«الرهان في هذا العمل على منظومة متكاملة العناصر»
عبدالعزيز المسلم لـ «الراي»: جمهور «البيت المسكون»... يُزلزل القاعة في كل عرض










- أول من جسّد شخصية «أم عبيد» كان عبدالعزيز النمش... ثم حياة الفهد فانتصار الشراح
- الجمهور تفاعل بشكل مذهل مع نظام الطيران فوق المقاعد... والخدع البصرية
أكد الفنان الدكتور عبدالعزيز المسلم على أن الإقبال الجماهيري لمسرحية «البيت المسكون - ق 6 ش 6 م 6» فاق كل التوقعات، مشيراً إلى أن التصفيق الحار بعد كل مشهد وكل حركة مسرحية، كان بمثابة شهادة حب للعمل ونجومه.
وأوضح المسلم في حوار مع «الراي» أن الرهان في هذا العمل لا يقتصر على عنصر واحدٍ أو عنصرين، بل إنه منظومة مكتملة العناصر، من خدعٍ بصرية، ومؤثرات سمعيّة، واستعراضات لافتة، وغيرها.
• كيف وجدتم تفاعل الجمهور مع أحداث مسرحية «البيت المسكون - ق 6 ش 6 م 6» والتي يتواصل عرضها حالياً على خشبة نادي القادسية؟
- بحمد الله، لم أتوقع هذا الإقبال الجماهيري الكثيف الذي فاق كل التوقعات، سواء من جمهور الكويت أو من أشقائنا في دول الخليج. كانت هناك حالة من التعايش الكامل مع القصة، واندماج كبير من عشاق سلسلة «البيت المسكون» الذين استعادوا ذكريات طفولتهم، وعشقهم القديم لهذا العالم المسرحي الفريد.
• وماذا عن الجمهور الجديد من أبناء الجيل الحالي؟
- بالنسبة إلى الجمهورالذي لم يشاهد الأجزاء السابقة، فقد فاجأنا باندماجه الكامل، وشغفه باكتشاف خبايا هذا البيت وشخصياته. التصفيق الحار بعد كل مشهد وكل حركة مسرحية، كان بمثابة شهادة حب للعمل ونجومه، الذين قدموا أداءً متقناً يمزج بين الكوميديا والرعب بشكل أضحك الجمهور وأبهره في آن واحد.
• يتساءل البعض عن سر الرقم 6 في عنوان المسرحية، هل هناك دلالة رمزية أم أنه مجرد صدفة؟
- الرقم 6 لم يكن مجرد اختيار عشوائي، بل هو عنصر محوري في حبكة العمل. فالمسرحية تدور حول منزل يقع في قطعة 6، شارع 6، منزل رقم 6، وهذا التكرار للرقم يظهر لاحقاً كعلامة في سر تكرر في مشاهد الرعب.
ذروة الرعب تتجسد حين تسكن ثلاث «ستات» من عفاريت الجن جسد عروسة «عبيد»، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث الغامضة التي تكشف له أسراراً مروعة عن هذا البيت. السؤال الذي يطرح نفسه على الجمهور: هل ما يعيشه «عبيد» هو حقيقة مرعبة؟ أم مجرد وهم؟... وهذا الغموض هو ما يُبقي الجمهور مشدوداً حتى اللحظة الأخيرة.
• كيف استقبل الجمهور مرة أخرى شخصية «عبيد ولد أم عبيد»، التي رافقتهم منذ العام 1988؟
- شخصية «عبيد» أصبحت حالة فنية لها تاريخ خاص في وجدان الجمهور، منذ ظهوره الأول في مسرحية «هالو بانكوك» العام 1988 وهو في التجنيد، مروراً بسلسلة «البيت المسكون».
أول من جسد دور «أم عبيد» كان النجم الكبير عبدالعزيز النمش رحمه الله، ثم «سيدة الشاشة الخليجية» النجمة حياة الفهد في مسرحية «عبيد بالتجنيد»، ثم أسطورة الكوميديا الراحلة انتصار الشراح في «البيت المسكون». «عبيد» كان وسيظل مرآة اجتماعية تنبض بالكوميديا، والإنسانية، والمواقف الصادقة... وهو امتداد لمسيرتي في صناعة مسرح كويتي عالمي يخدم المجتمع ويترك أثراً فنياً عميقاً.
• على ماذا تراهن في هذا العمل؟ هل على النجوم، أم الحبكة، أم على التقنيات والإبهار البصري؟
- الرهان في هذا العمل ليس على عنصر واحد، بل على منظومة متكاملة لعناصر العرض المسرحي، كل جزء منها هو نجم قائم بذاته.
• هل من الممكن أن تصف لنا كيف كانت الأجواء في المدرجات، وأنت تراها من على الخشبة؟
- الجمهور تفاعل بشكل مذهل مع نظام الطيران فوق المقاعد، والخدع البصرية، والمؤثرات البصرية والسمعية، والاستعراضات اللافتة، خصوصاً في أغنية «الزار» (احنا الخافي والمكشوف)، إذ كان التصفيق يُزلزل القاعة في كل عرض.
• إلى متى ستستمر عروض المسرحية في الكويت؟ وهل هناك خطط لجولة خليجية؟
- نظراً للإقبال الجماهيري الكبير وغير المسبوق، تم تمديد العروض لأسبوعين إضافيين. وبإذن الله، سنكون في عروض عيد الأضحى المبارك خارج الكويت، ضمن جولة خليجية نعلن تفاصيلها قريباً.
• مسرح الرعب الكوميدي أصبح علامة مسجلة باسم عبدالعزيز المسلم و«مجموعة السلام الإعلامية». كيف تفسّرون دخول شركات أخرى ومخرجين لمجال مسرح الرعب الكوميدي أخيراً؟
- بعد مرور 30 عاماً على تأسيسي لهذا اللون المسرحي، وتقديم العديد من مسرحيات الرعب الكوميدي أصبح تأثيره واضحاً على الساحة المسرحية الخليجية.
نحن أول من ساهم في دخول التكنولوجيا المسرحية المتطورة إلى المسرح الخليجي، واليوم أصبحت هذه التقنيات جزءاً لا يتجزأ من غالبية المسرحيات حتى في مسرح الطفل.
بعض الشركات حاولت تقديم أعمال رعب بطابع كوميدي، لكنها لم تلقَ نفس القبول، لأن سر الخلطة المسرحية لا يكمن في الفكرة فقط، بل في فهم أعمق لتجانس عناصر العرض، ونضج المحتوى.