«وضع كارثي»... المرضى والجرحى يفترشون الشوارع المحيطة
«حرب الإبادة» تُخرج «المعمداني» من الخدمة و36 مستشفى خارج الخدمة منذ 2023



في اليوم الـ27 من استئناف «حرب الإبادة»، استهدف الاحتلال، فجر أمس، المستشفى المعمداني في غزة، ما أدى لتدميره وخروجه كلياً عن الخدمة، في حين افترش المرضى والجرحى الشوارع المحيطة.
وجاءت الغارة بعد دقائق من اتصال قام به جيش الاحتلال مع إدارة المستشفى طالباً إخلاءه فوراً، بينما تحدث المكتب الإعلامي الحكومي عن خروج 36 مستشفى في القطاع عن الخدمة بسبب القصف أو الحرق منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، أن الغارة أدَّت إلى «تدمير مبنى الجراحات، الذي يضم قسم الطوارئ، ومحطة توليد الأكسجين لأقسام العناية المركزة».
وبحسب المدير العام لوزارة الصحة منير البرش، فإن المستشفى كان «الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة وفيه الجهاز الوحيد لتصوير الأشعة».
وأضاف: «الوضع الآن كارثي ولا يمكن وصفه... نحن والجرحى والمرضى في الشوارع».
وأظهرت صور التقطت ما خلّفته الغارة، ألواحاً ضخمةً من الخرسانة، وقطعاً معدنيةً ملتويةً متناثرةً في أنحاء الموقع.
وخلّفت الغارة أيضاً فجوات واسعة في أحد مباني المستشفى، حيث انتُزعت أبواب حديد وشبابيك من مكانها، وشوهد عشرات المواطنين الفلسطينيين يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم.
وافترش مئات النازحين وعدد من المرضى والمصابين الأرض، ونصب بعضهم خياماً على جانبَي الشارع الواقع قبالة المستشفى، وفي ميدان فلسطين القريب.
وادعى الاحتلال في بيان، بأن «المجمع كان يُستخدَم من قبل حماس للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين، وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي».
لكن بصل أكد أن «رواية جيش الاحتلال كاذبة... رواية مضللة وغير صحيحة».
وطالبت «حماس» بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الواقعة. وأعلنت ان البيان الإسرائيلي «هو تكرار مفضوح لأكاذيبه، التي يسوّقها لتبرير جرائمه» ضد مراكز الإيواء والمدنيين.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن «قصف المعمداني يأتي ضمن سياسة ممنهجة، تمهيداً لإجبار المواطنين على الهجرة بالقوة العسكرية».
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن «هجمات إسرائيل على مرافق غزة الطبية أدت لتدهور شامل بإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية»، مشيراً إلى أن «المستشفى الأهلي تعرّض لهجمات متكررة منذ بداية النزاع».
كما قصف الجيش أهدافاً ومنازل سكنية عدة وخيمة للنازحين داخل مستشفى «شهداء الأقصى» الحكومي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وذكرت وزارة الصحة، أن مستشفيات القطاع استقبلت عشرات الشهداء والجرحى أمس، ما رفع حصيلة العدوان منذ حرب الإبادة، إلى 50944 شهيداً و116156 جريحاً، في ظل أوضاع صحية وإنسانية متدهورة داخل المستشفيات والمراكز الطبية.
وفي تسجيل بثته «كتائب القسام»، اتهم الجندي الأسير عيدان ألكسندر، والذي يحمل الجنسية الأميركية، الكل بالكذب عليه، قائلاً «الجميع كذبوا عليّ... شعبي وحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش».
وفي القدس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ان الدفاعات الجوية اعترضت صاروخاً أطلق من غزة دون تسجيل إصابات.