هجوم عسكري على إيران قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة واستهداف المصالح الأميركية في المنطقة

«صدمة غير متوقعة»... ترامب يبقى نتنياهو في حالة - التوترات في ظل "سياسة الاحتواء"

ترامب ونتنياهو خلال قمة البيت الأبيض
ترامب ونتنياهو خلال قمة البيت الأبيض
تصغير
تكبير

- ترامب يسعى إلى تحقيق إنجازات دبلوماسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة

«صدمة غير متوقعة»... في مشهد يعكس التوترات المتزايدة في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الغرفة البيضوية الاثنين الماضي، حيث كان يبدو منكمشاً وصامتاً، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بدء جولة جديدة من المحادثات المباشرة مع إيران في سلطنة عُمان.

وأثارت هذه الخطوة، تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين إسرائيل وإيران، وكذلك حول دور الولايات المتحدة في المنطقة.

وأعلن ترامب، أن المحادثات ستكون «مباشرة»، محذراً الإيرانيين من أن «فشل المحادثات» سيؤدي إلى «مشاكل كبيرة».

ويعكس هذا التصريح، إستراتيجية ترامب التي تعتمد على استخدام القوة العسكرية كوسيلة للضغط، حتى في الوقت الذي يسعى فيه إلى الحوار، بحسب ما قالت سمدار بيري، المحللة السياسية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وآفي أشكنازي، ضابط الاستخبارات و«رجل الظل» في صحيفة «معاريف».

ويشير تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، إلى أن «إدارة ترامب تسعى إلى استخدام الدبلوماسية كوسيلة لتقليل التوترات مع إيران، ولكنها تحتفظ بخيارات عسكرية كخيار احتياطي».

ويسلط التقرير الضوء على أن أي هجوم عسكري قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة من طهران، بما في ذلك استهداف المصالح الأميركية في المنطقة.

أما معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فأشار في تحليل إلى أن ترامب «يسعى إلى تحقيق إنجازات دبلوماسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يجعله أكثر استعداداً للتفاوض مع إيران».

ومع ذلك، فإن هذا النهج قد يواجه مقاومة من الحلفاء في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، وفق مجلس العلاقات الخارجية الذي يهيمن عليه اللوبي الداعم للدولة العبرية.

نتنياهو... صورة شاحبة

إلى ذلك، لم يكن من الصعب ملاحظة تأثير هذه التطورات على نتنياهو، الذي خرج من الاجتماع مع ترامب من دون أي مكاسب واضحة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق في شأن تحرير الرهائن الإسرائيلية في قطاع غزة، ولم يتم تقديم أي تخفيف للرسوم الجمركية، بل تم الإعلان عن المفاوضات مع طهران، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لإسرائيل، حسب سمدار بيري.

وفي السياق، يمكن القول إن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة في إدارة العلاقات مع الإدارة الأميركية، خصوصاً في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية.

«عناق الدب»... التحديات والفرص

وكتب أشكنازي في تحليله، أن «عناق الدب الذي تتلقاه إسرائيل من إدارة ترامب يسمح لها بمزيد من التنفس، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى شلل في الخطوات العسكرية والسياسية، وفي وقت تسعى إسرائيل إلى تعزيز موقفها من المفاوضات مع إيران، تواجه تحديات داخلية وخارجية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة».

وساطة عُمان

وتأتي الوساطة العُمانية كعامل مهم، وقد تفتح آفاقاً جديدة للحوار، لكنها أيضاً، تحمل مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

التهديدات العسكرية

ورغم الحديث عن المحادثات، لا يزال الخيار العسكري مطروحاً على الطاولة، حيث تشير التقارير إلى أن واشنطن وتل أبيب «تدرسان خيارات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية».

وفي السياق، تبرز تساؤلات حول قدرة إيران على التصدي لأي هجوم محتمل، خصوصاً إذا كان الهجوم يستهدف هرم النظام بشكل متزامن.

تحديات اقتصادية وسياسية

وتواجه إيران تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة العقوبات المفروضة عليها، وهي تسعى جاهدة لإنهاء الحصار الاقتصادي. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.

ووفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية، اقتربت إيران من استكمال برنامجها النووي، مما يجعل الوقت عاملاً حاسماً في هذه المعادلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي