سقوط 13 سورياً في غارات على مواقع إستراتيجية وتوغلات دامية
إسرائيل تُهدّد الشرع بدفع «ثمن باهظ» ودمشق تتّهمها بـ«زعزعة استقرارها»










- ساعر: أنقرة تسعى لجعل سوريا محمية تركية
- «منشورات تحذيرية» إسرائيلية فوق بلدة سورية
حذرت إسرائيل، الرئيس السوري أحمد الشرع من أنه سيواجه عواقب وخيمة في حال تهديد أمنها، مؤكداً أن قواتها ستبقى في «المناطق العازلة»، بينما اتهمت دمشق، تل أبيب بـ«تعمّد زعزعة استقرارها» بعد سلسلة غارات طالت ليل الأربعاء - الخميس مواقع عسكرية بينها مطار، وتوغل قواتها جنوباً، ما أسفر عن مقتل 13 سورياً على الأقل.
وأقرت إسرائيل بشنّ غارات استهدفت «قدرات وبنى تحتية عسكرية» في دمشق ووسط سوريا، وتنفيذ عملية برية في محافظة درعا (جنوب)، محذرة الشرع من دفع «ثمن باهظ» في حال تعرضت مصالحها الأمنية في سوريا لأي تهديد.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «أحذر الزعيم السوري الجولاني: إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سوريا وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي، ستدفع ثمناً باهظاً»، موجهاً كلامه إلى الرئيس السوري باسمه الحركي السابق «أبومحمد الجولاني».
وأضاف في بيان أن الضربات الجوية «رسالة واضحة وتحذير للمستقبل... لن نسمح بأي ضرر يلحق بأمن دولة إسرائيل».
وأفاد الإعلام الرسمي السوري ليل الأربعاء عن غارات إسرائيلية استهدفت مطاري حماة العسكري ومحيط مطار تي-فور (T4) في محافظة حمص (وسط)، إضافة إلى مركز البحوث العلمية في منطقة برزة في دمشق.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شنّت طائرات إسرائيلية نحو 18 غارة على مطار حماة العسكري طالت مدرجاته وطائراته وأبراجه، ما أدى إلى خروجه من الخدمة ومقتل أربعة عناصر تابعين لوزارة الدفاع.
ونددت وزارة الخارجية السورية في بيان، بشن إسرائيل غارات «على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين».
وتابعت «يشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها».
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان انه «أغار... في الساعات الأخيرة على قدرات عسكرية بقيت في منطقة قاعدتي حماة وT4 (في ريف حمص) السوريتين، إلى جانب بنى تحتية عسكرية بقيت في منطقة دمشق»، مؤكداً أنه سيعمل «لإزالة أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل».
توغل وقتلى
وبعد الغارات الجوية، قُتِل تسعة سوريين من سكان درعا فجراً بنيران إسرائيلية خلال مواجهتهم توغل قوات عسكرية إلى حرج سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل، في الريف الغربي للمحافظة.
وأعلنت سلطات درعا في بيان «ارتقاء تسعة مدنيين وإصابة آخرين، في حصيلة أولية، إثر قصف للاحتلال الاسرائيلي» في ريف درعا الغربي، أعقب «تقدم قوات الاحتلال للمرة الأولى إلى هذا العمق».
وبحسب المرصد، قضى التسعة وهم من أبناء المنطقة المسلحين «خلال محاولتهم التصدي للقوات الإسرائيلية»، وذلك «بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحثّ السكان على الجهاد ضد التوغل الاسرائيلي».
وكانت قوة إسرائيلية مدعومة بعشرات العربات تقدمت في المنطقة قبل القصف.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أمس، أن قوات تابعة له نفّذت ليلاً «عملية» في المنطقة، حيث «صادرت أسلحة ودمرت بنى تحتية إرهابية».
وأوضح أنه «خلال العملية، أطلق عدد من المسلحين النار على قواتنا في المنطقة، فردّت القوات بإطلاق النار عليهم، وقضت على عدد من الإرهابيين المسلحين».
وأوضح ناطق عسكري أن «وجود أسلحة في جنوب سوريا يشكل تهديداً لدولة إسرائيل»، مضيفاً أن الجيش «لن يسمح بوجود تهديد عسكري في سوريا وسيتحرك لمواجهته».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن تل أبيب قلقة من «الدور السلبي» الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي «يبذلون قصارى جهدهم لجعل سوريا محمية تركية. من الواضح أن هذه هي نيتهم».