إسرائيل تقسّم القطاع إلى 4 مناطق تتضمن «جزراً سكانية» مُحاصرة
«حرب الإبادة» تحوّل غزة إلى أرض مُحرّمة على الأطفال



- عدد شهداء غزة تجاوز الـ 50 ألفاً... والمُشرّدون إلى 1.9 مليون
- «جريمة حرب مكتملة الأركان» تعمّد الاحتلال إعدام 15 مسعفاً وعاملاً إغاثياً
- استشهاد 17 ألف طفل في غزة معظمهم طلبة
- اعتقال 1200 طفل في الضفة منذ 7 أكتوبر
- مصر تُقدّم مقترحاً جديداً لتقريب وجهات النظر
في اليوم الـ19 لاستئناف «حرب الإبادة» على غزة، أظهر مقطع فيديو تعمّد جيش الاحتلال إعدام 15 مسعفاً وعاملاً إغاثياً بإطلاق النار على سيارات الإسعاف رغم استخدامها أضواء الطوارئ، ما يثبت ارتكابه «جريمة حرب مكتملة الأركان»، وذلك في ظل مؤشرات إلى نية تل أبيب تقسيم القطاع المنكوب، إلى 4 مناطق منفصلة تتضمن «جزراً سكانية» محاصرة، والذي «تحول إلى أرض محرمة على الأطفال»، بحسب وكالة «الأونروا».
وبينما سقط أكثر من 60 شهيداً فلسطينياً وما يزيد على 162 مصاباً، جراء القصف الجهنمي على مناطق متفرقة من القطاع، خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما رفع عدد شهداء الحرب على القطاع إلى 50669، والمصابين إلى 115225 منذ أكتوبر 2023، ذكرت «الأونروا» أن انهيار وقف النار تسبب في نزوح 142 ألف شخص بين 18 و23 مارس الماضي، وأن 1.9 مليون شخص نزحواً قسرياً منذ بدء الحرب.
واعتبر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، أن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 100 طفل يومياً منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية، بحسب ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بأنه «أمر مروع».
وأضاف على منصة «إكس»، أن «15 ألف طفل استشهدوا منذ بدء الحرب». وقال إن «الحرب حولت قطاع غزة إلى أرض محرمة على الأطفال».
ووصف ما يجري بأنه «وصمة عار في ضمير الإنسانية».
من جانبها، ذكرت وزارة التربية والتعليم أن أكثر من 17 ألف طفل وطفلة استشهدوا في غزة منذ 7 أكتوبر، غالبيتهم من طلبة المدارس.
وفي الضفة الغربية المحتلة، رصدت 3 مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى، اعتقال الاحتلال 1200 طفل، منذ 7 أكتوبر، تبقى منهم 350 في سجونها، فيما لم تتمكن من معرفة أعداد الأطفال المعتقلين من غزة.
«الضوء الأخضر»
ويأتي مسلسل التدمير والقتل والتهجير، في وقت كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن الإدارة الأميركية منحت الضوء الأخضر لحكومة بنيامين نتنياهو لتوسيع الحرب في غزة، وأيضاً في الضفة الغربية المحتلة، لإرغام قيادة «حماس» على قبول اقتراح بإطلاق سراح نصف الرهائن المحتجزين لديها.
وقالت مصادر عسكرية إن جيش الاحتلال سيسيطر على 40 في المئة من أراضي القطاع، خلال الأيام القريبة المقبلة، من خلال تجزئته إلى أربع مناطق ما بين البر والبحر، على غرار ما يحصل على محورَيْن عادت إليهما القوات الإسرائيلية، وهما محور «موراج» (يفصل محافظة رفح عن بقية محافظات القطاع، ويمتد من البحر غرباً حتى شارع صلاح الدين شرقاً، وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل)، ومحور «نتساريم» (يقسّم قطاع غزة إلى قسمَيْن شمالي وجنوبي)، وكذلك محور فيلادلفيا الذي يمتد على حدود القطاع مع مصر، ولم تنسحب إسرائيل منه رغم البند الذي ينصّ على ذلك في اتفاقية وقف النار الأخيرة.
وإضافة إلى هذه المحاور، تقيم إسرائيل الآن جزراً عدة للتجمعات السكانية المحاصرة من الجهات كافة.
وفي السياق، كشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن إسرائيل بصدد تنفيذ خطة لاجتياح بري شامل في غزة، تهدف إلى احتلال طويل الأمد والقضاء على ما تبقى من قواعد «حماس».
ويقود الخطة رئيس الأركان إيال زامير، ويطمح من خلالها لحسم المعركة ميدانياً قبل أي تسوية سياسية.
ووفقاً للصحيفة فإن الخطةَ تَحظى بدعم ٍ مباشرٍ من حكومةِ رئيسِ الوزراءِ بنيامين نتنياهو.
وفي شأن متصل، من المتوقع أن يصل مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
اقتراح مصري
من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنه «في وقت وسع الجيش مناوراته البرية في غزة، تحاول مصر إيجاد صيغة تسوية تعيد إسرائيل وحماس إلى طاولة المفاوضات».
ونقلت عن مصادر إسرائيلية، أن «هناك تصدعات في حماس، ولذلك يعتقد المستوى السياسي أن الضغط العسكري الإضافي قد يغير موقف الحركة من المقترحات المختلفة».
وتابعت الهيئة أن «إسرائيل طالبت في أحدث مقترحاتها، بالإفراج عن 11 رهينة أحياء مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً، لكن حماس ردت بأنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن الخمسة أحياء».