الاحتلال ضاعف عدد تراخيص البناء 3 مرات منذ 2023
المصادقة على بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدس... ضمن 6 مخططات



في خطوة تعكس تصعيداً في النشاط الاستيطاني، أقرت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس المحتلة، أمس، ستة مشاريع استيطانية جديدة، تشمل بناء نحو 1400 وحدة استيطانية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الاحتلال الهادفة إلى توسيع المستوطنات المحيطة في القدس، مما يزيد من تعقيد الوضع في المدينة المحتلة.
وتضمن المشاريع الستة التي تمت الموافقة عليها بناء أبراج شاهقة، بالإضافة إلى مبانٍ عامة ومساحات تجارية.
ومن بين هذه المشاريع، أوصت اللجنة بتوسيع مستوطنة «بات» بـ585 وحدة استيطانية جديدة، وهي التوسعة الثانية خلال نحو أسبوع، حيث تم إقرار بناء 498 وحدة استيطانية في الجهة الغربية من المستوطنة الإثنين الماضي.
ويمتد المخطط الجديد على مساحة 11.5 دونم، لبناء مجمع متعدد الاستخدامات يضم 585 شقة، يتضمن ثلاثة أبراج بارتفاع يتراوح بين 25 و38 طابقاً، وتم تقديم الخطة من قبل شركة «Neve Pat Vineyards» وإعدادها من قبل شركة «Miloslavsky Architects».
وعلى أراضي جبل المكبر في جنوب القدس المحتلة، أقرت بلدية الاحتلال بناء 278 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة أرمون هاناتسيف.
ووافقت اللجنة المحلية على مخطط يشمل مساحة 4.6 دونم، حيث تتضمن الخطة بناء برجين بارتفاع 26 طابقاً بهما 278 شقة، إضافة إلى إنشاء رياض أطفال، ومجموعة من مراكز الرعاية النهارية، ومعبد يهودي، وواجهة تجارية نشطة.
وتم تقديم الخطة من قبل شركتي «بيت يروشالمي» ومجموعة «يوفاليم»، وإعدادها من قبل شركة «بيتمان بن تسور» للهندسة المعمارية.
وفي مستوطنة «بيت هكيرم»، أقرت اللجنة إقامة 254 وحدة استيطانية جديدة على مخطط بمساحة 6.9 دونم، وبناء أربعة مبان جديدة، اثنان منها من 20 طابقاً، واثنان من ستة طوابق، تضم 254 وحدة استيطانية جديدة.
وفي مستوطنة «كريات مناحيم» على أراضي عين كارم، صادقت اللجنة على بناء 255 وحدة استيطانية جديدة، وإنشاء ثلاثة مبان متعددة الاستخدامات تتضمن مبنى من 40 طابقاً، ومبنى من 15 طابقاً، ومبنى من 10 طوابق، بإجمالي 255 وحدة استيطانية.
وسيتضمن المشروع أيضاً واجهة تجارية ومعبداً يهودياً ومساحة عامة مفتوحة، وتم تقديم الخطة من قبل شركة Taeman Real Estate، وتم إعدادها من قبل شركة Breidman Agmon Architects.
تصعيد غير مسبوق
وفي السياق، كشفت جمعية «عير عميم» الحقوقية الإسرائيلية، أن «لجنة التخطيط اللوائية» التابعة لسلطات الاحتلال في القدس ناقشت الإثنين الماضي في جلسة واحدة 6 خطط لتوسيع البناء الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة وهو أمر نادر وغير مسبوق من حيث العدد.
وأفادت بأن الخطة تشمل بناء ما مجموعه 2200 وحدة استيطانية من خلال توسيع مستوطنات أو إقامة مستوطنات جديدة، شرق المدينة.
ووصفت تلك الخطوة بغير المسبوقة، مؤكده أن «مرحلة جديدة من التسريع المستمر للاستيطان في القدس الشرقية».
وحسب «عير عميم»، فإن 4 من الخطط الست تستهدف أحياء فلسطينية، من بينها اثنتان لإقامة مستوطنات جديدة.
وتشمل الخطط، التي نوقشت في «لجنة التخطيط اللوائية»، جفعات شاكيد شرقاً في بيت صفافا، ونوفي راحيل، في صور باهر وأم طوبا، ونوف تسيون ونوف زهاف في جبل المكبر، بالإضافة إلى جيلو شمالاً وهار هتسوفيم (جبل المشارف).
وصرح الباحث في جمعية «عير عميم» الحقوقية أفيف تاتارسكي، بأنه «وفقاً لنهج الحكومة الإسرائيلية الحالية، يبدو أن السلطات تستغل الاضطرابات والهستيريا السياسية لتسريع عملية الاستيطان في القدس والضفة الغربية المحتلة».
وأضاف أن الحكومة لا تُظهر فقط إصرارها على تعزيز سيطرتها على كامل القدس، بل تُظهر أيضاً سياساتها العدوانية وغير العادلة التي تضر بالفلسطينيين في المدينة.
أما ساري كرونيش، من منظمة «بمكوم» الحقوقية، فقالت إن اللجنة اللوائية «لم تكتفِ بمنع الفلسطينيين في القدس الشرقية تماماً من تقديم خطط لتنظيم البناء وإنشاء مساكن جديدة، وهو ما يفاقم أزمة السكن الخانقة التي يواجهونها، بل إنها تعمل الآن بشكل كامل على دعم مشروع الاستيطان، بالتعاون مع جهات مختلفة في وزارة العدل».
وكشف رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون الأسبوع الماضي عن مضاعفة عدد تراخيص البناء 3 مرات خلال ولايته رئيساً للبلدية، ليون تحدث عن تسارع وتيرة التنمية في القدس مع إصدار 7500 رخصة بناء في عام 2023، وأن «الاستثمار في المدينة ليس مالياً فحسب، بل هو استثمار في الإيمان».
وكانت «لجنة المالية البلدية» في بلدية الاحتلال في القدس صادقت في 30 مارس الماضي على الموازنة الجديدة لعام 2025، والتي بلغت نحو 16 مليار شيكل، بزيادة قدرها 8 % عن عام 2024.
ومنذ بداية عام 2025، تم الترويج لخطط بناء في القدس الشرقية المحتلة، تشمل 11.575 وحدة استيطانية، بما في ذلك الخطط الجديدة، حيث إن بعضها كانت مجمدة لسنوات عدة، لكنها عادت إلى المسار بعد عودة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.