«مِنَ الكويت اشتهرت وانتشرت وممنونة لها ولأهلها»
فتحية عجلان لـ «الراي»: أكتب بحبر القلب... لا القلم










- سأبقى متمسكة بهويتي التي أعتز بها ما حييت
- «كل سمچة تمشي في بحرها»... وأنا أغوص في بحور الشعر
- علّمتُ بناتي أنه كلما قلّت علاقاتهن... قلّت مشاكلهن
«تصوّر لو خلَت هالديرة من عينك ولا تعود... ينبت عليها الحزن وأصير أنا كالعود»...
كان هذا النص الغنائي الذي صاغته الشاعرة البحرينية القديرة فتحية عجلان، وصدح به صوت «سفير الأغنية الخليجية» الفنان القدير عبدالله الرويشد، بوابة دخولها إلى قلوب الجمهور الخليجي، والكويتي بالتحديد، بعدما أحبّ مفرداتها العتيقة وأسلوبها السهل الممتنع في كثير من الأعمال التي شدا بها الرويشد، منها «وينك»، «الشوق والدمعة»، «تذكّرني»، وغيرها من النصوص الغنائية لفنانين آخرين.
عجلان أوضحت في حوار مع «الراي»، أنها وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته مع «سفير الأغنية الخليجية»، إلا أنها لم تلتقِ به وجهاً لوجه، مشيرة إلى أن الفنان والملحن البحريني خالد الشيخ كان حلقة الوصل بينهما.
كما أشارت إلى أن البساطة في أشعارها سببها الكتابة بحبر القلب لا القلم، كاشفة عن أنها بصدد إصدار كتابٍ يضم مجمل أشعارها الغنائية الأخيرة.
• عندما تَنسج فتحية عجلان كلماتها من أوتار الفنان والملحن خالد الشيخ، فإن الأغنية ستصل بكل تأكيد إلى أبعد مدى، فما سر هذا التناغم الكبير بينكما؟
- خالد الشيخ، صديق قديم لي شخصياً ولعائلتي، وما زلتُ أتذكّر أول تعاون بيننا - أواخر الثمانينات - حين هاتفته لأُذكّره بوعده لي في أن يُلحّن أغنية من كلماتي، وبالفعل طلب مني كتابة أغنية. هنا استلهمت نصاً غنائياً من المثل الشعبي القائل: «سيدي سليمان واعدني سمل ثوبه/ قطعت ثوبين وأنا في رجا ثوبه»، ليشدو به الفنان محمد البلوشي، ولاقى العمل نجاحاً لافتاً في وقته، ومن بعده قدمتُ وخالد الشيخ مجموعة من الأعمال الناجحة.
• وماذا عن التعاون الجديد بينك وبين الشيخ في الأغنية التي كتبتِها خصيصاً لـ «سفير الأغنية الخليجية» الفنان القدير عبدالله الرويشد؟
- هي أغنية عاطفية بعنوان «شلّي صار» وقد تم تسجيلها منذ العام الماضي، ولكنها لم تصدر إلى الآن، إذ تأجّل طرحها بسبب الوعكة الصحية لـ «بوخالد»، وإن شاء الله سوف تستمعون إليها قريباً.
• إذا ذُكِرَ اسمك في مناسبة ما، لا بد وأن تصحو الذكريات بأغانٍ خالدة كان صدح بها صوت الرويشد، مثل «تصوّر»، «وينك»، «الشوق والدمعة»، «تذكرني»، وغيرها، فهل نعزو هذا النجاح الدائم إلى العلاقة الطيبة والأريحية في التعاون مع «بوخالد»؟
- بكل تأكيد. وللعلم، لم ألتقِ الرويشد على الإطلاق و«ما قد شفته وجهاً لوجه». ولكنه كبير في عيني، وأعتبره شيئاً رفيعاً و«عود». فكل تعاون جرى بيننا في السابق كان يتم عن طريق الفنان خالد الشيخ، والذي يقوم بدوره بإيصال النصوص التي أكتبها إلى «بوخالد» ليختار منها الأنسب، وأحياناً يتصل بي الرويشد هاتفياً من أجل تغيير مفردة ما، أو ما شابه، وهو دائم التواصل معي والسؤال عن أحوالي وزوجي الشاعر علي الشرقاوي.
• من بعد المقدمة الغنائية التي كتِبتها لمسلسل «أمنا رويحة الجنة» لم نرَ اسمك على أي «تتر» لأي مسلسل تلفزيوني، فما سبب هذا التوقف؟
- لم أتوقف عن الكتابة لأنها متنفسي في الحياة، بل إنني مستمرة بشكل يومي من دون انقطاع، ولعلّ صُنّاع تلك الأعمال هم من توقفوا عن الطلب. فلديّ أكثر من تعاون سابق في أعمال درامية، على غرار مسلسلي «كناين الشام وكناين الشامية» و«فضة قلبها أبيض» وغيرهما، وبالتالي متى سنحت الفرصة وعُرضت عليّ كتابة المقدمة الغنائية لأحد الأعمال فإنني سأرحب بالعرض.
• ما هي الأفكار التي تعكفين على ترجمتها في الوقت الحالي؟
- لديّ فكرة إصدار كتاب يضم مجمل أشعاري الأخيرة، عوضاً عن نشرها في مواقع «السوشيال ميديا»، وإن شاء الله سيرى النور خلال الفترة المقبلة.
• هل تَجدين نفسك في الشعر الغنائي دون سواه؟
- لا أكتب المفردة من أجل أن تُغنّى، بل أدوّن في أشعاري ما يختلج قلبي من مشاعر، وإن أراد الملحن تلحينها فهي متاحة له.
• مَنْ مِنَ المطربين الذين تودين التعاون معهم في الفترة المقبلة؟
- لا يوجد اسم معين. بل أرحب بالجميع، وأزداد شرفاً بأي مطرب يتغنى بكلماتي، فقد سبق وأن تعاونت مع فنانين كباراً، إلى جانب الرويشد، وهم محمد البلوشي والفنانة المعتزلة العنود وفرقة الإخوة البحرينية، وغيرهم.
• نلاحظ أن معظم أشعارك تعبّر عن حالات الشوق والوله، فإلى مَنْ تهفو أحاسيس فتحية عجلان؟
- تعودّت في كل أشعاري أن أكتب بحبر القلب لا القلم. ففي قلبي حنين جارف لكل أحبائي القريبين مني والبعيدين عني. أشتاق إلى كل المحطات التي توقفت وزوجي عندها، وما كابدناه من ظروف قاسية، صحية وحياتية، ولكنها أثرت مخزوني الشعري بحروف جديدة على الحروف الأبجدية، فأكتبها شعراً لتصل إلى الناس بعفوية.
• ما هي التجربة التي مررتِ بها وتشعرين بأنها الأقرب إلى نفسك؟
- لكل تجربة خصوصيتها، ولطالما قلت إنني «ممنونة حق الكويت وأهلها» فَمن خلالها اشتهرت وانتشرت، وعبر أغنية «تصوّر» لعبدالله الرويشد تعرّف الناس عليَّ وأحبوني.
• في خضم تطورات الحياة، نراكِ مازلتِ متمسكة بالزي التقليدي الخليجي القديم؟
- بالطبع. سأبقى متمسكة بهويتي التي أعتز بها وبالعادات والتقاليد الراسخة في نفسي ما حييت، وأنصح الجيل الحالي بعدم الانجراف وراء الموجات الدخيلة على مجتمعنا، والرجوع إلى القراءة لأنها تصقل الإنسان وتهذّب النفس وتربي الأجيال، كما أتمنى منهم الابتعاد أو التقليل على الأقل من استخدام مواقع «السوشيال ميديا». فأنا وبالرغم من كل شيء، مازلت أحرص على قراءة الشعر والأدب العربي عموماً، إلى جانب اهتماماتي الأخرى بشؤون البيت، من رعاية لزوجي وأبنائي ومن طهو وغسيل، ولا أحب الجلوس أبداً، لأنه في الحركة بركة كما يقولون.
• حدثينا عن علاقتك مع الشاعر علي الشرقاوي، فماذا يُمثّل بالنسبة إليك بغض النظرعن كونه زوجك؟
- هو ابني وزوجي في الوقت نفسه. ففي ظل ما يمر به من ظروف صحية في الوقت الحالي، فأنا أقف إلى جانبه وقفة الأم لابنها، وهذا ليس مِنةً أو فضلاً عليه، بل هو واجبي كزوجة. ومؤكد أنه بحاجة إلى الدعم من الجميع، خصوصاً بعدما توقف عن العلاج لأنه مكلّف جداً.
• بعيداً عن الشعر والغناء، ألم تفكري ذات مرة بخوص تجربة التمثيل أسوة بابنتيكِ الفنانتين فيّ وفوز الشرقاوي؟
- مستحيل أن أصير ممثلة «فكل سمچة تمشي في بحرها»، وأنا أغوص في بحور الشعر.
• وماذا عن إقامة الأمسيات الشعرية؟
- أشارك بها أحياناً رغم أنني لا أحبها، لكوني «بيتوتية» وعلاقاتي محدودة جداً. ولذلك، علّمت بناتي أنه كلما قلّت علاقاتهن... كلما قلّت مشاكلهن.