سقوط عشرات الشهداء بينهم 22 في مجزرة عيادة «الأونروا»
إسرائيل «تُقطّع أوصال» غزة... لاستعادة الرهائن










في اليوم الـ16 من استئناف «حرب الإبادة» على غزة، ارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية إلى أكثر من 1100 شهيد، بينهم 22 سقطوا في مجزرة عيادة «الأونروا» في جباليا، بينما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش يقوم بـ «تجزئة» القطاع والسيطرة على مساحات فيه من أجل استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس».
وتابع نتنياهو «كلما رفضوا أن يعطوا، زاد الضغط عليهم حتى يعطوا. نحن عازمون على تحقيق أهداف الحرب، ونعمل بلا كلل، بخط واضح، ومهمة واضحة».
كما أكد «السيطرة على محور موراغ (منطقة تل السلطان) الذي سيكون محور فيلادلفيا الثاني».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إن العملية الحالية «تتوسّع لتدمير المسلحين والبنية التحتية وإخلاء المنطقة منهم، ووضع اليد على مناطق واسعة سيتم دمجها في المناطق الأمنية».
ودعا «سكان غزة إلى القضاء على حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين». وقال إن «هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب».
لكن بيان كاتس، لم يوضح مساحة الأراضي التي تنوي إسرائيل السيطرة عليها أو ما إذا كانت هذه الخطوة تمثل ضماً دائماً، ما سيزيد الضغط على سكان غزة الذين يعيشون بالفعل في واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً في العالم.
ووفقاً لمنظمة «جيشا» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، سيطرت إسرائيل بالفعل على نحو 62 كيلومتراً مربعاً، أي نحو 17 في المئة من إجمالي مساحة غزة، كجزء من منطقة عازلة حول أطراف القطاع.
وتضم المنطقة مرافق بنية تحتية، مثل الآبار ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي ومرافق معالجة مياه الصرف، إضافة إلى جزء كبير من الأراضي الزراعية، ومن شأن السيطرة عليها إضعاف قدرة القطاع على الحفاظ على استمرارية الحياة.
إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية بأن الخطة لإعادة احتلال القطاع لاتزال في مراحل التخطيط المتقدمة، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت».
وأضافت أن الخطة لم تصل بعد إلى موافقة المستوى السياسي - الأمني رفيع المستوى في هيئة الأركان و«الكابينيت».
كما قال مصدر أمني للصحيفة، إن السياسة السائدة تعتمد على السيطرة على مزيد من المناطق الصغيرة في غزة وعمليات التصفية الجوية للمسلحين.
ولفت إلى أن إسرائيل ترى أن الخطوة تؤثر بالفعل على مواقف حركة «حماس» بشأن الصفقة.
إعلان «مروّع»
في المقابل، ندّد منتدى عائلات الرهائن، بإعلان وزارة الدفاع «المروع».
وقال أقرباء الرهائن المحتجزين، «عوضاً عن تحرير الرهائن بواسطة اتفاق ووضع حد للحرب، ترسل الحكومة الإسرائيلية المزيد من الجنود إلى غزة للقتال في المناطق ذاتها التي سبق أن قاتلت فيها مراراً».
وأضافوا «فسّروا لنا كيف تخدم هذه العملية هدف إعادة الرهائن وكيف تنوون تفادي تعرضيهم للخطر»؟
ميدانياً، توسعت العملية البرية في مدينة رفح، التي تقودها فرقة المدرعات 36، لتشمل أحياء إضافية في المنطقة الجنوبية.
كما أصدر الاحتلال تحذيرات بالإخلاء للسكان الذين يعيشون حول مدينة رفح ونحو مدينة خان يونس، وطلب منهم الانتقال إلى منطقة المواصي على الشاطئ، التي أعلنت في السابق «منطقة إنسانية».
عشرات الشهداء
وأعلن الدفاع المدني، استشهاد أكثر من 70 مدنياً، في القطاع، بينهم 22 في غارة جوية استهدفت مبنى يضم عيادة طبية تابعة لوكالة «الأونروا» في مخيم جباليا شمال غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ «فرانس برس»، إن «أجساد الشهداء تحولت إلى أشلاء»، وإن المبنى الذي «يؤوي عشرات النازحين أصيب بدمار كبير واشتعل فيه حريق هائل».
وادعى الاحتلال بأنه استهدف مقاتلين من «حماس» في المبنى.
كما أشار بصل إلى سقوط «13 شهيداً وعشرات المصابين جراء قصف طائرات الاحتلال فجر اليوم (أمس) لمنزل يؤوي نازحين في وسط خان يونس، عدد منهم من الأطفال»، فيما سقط «شهيدان آخران إثر استهداف منزل في مخيم النصيرات».
ومنذ استئناف القتال في 18 مارس، استشهد أكثر من 1100 فلسطيني، ما يرفع حصيلة الشهداء في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 50399.
إدانات لـ«مجزرة» جباليا واقتحام الحرم القدسي
أعربت السعودية، عن إدانتها «لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية لعيادة تابعة للأونروا في مخيم جباليا، ومواصلة استهداف المنظمات الأممية والإغاثية والعاملين فيها».
وأعلنت في بيان «إدانتها بأشد العبارات اقتحام الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، بحماية من شرطة الاحتلال، وإخراج المصلين منه»، مجددة استنكارها «لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على حرمة الحرم القدسي».
وأكدت مصر أن اقتحام المسجد الأقصى، «يعد استفزازاً وتأجيجاً مرفوضاً لمشاعر المسلمين حول العالم في ثالث أيام عيد الفطر المبارك».
ودان الأردن «التصعيد الخطير والاستفزاز المرفوض وانتهاك حرمة المسجد الأقصى».