أطباء أكدوا لـ«الراي» أنه «مُساعد... وليس بديلاً»

هل يهدد «الذكاء الاصطناعي» أصحاب الرداء الأبيض ؟

تصغير
تكبير

- آلاء بهبهاني: الطب علم إنساني حيوي يتطلب حسّاً إكلينيكياً وهي مهارة تحتاج سنوات من الخبرة لتكوينها
- غانم السالم: التواصل بين الطبيب والمريض أحد أهم ركائز الثقة بين مقدمي الخدمات الصحية ومتلقيها
- حازم الرميح: غير صحيح القول بعدم الحاجة للطبيب... والذكاء الاصطناعي يعتمد على معلومات تتغير بتغير الأبحاث

فيما يشهد العالم ثورة تقنية مستارعة ويتواصل تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في العديد من المجالات، ومن بينها المجال الطبي، أكد أطباء لـ «الراي» أن «هذه التكنولوجيا تعد مساعدة للطبيب في تقديم خدمات طبية أفضل»، مشددين على أنه «لا يمكن أن تحل محل الطبيب في المستقبل القريب، غير أن الأمور والمفاهيم قد تتغيّر في المستقبل البعيد».

وأضاف الأطباء أن «هذه التكنولوجيا، وإن كانت متطورة ورائعة في مساعدة مقدمي الخدمات، لكنها ليست بديلاً للطبيب، ولكن سنشهد باستمرار تغييرات كبيرة في كيفية عمل مقدمي الرعاية والخدمات الطبية».

رافد مهم

فقد اعتبر استشاري النساء والولادة رئيس وحدة الخصوبة في مستشفى الجهراء الدكتور حازم الرميح أن «الذكاء الاصطناعي بات رافداً مهماً في مختلف الخدمات الحياتية والطبية، ودخل كل مناحي الحياة ومن ضمنها الطب».

وأوضح الرميح أن «برامج الذكاء الاصطناعي تعتمد على المعلومات التي يضعها الإنسان المتخصص، لتعطي الناتج بشكل ذكي موازٍ لطريقة تفكير الإنسان، غير أن هذه المعلومات قد تتغير حسب الأبحاث والمعلومات التي يقوم بها الإنسان، وهذا يغير من سبل التشخيص والأساليب العلاجية وطريقة الفحوصات وطرق التعامل معها».

ورأى أن «التطورات في الأجهزة التي تساند الخدمات الطبية التي دخل فيها الذكاء الاصطناعي، تسهل على الطبيب تسريع اتخاذ القرار وتقليل نسبة الخطأ، ورفع كفاءة العمل وتقليل المضاعفات للجراحة أو الأدوية»، مشيراً إلى أن «الشخص المسؤول عن تقديم الخدمة الطبية في النهاية هو الطبيب المختص المرخص من الجهات الرسمية. كما أن المسؤول عن تبعات القرارات التي تتخذ بمساعدة الذكاء الاصطناعي هو الطبيب المختص وليس صحيحاً أن يقال إننا لن نحتاج للطبيب».

مفاهيم متغيرة

من جهته، أوضح استشاري الأمراض الباطنية الدكتور غانم السالم أن «استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب يعني استخدام هذه التكنولوجيا في مساعدة الطبيب والطواقم الطبية، في تقديم خدمات أفضل وأكثر دقة، لكن لا يمكن أن يحل محل الإنسان في الطب في المستقبل القريب، لكن قد تتغير الأمور والمفاهيم في المستقبل البعيد».

وأوضح السالم أن «الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية يلعب دوراً مهماً في الوقت الحالي، في دعم القرارات الطبية وتحليل الأشعة، وفي الأبحاث العلمية كأبحاث الأدوية والعقاقير والأجهزة الطبية والمجال البحثي في الأمراض وعلم الجينات وغيرها، ما قد يساهم في تقليل نسبة الأخطاء الطبية، وفي تسريع تقديم الخدمات الصحية وتقليل العبء المالي والإداري على القطاع الصحي، وسرعة الربط في بيانات المرضى».

وفيما لفت إلى «بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية فعلياً في كل شيء، بدءاً من الإجابة عن أسئلة المرضى إلى المساعدة في العمليات الجراحية، وتطوير أدوية جديدة» رأى أن «الذكاء الاصطناعي مازال يحتاج للمتابعة والمراقبة البشرية في التشخيص، ووضع الخطة العلاجية والمتابعة وإجراء العمليات الجراحية».

وذكر أن «الذكاء الاصطناعي يبقى تكنولوجيا رائعة ومميزة ومتطورة في مساعدة الطبيب ومقدمي الخدمات الطبية، ولكنه ليس بديلاً عنهم، إذ إن الذكاء الاصطناعي في الطب يفتقر إلى الجانب الاجتماعي والعاطفي، وهذه العوامل الاجتماعية والعاطفية والتاريخية تلعب دوراً مهماً في التشخيص والعلاج».

وأوضح «أن التواصل البشري والأخلاقي بين الطبيب والمريض، أحد أهم الركائز في بناء الثقة بين مقدمي الخدمات الصحية ومتلقيها، والتوصل إلى التشخيص الصحيح. كما أن وضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض تتطلب التفاهم بين الطبيب والمريض والإدراك الأوسع لظروف المريض الاجتماعية والعاطفية والاقتصادية».

علم إنساني

وفيما اعتبرت اختصاصية النساء والولادة الدكتورة آلاء عادل بهبهاني، أن «الذكاء الاصطناعي من أحدث التطورات التي تطرأ على الطب الاكلينيكي الحديث المعني برعاية المريض»، استنكرت ما تم تداوله بوسائل التواصل الاجتماعي، بإمكانية الاستعاضة عن الأطباء، من ذوي الكفاءات العالية والتخصصات الدقيقة وإلغاء دورهم في التشخيص والعلاج، بالاعتماد كلياً على التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الهاتفية، حيث يشكل ذلك خطراً على صحة الفرد والمجتمع.

ولفتت بهبهاني إلى أن «الطب بصفة خاصة، يعد من العلوم الإنسانية الحيوية التي تتطلب الحس الاكلينيكي بالدرجة الأولى وهي مهارة يكتسبها الطبيب خلال العمل لفترات طويلة في المجال الطبي ويحتاج إلى سنوات عديدة من الخبره لتكوينها».

وأضافت «لا يخفى أثر العامل النفسي بين المريض والطبيب الذي يعتبر مبعثاً للراحة والطمأنينة في كثير من الاحيان، ولطالما ركزت الرعايه الصحية على هذا الجانب، حيث اعتبره البعض عاملاً أساسياً للتسويق الطبي في الدول الطبية المتقدمة والمستشفيات في القطاع الخاص. كما أن التواصل الحسي والبصري يعززان الثقة والتفاهم بين المريض والطبيب الذي لا يمكن أن يستعاض عنه بأي تقنية إلكترونية حديثة».

5 مخاوف

أشار الدكتور غانم السالم إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريراً بعنوان «أخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة»، حيث أشارت إلى مخاوف من استخدامه بشكل سلبي، من أبرزها:

1 - البيانات المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي قد تكون متحيزة، وتولد معلومات مضللة أو غير دقيقة يمكن أن تشكل مخاطر على الصحة.

2 - تدريب الذكاء الاصطناعي قد يتم على البيانات لم تتم الموافقة عليها مسبقاً لمثل هذا الاستخدام، وهذه النماذج قد لا تحمي البيانات الحساسة للمرضى.

3 - إمكانية إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد ونشر معلومات مضللة، يصعب على الجمهور تمييزها عن المحتوى الصحي الموثوق.

4 - شركات التكنولوجيا قد تعمل على إضفاء الطابع التجاري لنماذج الذكاء الاصطناعي، واستغلال صحة الإنسان تجارياً.

5 - الاستخدام غير الأخلاقي للبيانات الصحية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عرضة للقرصنة والاختراق خصوصاً للمجرمين السبرانيين.

توفير الرعاية في الدول الفقيرة

رأت الدكتورة الآء بهبهاني أن «استخدام الوسائل الذكية الحديثة والتطور الإلكتروني يسهل عمل الطبيب ومساندته لتقديم الرعاية المثلى للمريض، ولا سيما في الدول الأقل غنى، حيث يعتبر توفير الخدمات الطبية أمراً باهظ الثمن».

تطبيقات الهاتف الذكي

تحديد عمر الجنين

أشارت بهبهاني إلى «كفاءة بعض التطبيقات الهاتفية الذكية التي استخدمت عوضاً عن السونار في تحديد عمر الجنين، في دراسة أجريت على نحو 4500 امرأة حامل في شمال كارولينا وزامبيا، في الفترة بين 2018 و2021 نشرتها صحيفة إنكلترا الطبية الجديدة «NJEM»، حيث أظهرت نتائج مماثلة لحساب عمر الجنين بواسطة التطبيقات الحديثة مقارنة بجهاز السونار».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي