في سياق تصاعد التوتر والضغط على إيران والحوثيين

واشنطن تحشد بحراً وجواً في الشرق الأوسط... وتدرس إجراء محادثات غير مباشرة مع طهران

حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسون»  (أ ف ب)
حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسون» (أ ف ب)
تصغير
تكبير

-إيران مستعدة لمفاوضات غير مباشرة «من دون تهديد»
- ماكرون يعقد اجتماعاً نادراً في شأن إيران... وتحذير من «مواجهة عسكرية شبه حتمية»

مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني، واستمرار الضربات الأميركية على الحوثيين، أمر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، بإرسال تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملةً طائرات وسرباً من المقاتلات.

في المقابل، يدرس البيت الأبيض بجدية اقتراحاً إيرانياً بإجراء محادثات نووية غير مباشرة، وفقاً لمسؤولين أميركيين، بينما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده مستعدة لمفاوضات غير مباشرة بعيداً عن التهديدات.

واعتبر عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب، التصريحات التهديدية للمسؤولين الأميركيين «غير مقبولة»، وتؤدي إلى تعقيد الوضع الراهن، محذّراً من أن طهران «سترد بسرعة وحزم على أي اعتداء على وحدة أراضي وسيادة ومصالح الأمة الإيرانية».

كما أكد عراقجي، أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي السلمي ضمن المعايير الدولية.

وكان مسؤول أميركي أبلغ موقع «أكسيوس»، أمس، أن الرئيس دونالد ترامب تلقى خلال عطلة نهاية الأسبوع رداً رسمياً من إيران على الرسالة التي بعث بها إلى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي قبل ثلاثة أسابيع.

وأضاف أن إدارة ترامب تعتقد أن المحادثات المباشرة ستكون أكثر نجاحاً، لكنها لا تستبعد الصيغة التي اقترحها الإيرانيون، ولا تعارض قيام العُمانيين بدور الوساطة، كما فعلت في الماضي.

كذلك أكد المسؤولان أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد، وأن المناقشات الداخلية جارية.

وتابع أحدهما: «بعد تبادل الرسائل، نستكشف الآن الخطوات التالية لبدء المحادثات وبناء الثقة مع الإيرانيين».

لكن المسؤول الأميركي أكد أن ترامب لا يريد الدخول في حرب مع إيران، لكنه يحتاج إلى الأصول العسكرية لإرساء الردع في المفاوضات والاستعداد للتحرك إذا فشلت المفاوضات وتصاعدت الأمور بسرعة.

وصرّح ترامب مراراً بأنه يفضّل التوصل إلى اتفاق، لكنه حذّر من أنه من دون اتفاق «سيكون هناك قصف».

كما منح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الموعد قد بدأ، ومتى.

ولا يزال البيت الأبيض منخرطاً في نقاش داخلي، بين من يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق ممكن، ومن يرون المحادثات مضيعة للوقت، ويؤيدون توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية، وفق «أكسيوس».

وكان الخطاب بين طهران وواشنطن يتصاعد بالفعل قبل تهديد ترامب يوم الأحد، بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

حشود عسكرية

في غضون ذلك، قرَّرت وزارة الدفاع الأميركية تمديد نشر مجموعة «هاري إس. ترومان» في المنطقة، وفقاً لما أعلنه الناطق باسم البنتاغون شون بارنيل، في بيان الثلاثاء. كما يتوقع أن تصل الحاملة «كارل فينسون» إلى المنطقة فور انتهاء مناوراتها في المحيطين الهندي والهادئ.

ويعدّ وجود حاملتَي طائرات في المنطقة في وقت واحد خطوةً نادرةً، تعكس استعراضاً للقوة شبيهاً بذلك الذي قامت به إدارة جو بايدن العام الماضي، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

وأكد بارنيل أن «وزير الدفاع شدَّد على أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة لحماية قواتها ومصالحها إذا تعرَّضت لأي تهديد من إيران أو وكلائها في المنطقة»، مشيراً إلى أن هيغسيث أصدر أوامر بإرسال «أسراب إضافية وأصول جوية أخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرات الدفاعات الجوية».

وقال بارنيل، في بيان، إنّ «كارل فينسون» ستنضم إلى «ترومان» من أجل «مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أيّ عدوان، وحماية التدفق الحرّ للتجارة في المنطقة».

ولم يحدّد البنتاغون، بالضبط المكان الذي ستبحر فيه هاتان الحاملتان، من بين 10 حاملات طائرات لدى البحرية الأميركية.

وصرح مسؤول لـ «رويترز»، بأن الجيش الأميركي ينقل أيضاً بعض قدرات الدفاع الجوي من آسيا إلى الشرق الأوسط.

قاذفات «بي - 2»

إلى ذلك، أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية نشرتها «بلانت لابز»، وجود ست قاذفات قنابل استراتيجية من طراز «بي - 2» على مدرج قاعدة دييغو غارسيا الجوية صباح أمس، في أرخبيل تشاغوس، وهو إقليم خاضع للسيادة البريطانية في المحيط الهندي.

وفي حين استخدمت «بي - 2»، لضرب أهداف حوثية مدفونة في اليمن، يرى معظم الخبراء أن استخدامها هناك أمر مبالغ فيه، وأن الأهداف ليست مدفونة على أعماق كبيرة.

غير أن القاذفة مجهزة لحمل أكثر القنابل الأميركية قوة، «جي.بي.يو - 57» التي تزن 30 ألف رطل. وهذا هو السلاح الذي يقول الخبراء إنه يمكن استخدامه لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.

وليس لدى القوات الجوية الأميركية سوى 20 قاذفة «بي - 2»، لذا عادة لا يتم الإفراط في استخدامها.

وفي باريس، عقد الرئيس إيمانويل ماكرون، اجتماعاً مع وزراء وخبراء مهمين أمس، لمناقشة قضايا متعلقة بإيران، من بينها برنامجها النووي.

ومن النادر عقد اجتماع وزاري لمناقشة موضوع محدد ما يسلط الضوء على زيادة مخاوف حلفاء واشنطن الأوروبيين من أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تشنان ضربات جوية على المنشآت النووية.

وبينما يزور وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، باريس، اليوم، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال جلسة استماع أمام الجمعية الوطنية، من أنّ «مواجهة عسكرية» مع إيران ستكون «شبه حتمية» إذا فشلت المفاوضات بشأن برنامجها النووي «الأمر الذي ستكون له تكلفة باهظة تتمثل في زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل خطير».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي