استمرار حالة عدم اليقين تجاه السياسات المستقبلية
«كامكو إنفست»: تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2021
أفاد تقرير شركة كامكو إنفست، بأن تداول النفط الخام عند أعلى مستوياته المسجلة في 5 أسابيع ببداية شهر أبريل الماضي، كان مدفوعاً بمخاوف تتعلق بالإمدادات في ظل العقوبات المفروضة على روسيا وإيران.
واعتبر التقرير أن السوق سرعان ما شهدت إحدى أسرع معدلات التراجع خلال الأسبوع الأول من الشهر، إذ هبطت العقود الآجلة لمزيج خام برنت إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للبرميل خلال جلسات التداول اليومية. وانعكس هذا التراجع على الأداء الأسبوعي، الذي سجل أكبر انخفاض منذ أكثر من عامين، إذ هبط سعر مزيج خام برنت بنسبة 10.9 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل 2025. وواصل السوق تقلباته خلال الأسبوع الثاني من الشهر، لينهي تعاملاته بانخفاض إضافي 1.2 في المئة، رغم تعويضه لبعض خسائره بنهاية الأسبوع بارتفاعه 2.3 في المئة في 11 أبريل 2025، عقب إعلان قرار تعليق تطبيق التعريفات الجمركية.
من جهة أخرى، أدى تراجع الأسعار إلى ما دون حاجز 60 دولاراً للبرميل – الحد الأقصى لسعر النفط الروسي – إلى عودة ناقلات مملوكة ومؤمنة من قبل شركات غربية إلى نقل الخام الروسي، ما فاقم من تخمة المعروض في السوق، بالتزامن مع تسجيل الولايات المتحدة لمستويات إنتاج قياسية.
وأثرت حالة عدم اليقين تجاه الاقتصاد العالمي الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، وردود الفعل المقابلة من شركائها التجاريين، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي والصين في التأثير، سلباً على المعنويات المتعلقة بالطلب على النفط، إلى جانب الضغط على أسعار النفط التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ مارس 2021.
وساهم قرار تحالف «أوبك» وحلفائها بزيادة إنتاجها بأكثر من 0.4 مليون برميل يومياً في تعميق الخسائر. ورغم بعض الدعم الموقت الذي تلقته الأسواق عقب إعلان الولايات المتحدة عن تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على عدد من الدول، إلا أن استثناء الصين من القرار أبقى الضغوط الهبوطية على أسعار النفط.
وعلى صعيد الطلب، كشفت أحدث البيانات عن ارتفاع واردات الصين من النفط الخام بنسبة 5 في المئة على أساس سنوي في مارس 2025، لتصل 51.41 مليون طن، بما يعادل 12.1 مليون برميل يومياً، مقابل 11.55 مليون برميل يومياً في مارس 2024، ليصل في المتوسط 10.38 مليون برميل يومياً خلال أول شهرين من العام. ويمثل هذا المستوى أعلى وتيرة لواردات النفط الخام منذ أغسطس 2023، وفقاً لحسابات وكالة «رويترز».وأرجع التقرير هذه الزيادة إلى ارتفاع مشتريات النفط الإيراني والروسي، إلى جانب تنامي واردات المصافي الحكومية لتوليد الطاقة من موردي الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأميركا الجنوبية. في ذات الوقت، خفضت كل من «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما لنمو الطلب على النفط، في ضوء التصاعد المستمر للتوترات التجارية وتدهور آفاق الاقتصاد العالمي. وقامت وكالة الطاقة الدولية بتعديل تقديراتها لنمو الطلب في 2025 وخفضه بمقدار 0.3 مليون برميل يومياً إلى 0.73 مليون برميل يومياً، مقارنة بتوقعاتها السابقة. كما خفضت الوكالة أيضاً توقعات النمو لـ2026 إلى 0.69 مليون برميل يومياً.