تستخدم 66 إنزيماً لتحليل البروتينات السكرية وتحويلها إلى طاقة
بكتيريا معوية تحمي من السمنة



كشفت نتائج دراسات بحثية حديثة عن أن نوعاً معيناً من البكتيريا المعوية لدى الإنسان تساهم بشكل فعال في مكافحة السمنة ومشاكل صحية أخرى، إذ إنها تستخدم 66 إنزيماً لتحليل البروتينات السكرية في بطانة الميوسين وتحويلها إلى طاقة، كما أنها تُحافظ على حاجز الأمعاء، لكن اختلالها يمكن أن يُسبب مشكلات صحية، بما في ذلك زيادة الوزن التي تؤدي بدورها إلى السمنة.
الدراسات أجريت في معهد الكبد وعلم الأوبئة التابع لجامعة تشجيانغ للطب الصيني الصينية وشارك فيها باحثون من كيانات طبية صينية أخرى.
وأظهرت نتائج الدراسات المختبرية التي أجريت على فئران تجارب أن البكتيريا المعوية التي تعرف باسم «أكيرمانسيا ميوسينيفيلا» تُهدئ الجهاز المناعي، مُفرزة ببتيدات بروتينية يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري وبالسمنة، ما يجعلها مكوناً واعداً في تركيبة البروبيوتيك اللازمة لتحسين عملية التمثيل الغذائي.
وكشفت بيانات الدراسات عن أن الأفراد النشطين النحيفين نسبياً يمتلكون مستويات مرتفعة من تلك البكتيريا، بينما تقل مستوياتها لدى المصابين بالسمنة أو السكري أو دهون الكبد، وهو الأمر الذي يُبرز دورها في السيطرة على الوزن وتخزين الدهون، وبالتالي فإنها تُشكل دفاعاً طبيعياً ضد السمنة.
وعلى الرغم من اعتمادها المباشر على طبقة الميوسين المبطنة للأمعاء الغليظة، تتأثر وفرة تلك البكتيريا وفعاليتها بالعادات الغذائية التي يتبعها الشخص، خصوصاً في ما يتعلق بتناول الألياف.
فبكتيريا القولون -بما فيها أكيرمانسيا ميوسينيفيلا- تُخمر الألياف الغذائية وتحولها إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة تُغذي خلايا القولون وتُساهم بنحو 10 في المئة من احتياجات طاقة الجسم. كما أنها تُعزز التنوع الميكروبي عبر «التغذية المتبادلة»، مستفيدة من الميوسين لدعم أنواع أخرى من البكتيريا النافعة.
لكن نقص الألياف الغذائية يدفعها إلى الاعتماد المفرط على الميوسين، مهدداً طبقة المخاط ومُعرضاً توازن الميكروبيوم البكتيري المعوي للخطر، ما يزيد مخاطر الالتهابات والسمنة. وعلى الرغم من أن هذه البكتيريا ليست مُمرضة في حد ذاتها، إلا أن استهلاكها الزائد لمادة الميوسين في ظروف غير مثالية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات.
وخلصت الدراسات -التي تعتبر الأولى من نوعها في توضيح كيفية تحلل الميوسين- إلى إبراز إمكانات تلك البكتيريا العلاجية في السيطرة على السمنة ومكافحتها، مؤكدة على أهمية اتباع نظام غذائي متنوع وغني بالألياف للحفاظ على فوائدها المضادة للسمنة والمعززة لاستقرار الميكروبيوم المعوي.