خبراء يعتبرون أن بكين قد تكون أكثر ميلاً لمحاصرة الجزيرة بدلاً من اجتياحها

«رعد في المضيق»... مناورات عسكرية صينية واسعة النطاق تُحاكي عزل تايوان

جانب من المناورات البحرية الصينية قرب تايوان
جانب من المناورات البحرية الصينية قرب تايوان
تصغير
تكبير

- الجيش الصيني يظهر الرئيس التايواني على شكل حشرة تحترق في نار متأجّجة

أطلقت الصين مناورات عسكرية جديدة واسعة النطاق في مضيق تايوان، وذلك غداة إجرائها تدريبات عسكرية تضمّنت محاكاة «لشن ضربات» و«فرض حصار» على الجزيرة التي تطالب بها بكين، في استعراض للقوة ندّدت به واشنطن وبروكسل.

وتأتي هذه التدريبات الجديدة التي لم تعلن مسبقاً، بعيد أيام من قيام وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بجولة آسيوية أكّد خلالها أنّ بلاده ستضمن «الردع» في مضيق تايوان.

وقال شي يي، الناطق باسم قيادة القطاع الشرقي في الجيش الصيني، في بيان، أمس، إنّ هذه التدريبات الجديدة تهدف إلى «اختبار قدرات القوات في مجال تنظيم المناطق والسيطرة عليها، وفرض عمليات حصار ومراقبة مشتركة، وشنّ ضربات دقيقة على أهداف رئيسية».

وأضاف أنّ هذه المناورات تجري في وسط المضيق وجنوبه، وهي منطقة عبور رئيسية للنقل البحري العالمي.

والمناورات الجديدة التي أطلقت عليها بكين اسم «رعد في المضيق- 2025A»، شملت «إطلاق ذخيرة حيّة بعيدة المدى» و«ضربات دقيقة على أهداف تحاكي موانئ رئيسية ومنشآت للطاقة».

وأرسلت بكين كذلك حاملة طائراتها «شاندونغ» للمشاركة في هذه التدريبات.

في المقابل، نددت وزارة الدفاع التايوانية بهذه التدريبات العسكرية، وأعلنت أنها رصدت 21 سفينة حربية و27 مقاتلة و10 زوارق لخفر السواحل الصينيين حول الجزيرة بين الساعة 06,08 (22,08 ت غ الثلاثاء) والساعة 13,30.

ويشكّل مضيق تايوان، وهو ممر رئيسي للملاحة البحرية الدولية، نقطة توتر رئيسية بين القوى العظمى، خصوصاً الصين والولايات المتحدة.

ومنذ عقود، تلتزم الولايات المتحدة إمداد تايوان الأسلحة، رغم اعتراضات الصين، لكنها تبقي على سياسة «الغموض الإستراتيجي» بشأن ردّها المتوقّع إذا تعرّضت الجزيرة لهجوم صيني.

من جهتها، حذّرت الولايات المتّحدة من أنّ الصين «تُعرّض للخطر» الأمن الإقليمي بإجرائها تدريبات عسكرية في مضيق تايوان.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان أنّ النشاطات العسكرية «العدوانية» التي تقوم بها الصين وخطابها تجاه تايوان «لا يؤدّيان إلا إلى تفاقم التوترات وتعريض أمن المنطقة وازدهار العالم للخطر».

وفي السنوات الأخيرة، كثّفت بكين من عمليات نشر الطائرات القتالية والسفن الحربية حول تايوان دعماً لمطالبها التي ترفضها تايبيه.

وكان الجيش الصيني حشد الثلاثاء قوّاته البرّية والبحرية والجوّية في محيط تايوان لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق تحاكي حصار الجزيرة التي أوضحت بكين أنّ تحركها باتجاه الاستقلال سيشعل «حربا» وسيكون «مصيره الفشل».

وردّاً على تلك المناورات، أعلنت تايبه تحريك طائراتها وسفنها وتشغيل أنظمتها المضادّة للصواريخ، مشيرة إلى أنّ الصين حشدت 21 سفينة حربية و71 طائرة لهذه التدريبات.

وهذا أكبر عدد من السفن الحربية التي تنشر في يوم واحد منذ قرابة عام، وأكبر عدد من الطائرات منذ أكتوبر 2024.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ هذه المناورات العسكرية «تؤدي إلى تفاقم التوترات»، مطالباً «الطرفين» بإظهار «ضبط النفس».

«اختبارات مقاومة»

وقال المحلل في مركز «أتلانتك كاونسل» الأميركي للبحوث وين-تي سونغ، إن هذه التدريبات تشكل «سلسلة من اختبارات المقاومة» لتقييم قوة دعم واشنطن لتايوان ولحلفاء آخرين في المنطقة.

ويرى خبراء أن الصين قد تكون أكثر ميلاً إلى محاصرة تايوان بدلاً من اجتياحها الذي قد ينطوي على مخاطره كبيرة ويستدعي انتشاراً عسكرياً واسعاً.

واعتبر البروفسور لين يينغ-يو من جامعة تامكانغ في تايوان، أن الصين «تتدرب على حصار» الجزيرة.

وتزايدت الضغوط أيضاً على تايوان منذ انتخاب الرئيس لاي تشينغ-تي عام 2024 الذي أكد أن تايوان «دولة مستقلة أصلاً» ووصف الصين أخيراً بأنها «قوة أجنبية معادية».

وحذر الناطق باسم الخارجية الصينية غيو جياكون، أمس، قائلاً «طالما أن الاستفزازات المرتبطة باستقلال تايوان مستمرة، لن تتوقف العقوبات المناهضة للاستقلال».

وأظهر شريط مصوّر نشره الجيش الصيني الثلاثاء، الرئيس التايواني على شكل حشرة تحترق في نار متأجّجة.

ولم يسيطر الحزب الشيوعي الصيني يوماً على تايوان لكنّه يطالب بالأرخبيل كجزء أصيل من الصين ولا يستبعد اللجوء إلى القوّة إن لزم الأمر.

وتعود التوتّرات بين الصين وتايوان إلى العام 1949 عندما تحصن الحزب القومي الصيني في تايبه بعد هزيمته أمام الجيش الشيوعي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي