الإنسانية على نحو منسجم مع استمرار وجود باقي الكائنات التي سخرها الله تعالى لنا.
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الإنسان كائن مسؤول، فهو في كل تصرف من تصرفاته مطالب بأن يراعي شيئاً ما، ويحذر من العواقب المترتبة على عدم المراعاة، حتى الأشياء الخاصة فيه والأنشطة الفردية، فإنها لا تخلو من معنى المراعاة، مراعاة حقوق البيئة، ومراعاة استخدام الأعضاء: العقل والسمع والبصر واليد والرجل، والأحكام المتعلقة بذلك. ونحن قد لا ندرك أهمية هذه القيمة العظيمة إلا إذا تصورنا ما يضادها ويناقضها، مثل العدوان والفوضى والإهمال والغرق في الشهوات والمشتهيات والملذات، والتهرب من أداء الواجبات الاجتماعية.
وها هي الفرصة جاءت لكل فرد في المجتمع من مواطنين ومقيمين بعد تعديلات المخالفات المرورية، وهذا من خلال التحلي بفضيلة الشعور بالمسؤولية، سيجد كل فرد نفسه منهمك في التخطيط لحياته، وألا يعيش بفوضى وعشوائية، كما أنه يتبصر في النتائج المترتبة على تصرفاته الملتزمة بتطبيق قانون يحمي الأفراد من الهلاك، سواء كان هلاكاً مادياً أو معنوياً.
إن الالتزام بهذه الفضيلة العظيمة، ينمّي لدينا صفات الحذر من الخطأ، والحزم في تطبيق القانون وعدم مخالفته، وبدافع من قيمة المسؤولية نتعلم أخلاقيات التكيف، ومراعاة الآخرين، والروح الجماعية.
لكل من يبلور قيمة الشعور بالمسؤولية ويسقطها على كامل حياته نقول له: فهذا مؤشر على نضجك وتميزك، وأنك شخص فاعل في المجتمع، ومبادر ولا تتنصل من واجباتك المجتمعية، فهنيئاً لك.
mona_alwohaib@