«يديعوت أحرونوت» تؤكد أن تل أبيب «تكبح» تركيا في سوريا
«معاريف»: لبنان على الطاولة... «فرصة نادرة» لترتيب العلاقات مع إسرائيل



كشف خبير شؤون الشرق الأوسط والمتخصص في المسألة اللبنانية والسورية في صحيفة «معاريف» ميخائيل هراري، أن لبنان «جاهز» للحوار، وهناك سند أميركي وفرنسي لتحقيق سلام بين البلدين.
وقال إنه «في ظل الظروف الحالية، تبرز فرصة نادرة لترتيب العلاقات بين إسرائيل ولبنان، حيث تتيح التغيرات الدراماتيكية في المنطقة، خصوصاً في سوريا، إمكانية إيجابية لرفع مستوى التعاون بين الجانبين».
يأتي ذلك في وقت يتسم فيه الوضع في قطاع غزة، بعدم الوعد، مما يزيد من أهمية الجبهة الشمالية.
ووفق التقييم السياسي والعسكري الذي قدمه هراري، فإن «اتفاق وقف النار في لبنان، إلى جانب الالتزام الواضح من الحكومة اللبنانية الجديدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، يشكلان تحديثاً مركزياً في الساحة الشمالية. الحكومة اللبنانية، برئاسة جديدة، تعبر عن التزامها بجمع السلاح في يد الدولة، مما يضع حزب الله في موقف ضعف واضح. هذا الوضع يتيح للحكومة اللبنانية دفع سياستها قدماً، مما يخلق بيئة مواتية للتعاون مع إسرائيل».
ضرورة النضج الإسرائيلي
وأوضح أنه «يتعين على إسرائيل أن تظهر نضجاً سياسياً يسمح بنجاح هذه المسيرة. في حين أن هناك ميلاً لتغيير سياسة الاحتواء التي اتبعت في الماضي، يجب أن تتجنب إسرائيل السماح لمحافل تسعى لإحباط هذه المسيرة بالوصول إلى انهيارها. من الضروري أن تتبنى إسرائيل سياسة قوة ملجومة، مما يتيح للبنان استنفاد الإمكانات الإيجابية الكامنة في سياسته الجديدة».
وأكد هراري أن «القوى الخارجية، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، تلعب دوراً مهماً في هذه المعادلة. يجب عليها التأكد من أن الطرفين يعملان على تنفيذ القرار 1701، وممارسة الضغط الاستراتيجي عند الحاجة لضمان نجاح هذه الجهود»
وتابع «تتركز التحديات الرئيسية حول المفاوضات المتعلقة بالحدود البرية ونزع سلاح حزب الله، خصوصاً شمال نهر الليطاني. نجاح المفاوضات حول الحدود سيساعد بشكل كبير في تحقيق الهدف الثاني. يُقترح تقسيم المفاوضات إلى قسمين، بدءاً بالنقاط التي لا يوجد حولها خلاف تقريباً، مما يسهل التقدم».
«من المهم أن يُضفى على المفاوضات طابعاً سياسياًومدنياً، ليس فقط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، بل لتعزيز الحوار السياسي بين الدولتين. يجب أن يتعود الرأي العام في كلا الجانبين على الحوار السياسي، وليس فقط الأمني».
ويضيف هراري في تقييمه «في المدى البعيد، يجب التركيز على جانبين أساسيين: أولاً، يجب على إسرائيل أن تتجنب إظهار قوتها العسكرية بشكل مفرط، حيث إن ذلك قد ينعكس سلباً على المسيرة اللبنانية الداخلية. ثانيًا، على الرغم من أن الحديث عن اتفاق سلام قد يكون مبكراً، إلا أن له أهمية كبيرة في الساحة اللبنانية، حيث تتم مناقشة آراء متنوعة حول هذا الموضوع».
وتابع «تخلق الظروف الحالية فرصة نادرة لترتيب الساحة اللبنانية الإسرائيلية. هناك شهية دولية لضمان النجاح في الجبهة اللبنانية وعزل وتهميش تيار حزب الله».
ولفت هراري الى أن «باريس تلعب أيضاً دوراً محورياً في لبنان، حيث تسعى لتعزيز العلاقات بين لبنان وإسرائيل. (الموفد الفرنسي) وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، أكد في تصريحات سابقة على أهمية الحوار بين الجانبين، مشدداً على ضرورة دعم المجتمع الدولي لجهود لبنان في تنفيذ قرار 1701».
تركيا والفصائل السورية
من ناحية ثانية، كتب المحلل العسكري رون بن يشاي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ان «العلاقة الوثيقة بين تركيا والفصائل المتشددة، التي دعمتها أنقرة لوجستياً وسياسياً، تثير القلق في دوائر الأمن الإسرائيلية. يُعتبر جيب الثوار في إدلب، الذي تشكل بفضل الدعم التركي، نقطة انطلاق للتهديدات المحتملة».
وأضاف بن يشاي «تسعى تركيا، تحت قيادة (الرئيس رجب طيب) أردوغان، إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال استراتيجية العثمانية الجديدة».
وأوضح «تهدف هذه الاستراتيجية إلى إعادة تركيا كقوة عظمى إقليمية، حيث تمتلك قواعد عسكرية دائمة في ثماني دول، بما في ذلك العراق وسوريا. هذا الانتشار العسكري يسعى أيضاً إلى تحقيق أهداف اقتصادية، مثل السيطرة على حقول الغاز في البحر المتوسط».
وتابع بن يشاي «تسعى تركيا إلى إدخال أنظمة دفاع جوي ورادارات في سوريا، مما يهدد حرية العمل الجوي الإسرائيلي. أي تموضع عسكري تركي في جنوب وشرق سوريا، بما في ذلك الجولان، قد يؤدي إلى نشوء وضع مشابه لما كان عليه في غلاف غزة قبل 7 أكتوبر (2023)، حيث يتواجد جيش معاد لإسرائيل على مقربة من الحدود».
الرسائل الإسرائيلية
ورداً على التهديدات التركية، قامت إسرائيل بقصف مطار «تي 4» العسكري، مما أرسل رسالة واضحة لأنقرة بأنها لن تسمح بتواجد عسكري تركي بالقرب من حدودها. وعلى الرغم من أن أنقرة قد تعيد بناء هذه المنشآت، إلا أن الهدف من القصف كان منع استخدامها من قبل القوات التركية.
وأوضح بن يشاي «تخشى إسرائيل من نشوء محور إسلامي بقيادة تركيا، يمتد عبر سوريا والأردن وصولاً إلى غزة. هذا المحور قد يشكل تهديداً أكبر من المحور الذي تقوده إيران. ومع ذلك، فإن تركيا، كونها عضواً في الناتو، تتيح لإسرائيل فرصة للحوار والتواصل المباشر».
وتقترح إسرائيل تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، برعاية الولايات المتحدة وروسيا، حيث تكون تركيا في الشمال، وإسرائيل في الجنوب، والنظام الموقت في سوريا في باقي المناطق. هذا الاقتراح يأتي في إطار السعي لتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.