«قد تُمهّد الطريق لتطوير الطاقة النووية التجارية في المملكة»

وزير الطاقة الأميركي: نقترب من شراكة تاريخية مع السعودية

رايت خلال مقابلته مع «العربية نيوز»
رايت خلال مقابلته مع «العربية نيوز»
تصغير
تكبير

- التوقعات للمملكة مشرقة للغاية
- رسالتنا لدول الخليج هي أن شراكتنا عادت وبشكل أقوى
- أميركا لن تقبل بإيران مسلحة نووياً ومن المبكر الجزم بأن المحادثات ستؤدي لاتفاق
- ترامب لن يعلن الحرب على «أوبك» أو يدخل في صراع معها
- قلق مبالغ فيه بشأن النمو الاقتصادي مستقبلاً

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، إن الولايات المتحدة تقترب من شراكة طاقة تاريخية مع السعودية، قد تُمهّد الطريق لتطوير الطاقة النووية التجارية في المملكة.

كما أكد وايت، أن الولايات المتحدة «لن تقبل بإيران مسلحة نووياً»، لافتاً إلى أنّ «من المبكر الجزم بأنّ المحادثات (مع طهران) ستؤدي لاتفاق».

وشدّد من ناحية ثانية، على أنّ «رسالتنا لدول الخليج هي أن شراكتنا عادت وبشكل أقوى».

وقبيل زيارة مرتقبة للرئيس دونالد ترامب للمملكة في مايو المُقبل، أكد رايت في مقابلة حصرية مع «ALArabiya news»، أن الولايات المتحدة تُجهّز لتوقيع اتفاقية تعاون شاملة في مجال الطاقة خلال أسابيع، ومن المُرجّح أن تُتبعها اتفاقية مُحدّدة بشأن الطاقة النووية خلال أشهر.

وتابع «أعتقد أننا سنُوقّع على المدى القريب اتفاقية أوسع نطاقاً للتعاون في مجال الطاقة، في الشراكات، وفي الاستثمارات، وفي التحقيقات. والطاقة النووية بالتأكيد أحد هذه المجالات. أما التوصل إلى اتفاقية مُحدّدة للشراكة في التطوير النووي التجاري في المملكة العربية السعودية، فسيستغرق وقتاً أطول، سيستغرق أشهراً، وليس أسابيع، ولكننا سنصل إلى هناك. أعتقد، أعتقد، أن ذلك مُرجّح».

وعما إذا كانت اتفاقية 123 ضرورية، قال رايت «بالتأكيد. سنحتاج إلى اتفاقية 123 وإطار عمل أوسع وأكثر تحديداً لكيفية تعاوننا معاً وكيفية سير الأمور».

وإلى جانب التعاون النووي، أكد رايت، أهمية الحوار في مجالات الطاقة كافة. وأضاف «لقد تحدثنا عن النفط، والغاز الطبيعي، والطاقة الشمسية، وتخزين الطاقة، ونقل المياه، وتواصلنا مع قطاع الصناعة».

كما تطرق الرئيس التنفيذي السابق لشركة «ليبرتي إنرجي»، ثاني أكبر شركة تكسير هيدروليكي في أميركا الشمالية، إلى ديناميكيات سوق النفط في ظل انخفاض الأسعار الأخير.

وأوضح أن «أسعار النفط هي على هذا النحو... يتطلع الناس إلى المستقبل في السوق. أعتقد أنكم ترون انعكاساً لذلك في أسعار النفط، وربما يكون ذلك قلقًا مبالغًا فيه بشأن النمو الاقتصادي في المستقبل».

وأعلن أنه «متفائل جداً بشأن أجندة الرئيس ترامب وما ستعنيه للنمو الاقتصادي، ليس فقط في الولايات المتحدة «بل» في العالم».

وقال «أعتقد أن الطلب العالمي سينمو بوتيرة أسرع مما يتوقعه الناس في السنوات القليلة المقبلة بفضل الاتفاقيات الاقتصادية الأفضل وتدفق الاستثمارات الأوسع حول العالم وتحسن النمو الاقتصادي. ولكن، نعم، أعتقد أن التوقعات للمملكة العربية السعودية مشرقة للغاية».

لا صراع مع «أوبك»

واستبعد رايت، أي صراع مع «أوبك»، رغم تزايد مخاوف منتجي النفط من تأثير انهيار أسواق النفط الخام.

وأصرّ على أن انخفاض أسعار النفط - التي انخفضت لفترة وجيزة إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل بعد فرض إدارة ترامب رسوماً جمركية جديدة - ليس انعكاساً لضعف طويل الأمد، بل هو نتيجة «تشاؤم مبالغ فيه» بشأن النمو العالمي.

وتابع أن «أسعار النفط هي بمثابة... نظرة مستقبلية للسوق. أعتقد أن ما ترونه اليوم ربما يكون قلقاً مبالغًا فيه بشأن النمو الاقتصادي مستقبلاً».

ورغم تزايد القلق في أسواق الطاقة، رفض رايت أي تلميح إلى أن ترامب قد يستهدف «أوبك». وقال: «لا أتوقع حدوث ذلك على الإطلاق. أعتقد أن دول الشرق الأوسط تريد جوهرياً نفس ما نريده... السبيل الوحيد لجعل بعض سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات نسمة يعيشون مثلي ومثلك هو زيادة هائلة في الطاقة في العالم».

ورسم رايت صورةً إيجابيةً للمستقبل، مُشيراً إلى أجندة ترامب الاقتصادية كمُحفّزٍ لزيادة الطلب العالمي.

كما تناول رايت احتمال عودة الطاقة الروسية إلى أوروبا، قائلاً «لقد خسر (الرئيس فلاديمير) بوتين أكبر سوق لصادراته من الغاز الطبيعي إلى أوروبا. انخفضت أسعار النفط. أصبح منبوذاً في كل أنحاء العالم. من مصلحة روسيا التوصل إلى اتفاق سلام».

ولم يتردد الوزير الأميركي عن انتقاد سياسات الطاقة التي انتهجتها الإدارة السابقة، قائلاً «لا يُمكن إعاقة نظام الطاقة الحالي أو عرقلته أو الوقوف في طريقه. دعوا تقنيات الطاقة الجديدة تنمو وتزدهر وتُنافس في السوق. العالم يحتاج فقط إلى طاقة أكبر بكثير، وليس طاقةً أقل. لقد ركّزوا على خفض استهلاك الطاقة. أما نحن، فنُركّز على إضافة المزيد من الطاقة».

من المتوقع أن يزور ترامب المملكة، الشهر المقبل، مُشيراً إلى تعميق التوافق الاستراتيجي والانخراط الاقتصادي مع الخليج.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، استقبل السبت، الوزير الأميركي، في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) بمدينة الرياض.

واطّلع رايت على دور المركز في مجالات بحوث سياسات الطاقة وتحولاتها، والتغير المناخي، والنقل المستدام، والخدمات الاستشارية إلى جانب تطوير النماذج والأدوات التحليلية التي تسهم في إيجاد حلول للتحديات الراهنة في قطاع الطاقة، وفق «وكالة واس للأنباء» السعودية.

كما جرى بحث فرص التعاون في مجالات بحوث الطاقة وتبادل الخبرات وتعزيز العمل البحثي المشترك.

ووصل وزير الطاقة الأميركي السبت إلى الرياض آتياً من الإمارات في مستهل جولة له إلى المنطقة ستقوده أيضاً إلى قطر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي