«هكذا عاد الودّ مع بسمة وهبة»
إيناس الدغيدي لـ «الراي»: لست مستبعَدة لشخصي... بل لأفكاري



أكدت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، أنها ليست مستبعَدة عن السينما والدراما التلفزيونية، ولكن المواضيع الاجتماعية الجريئة التي تطرحها في أعمالها تجعل المُنْتِجين حذرين في التعامل معها.
وشددت الدغيدي، في حوار مع «الراي» على أنها ابنة السينما ولا تحب المطوَّلات في مسلسلات الـ 30 حلقة والـ 15 حلقة، بل تفضّل عليها اختيار موضوعٍ للسينما «التي أقدم من خلالها الموضوع الذي أختاره خلال مدة لا تتعدى ساعتين».
• هل أنتِ مستبعَدة عن الدراما التلفزيونية والسينمائية؟
- كلا لست مستبعَدة، ولكن الجو يتطلب نوعيةً معينةً من الدراما التي لا تتماشى مع أفكاري، خصوصاً أن السينما الحالية تتكلّم عن موضوعين فقط هما: «الأكشن» في محاولة لتقليد السينما الأميركية، والكوميديا التي تتضمّن إسفافاً إلى حد ما. وأنا لا أقدّم هذه النوعية من الأعمال، بل كل أفلامي فيها جرأة وتتناول موضوعاً معيّناً في المجتمع يرفض الناس إظهارَه أو التحدث عنه. والمُنْتِجون يقولون إنهم لا يريدون في هذه المرحلة تقديم هذه النوعية من الأعمال وهم لا يحبون المجازفة، بل يفضّلون «أن يمشوا في السليم» ويرفضون الدخول في معارك ثقافية.
كل الإنتاج الذي يُقدم حالياً في مختلف أنواع الفن لا علاقة له بالثقافة، بل هو تجاريّ، ولا أحد يريد أن يلتفت إلى الناحية الثقافية. ومع أنني كنت آخذ في الاعتبار الناحية التجارية في أفلامي، ولكنها كانت تعاني من مشاكل وعقبات مع الأفكار والمجتمعات والعقائد، ولذلك فإنها ليست الأفلام المقبولة حالياً، ما يعني أنني مستبعَدة بسبب أفكاري وليس لشخصي أو كسينمائية. هم يريدون تقديم كل ما هو مسطّح، وأي عمل مسطّح تتم الموافقة عليه، أما الأعمال التي تقدم محتوى عميقاً فإنهم يرفضونها، وهذا المنحى عالميّ وألاحظ أنه منتشر في العالم كله.
• بما أن التلفزيون يقدم الدراما الاجتماعية لماذا لا تتّجهين نحو الإخراج التلفزيوني؟
- سبق أن قدّمتُ فكرةً عن دراما اجتماعية تعبّر عن تحرّر المرأة في زمنٍ من الأزمنة، ولكنها تنطبق على الزمن الحالي، إلا أن التكلفة الإنتاجية للعمل عالية جداً بسبب المرحلة الزمنية التي تدور فيها أحداثه. وحتى على مستوى الدراما التلفزيونية، لا يمكن التطرق إلى المواضيع العميقة في المسلسلات لأن التلفزيون يَدخل كل البيوت ويشاهده أشخاص من مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية، ولذلك لا بد من مراعاةِ المتلقّي الذي يشاهد العملَ التلفزيوني وأن الناس لا يتقبّلون كل الأفكار. هناك معايير عدة تتحكّم بالدراما التلفزيونية ولا بد من مراعاتها، وهي مفروضة عليّ كمُخْرِجة بسبب قوانين المجتمع، لكن الوضع يختلف في السينما تماماً، لأن الجمهور هو الذي يشتري الطاقة ويقرّر مشاهدة فيلم إيناس الدغيدي بملء إرادته، باختياره.
• وهذا يعني أنك بانتظار المُنْتِج المُغامِر؟
- نعم، ولكن في السينما. أنا ابنة السينما وسأبقى ابنتها، وفي حال دخلتُ تجربة الإخراج في الدراما التلفزيونية فسأكون فيها مجرد ضيفة ثم أغادرها لأنني لست من أنصار مسلسلات الـ 30 حلقة أو الـ 15 حلقة والدراما التلفزيونية التي يكون فيها الكثير من التطويل والمطوّلات، بل أفضّل عليها السينما التي أقدّم من خلالها الموضوع الذي أختاره خلال مدة لا تتعدى ساعتين. عدا عن أن المخرج السينمائي تكون له رؤية معيّنة ترتبط بزمن معين، وعندما تُقَدَّم له مساحة كبيرة جداً من خلال عمل تلفزيوني، فإنه قد لا يستوعب كل شيء.
• ما الأعمال التي تابعتِها في رمضان؟
- لم أتابع أي عمل وقررتُ أن أفعل ذلك بعد انتهاء شهر رمضان.
• لماذا؟
- لأن «الدنيا زحمة قوي»، وأنا أسهر كل الليل وأنام عند طلوع الفجر.
• وما الأصداء التي وَصَلَتْكِ عن دراما رمضان؟
- هناك مَن يقول إن بعض الأعمال جيّدة، وآخَرون يقولون عنها سيئة وأنا لا أستطيع الحُكْمَ على أيِّ عَمَلٍ إلا بعد مشاهدته.
• ما رأيكِ بطغيان دراما البطل الشعبي والدراما الكوميدية على المسلسلات المصرية في الموسم الرمضاني؟
- الأعمال الاجتماعية موجودة بوفرة، وهناك عملان أو ثلاثة أعمال من نوع دراما البطل الشعبي.
• ولكن الناس لا يفضّلون الدراما الاجتماعية، بدليل أن مسلسل «إخواتي» الذي جَمَعَ بين نيللي كريم وروبي وكندة علوش لم ينل المتابعة التي يستحقها؟
- عادةً يتم تقديم كل أنواع الأعمال الدرامية لإرضاء مختلف الأذواق، ولكن دراما البطل الشعبي تحظى بأعلى نسبة مشاهَدة باعتبار أن الطبقة الشعبية تمثّل الفئة الأكبر من المجتمع وهذه الأعمال تمثل طموحاتها في الغنى والثراء، أما الأعمال الباقية فهي كوميدية واجتماعية.
• ما حقيقة الخلاف الذي حصل بينك وبين الإعلامية بسمة وهبة بسبب برنامج «شيخ الحارة»؟
- قبل برنامج «شيخ الحارة» كان يوجد ودّ كبير بيننا. ومن المعروف أن بسمة وهبة، كانت قدمت هذا البرنامج ومن ثم عدتُ وقدّمته أنا، وهذا الأمر تسبب بزعلها مني، وعندما طلبتْ استضافتي في برنامج «العرافة» وافقتُ بشرط ألا يتم التطرق إلى مواضيع سبق أن تحدثتُ عنها كثيراً وطلبتُ منها أن نتعاتب أمام الجمهور... وهذا ما حصل فعلاً وبعد انتهاء الحلقة عاد الودّ إلى علاقتنا مجدداً.