ويتكوف مُستعد لزيارة طهران... والتفاوض غير المباشر قد يُلغي رحلته لعُمان
إيران تتحدّى ترامب وتُسلّح الفصائل العراقية بصواريخ كروز وبالستية قادرة على تهديد أوروبا



- عقوبات أميركية جديدة على طهران
- بزشكيان: ندعم السلام لكن لن نستسلم... ونرحب بالمستثمرين الأميركيين
في تحدٍ مباشر للرئيس دونالد ترامب، وبينما تستعد للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة في شأن برنامجها النووي، زودت إيران الفصائل الموالية في العراق بصواريخ أرض - أرض بعيدة المدى، قادرة على الوصول إلى القارة الأوروبية، وذلك وفقاً لمصادر استخبارات إقليمية، أكدت أن الحرس الثوري هو الذي نظّم العملية.
وحسب تقرير لصحيفة «التايمز»، تعتقد مصادر أن هذه المرة الأولى التي يُسلم فيها الحرس الثوري صواريخ أرض - أرض إلى حلفائه في العراق.
وأضافت أن عملية النقل تمت الأسبوع الماضي عبر الحدود الإيرانية - العراقية، وشملت أنواعاً أخرى من الأسلحة مثل صواريخ كروز من طراز «قدس 351» وبالستية من طراز «جمال 69».
ونقلت مراسلة الصحيفة في إسرائيل غابرييلا وينغر عن مصدر استخباراتي إقليمي، إن الصواريخ تضمنت «نماذج جديدة ذات مدى أطول، ولم يتم تزويد الميليشيات بها من قبل»، وعد العملية «خطوة يائسة نابعة عن تراجع نفوذ إيران في المنطقة وصعوبة وضعها السياسي والعسكري».
وأورد التقرير، رأي الخبير وليام ألبركي - الزميل الباحث في مركز ستيمسون، بأن «طهران اتخذت الخطوة في محاولة لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط بعد تراجع حضور ميليشياتها، خصوصاً بعد أن بدأ بعض قادة هذه المجموعات بالابتعاد عنها، والتفاوض مع الحكومة العراقية في شأن نزع السلاح والانضمام إلى العملية السياسية».
وخلص إلى أن إيران لا ترغب في التخلي عن ميليشياتها لأنها تستفيد منها في «خلق الفوضى في المنطقة»، وفي «الأنشطة غير القانونية مثل التهريب، مما يتيح لها الفرصة لبسط نفوذها».
ولفت التقرير إلى أن هذه التطورات تناقض تصريحات مسؤولين وقادة عراقيين قالوا إن الميليشيات «مستعدة لنزع سلاحها» لتجنب صدام محتمل مع واشنطن.
وأشار مراقبون وخبراء مختصون بالشؤون العسكرية، تحدث معهم موقع «الحرة» في مارس الماضي، إلى أن قائمة تسلح الفصائل العراقية تشمل صواريخ إيرانية من طراز «أبابيل»، «البتار»، «القاهر»، «زلزال 1 و2 و3»، «فاتح 110»، «فاتح 313»، «شهاب 3»، و«سجيل».
أما الطائرات المسيرة، فهي الأخرى متنوعة ومصنوعة في إيران، من طراز «مهاجر»، و«سحاب»، و«طائرات من دون طيار انتحارية»، و«شاهد 136»، و«أبابيل 3».
عقوبات ومفاوضات عُمان
تفاوضياً، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي، أن فريق المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، بعث رسائل إلى إيران عبر سلطنة عُمان، طالباً إجراء مفاوضات مباشرة يوم السبت.
وأضافت أنه في حال لم تُجرَ المحادثات بشكل مباشر، قد يقرر ويتكوف عدم السفر إلى عُمان. وقال «نحن بحاجة إلى تفاهم وحوار شامل، ولا نقبل بخداع الإيرانيين».
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن ويتكوف مستعد لزيارة طهران في حال تلقّى دعوة رسمية.
وفي السياق، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات جديدة على إيران، تستهدف خمسة كيانات، إضافة إلى شخص واحد، لدعمهم البرنامج النووي. وأوضحت أن الكيانات المستهدفة تشمل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة تكنولوجيا الطرد المركزي التابعة لها.
بزشكيان
وفي طهران، قال الرئيس مسعود بزشكيان، إن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه إلى عمان لإجراء محادثات غير مباشرة، مجدداً نفي سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية.
وأضاف خلال مراسم اليوم الوطني للتقنية النووية، أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي «سمح بالمفاوضات غير المباشرة لأن طهران لا تثق بالطرف المقابل».
وأوضح أن المرشد الأعلى «لا يعارض استثمار الشركات الأميركية داخل إيران، وأن ما ترفضه طهران هو سياسات واشنطن الخاطئة».
وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده «تدعم السلام لكنها لن تستسلم».
إلى ذلك، أكدت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، أنه «بناء على معاهدة حظر الانتشار النووي، من حق إيران أن تمتلك صناعة نووية سلمية في مختلف المجالات، وأي تدخل أو تهديد لهذه الصناعة سيقابل برد فعل خطير ومدمر من قبل الأمة الإيرانية».
موسكو «قلقة»
وفي خضمّ التصعيد المتبادل بين طهران وواشنطن، اعتبر الكرملين أن وضع القوات المسلحة الإيرانية في حال تأهّب كامل «أمر مقلق»، محذراً من أن التوتر المتصاعد قد يخرج عن السيطرة إذا استمر غياب المسارات الدبلوماسية.
ونقلت «وكالة ريانوفوستي للأنباء» عن الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، أن «الولايات المتحدة تواصل استخدام خطاب شديد اللهجة، فيما تقوم السلطات الإيرانية باتخاذ الإجراءات الوقائية والأمنية اللازمة».
وفي السياق، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن «قصف إيران لن يمهد الطريق لتحقيق السلام معها»، وإن «موسكو تأمل في أن تساعد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في تجنب الأزمة».
وتابعت أن العالم سئم من التهديدات «التي لا تنتهي» لإيران، وأن روسيا تدعم اتباع نهج عقلاني للنزاع في شأن البرنامج النووي.