موسيقيون وباحثون في التراث لـ «الراي»: تحويله إلى متحف يقصده الزوّار والسيّاح

مطلب فني... ترميم بيت الفنان عبداللطيف الكويتي

تصغير
تكبير

- أنور عبدالله: للبيت ذكريات جميلة لا تُنسى
- فهد الفرس: معلم من معالم الكويت الفنية
- أحمد العود: ليكون متحفاً ليُذكّرنا بسيرة ومسيرة هذا الفنان الكبير
- علي المفرج: ليظل شاهداً على قيمة هذا الفنان
- فتحي الصقر: يفترض من الدولة ترميم البيت كون الفنان علماً من أعلامها

«معلم من معالم الكويت الفنية»...

هكذا وصف كبار الموسيقيين والباحثين في التراث الغنائي، الفنان القدير الراحل عبداللطيف الكويتي، الذي غادرنا في منتصف السبعينات من القرن الماضي، فبقيت أعماله الخالدة شاهدة على سيرته الطيبة ومسيرته الزاخرة...

اليوم، وبعد مرور نصف قرن على رحيله، لا يزال ذلك البيت الواقع في منطقة الشعب، والذي عاش به منذ ستينات القرن الماضي، شامخاً رغم تجاعيد الزمن التي بدت واضحة على جدرانه.

وفيما تتحضّر رافعات وجرافات الإزالة لهدمه، خصوصاً وأنه يحتل موقعاً إستراتيجياً في تلك المنطقة الحيوية، بعدما تم تثمينه منذ عقود طوال، وأصبح من أملاك الدولة، تمنّى عدد من الموسيقيين والباحثين في التراث الغنائي أن يتم ترميم هذا البيت وتحويله إلى متحف، يضم في أروقته وحجراته مقتنيات وأسطوانات ذلك الفنان الذي أخلص لفنه، وكان أول سفير للثقافة والفنون لدولة الكويت.

«ذكريات جميلة»

في البداية، قال الملحن القدير أنور عبدالله إنه يعرف جيداً بيت الفنان الراحل عبداللطيف الكويتي، ولكن لم تسنح له الفرصة لدخوله، مشيراً إلى أنه كان يتردد دائماً بالقرب منه، لزيارة بعض الأقرباء والأصدقاء.

واستذكر عبدالله سنوات الصبا في السبعينات من القرن الماضي، عندما كان يسير بجانب البيت، «حينها أُخبرت من طرف الأهل، أن صاحبه هو الفنان القدير عبداللطيف الكويتي، طيب الله ثراه».

وأضاف قائلاً: «إن لهذا البيت ذكريات جميلة لا تُنسى، ولذلك أنا من المؤيدين جداً للمحافظة عليه، بل وتحويله إلى متحف فني، يضم مجموعة من الصور النادرة والأسطوانات الخالدة والجوائز والأوسمة الخاصة بهذا الفنان القدير، خصوصاً وأنه أول مطرب على مستوى الخليج قام بتسجيل الأسطوانات الغنائية، وكان ذلك في العام 1927 من خلال شركة (بيضافون) في العاصمة العراقية بغداد، ومن بعدها سافر إلى الهند لتسجيل المزيد من الأسطوانات، ومن ثَم توجه إلى زنجبار، فالقاهرة، ليشق طريق النجاح بكل إصرار وتحد».

وزاد «لم تثنه الإعاقة التي كابدها في حياته، عن مواصلة المسيرة، وإنما أعطته دافعاً لمزيدٍ من الإنجاز، وهذا يدل على أنه فنان أصيل وذو عزيمة قوية».

وختم بالقول: «إن البيت يقع في موقع إستراتيجي، وأتمنى ألا يتم هدمه، حتى يكون معلماً فنياً يقصده الزوّار والسياح وطلبة المعاهد الفنية والموسيقية».

«أول السفراء»

من جانبه، أكد رئيس قسم الموسيقى الأسبق في كلية التربية الأساسية الباحث في التراث الغنائي الدكتور فهد الفرس على أنه من محبي الفنان القدير عبداللطيف الكويتي، واصفاً إياه بأول سفير لدولة الكويت في مجالي الثقافة والفنون.

ومضى يقول: «ما زلتُ أتذكر هذا البيت مذ كنت صغيراً في الستينات من القرن الماضي، وقتها كنت في الثامنة من عمري، ولا يزال البيت (على حطته) حيث إنه يمتاز بموقع ممتاز يطلُّ على دوار الشعب، وبالقرب من قصر المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم (طيب الله ثراه)».

واعتبر الفرس أن بيت الفنان عبداللطيف الكويتي معلم من معالم الكويت الفنية، متمنياً ترميمه وتحويله إلى متحف، «لا سيما وأنه أوّل من وثّق الأغنية الكويتية عبر تسجيلها في استوديوهات في دول عربية وآسيوية مختلفة».

«ترسيخ التراث»

بدوره، تحدّث المايسترو الدكتور أحمد العود، قائلاً: «أوافق وبشدة أن يكون بيت الفنان القدير عبداللطيف الكويتي متحفاً، ليُذكّرنا بسيرة ومسيرة هذا الفنان الكبير، الذي أخلص لفنه، وأسهم في ترسيخ التراث الموسيقي بأعماله الرائعة، فهو أحد الأعمدة الأساسية في بناء الأغنية الكويتية».

«تاريخ كبير»

في غضون ذلك، لم يُخفِ عضو جمعية الفنانين الكويتيين علي المفرج أمله بأن يظل بيت الفنان عبداللطيف الكويتي شاهداً على قيمة هذا الفنان، «ذي التاريخ الكبير في مجال الأغنية الكويتية، لأنه عمل بتفانٍ وإخلاص، وقدم عشرات الأعمال التي تداولتها الأجيال».

«ترميم البيت»

أما رئيس لجنة شؤون الفنون الشعبية في جمعية الفنانين الكويتيين فتحي الصقر، فقال: «يفترض من الدولة ترميم بيت الفنان عبداللطيف الكويتي، كونه علماً من أعلامها».

وتابع الصقر «كان رحمه الله من الناس المقربين لأمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم، حيث أصدر سموه أمراً بأن يكون بيت عبداللطيف الكويتي بالقرب من قصر الشعب، وذلك من شدة حبه لهذا الفنان الكبير، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته».

«400 أغنية»

يعتبر الفنان عبداللطيف الكويتي واحداً من أبرز المطربين الكويتيين، وهو أول مطرب كويتي يغني في الإذاعات العربية والأجنبية، والحفلات الغنائية خارج الكويت. اختار اسم الكويت للتأكيد على انتساب فنه لها، وقدم نحو 400 أغنية.

ولد في الكويت سنة 1901 في دروازة العبد الرزاق، وأصيب بالشلل النصفي في الـ 18، ولازمه طيلة حياته، ولم يتزوج أبداً.

ينتمي الفنان عبداللطيف الكويتي إلى أسرة عملت في البحر، كما تأثر بشقيقه الأكبر عيسى الذي يعتبر من شعراء النبط، فقد غنّى بعض أشعاره منها: «شي عجيب يا ولد منصور... هذا الغزال اللي تعدانه».

التقى الفنان الراحل بالكثير من الفنانين العمالقة منهم «كوكب الشرق» أم كلثوم و«موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب، وتميز بالموهبة في حفظ الألحان الشعبية ونقلها بالشكل الصحيح من خلال صوته القوي، والأداء السلس وسلامة مخارج الألفاظ والحروف والحرص على العمل والدقة فيه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي