سفير السودان لـ «الراي»: نرغب في أن تكون الكويت شريكاً في إعادة الإعمار












- الكويت حرصت على بقاء سفارتها في الخرطوم... رغم ظروف الحرب
- مشاورات مع صندوق التنمية الكويتية للمساهمة في مشاريع تنموية مستقبلية
- الجسر الجوي الإنساني الكويتي بلغ 35 رحلة... إضافةً إلى ثلاث سفن ضخمة
- خطوات للانفتاح على القطاع الخاص الكويتي للمشاركة في إعادة الإعمار
أكد السفير السوداني لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة، في لقاء خاص مع «الراي»، أن الكويت لم تتوانَ عن مد يد العون إلى السودان، على مدى السنوات والظروف العصيبة الحالية والسابقة، مشدداً على أنها «برزت كداعم رئيسي في المجالات الإنسانية والسياسية والإعلامية، ما عزّز مكانتها في قلوب السودانيين على مدى الأزمان».
وقال السفير بلة إن الكويت قدّمت جسراً جويًا مكثفًا ومساعدات برية وبحرية لدعم المتضررين، جراء الحرب الدائرة في السودان منذ 2024، إلى جانب مواقفها الثابتة في المحافل الدولية دعمًا للشرعية السودانية.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً وثيقاً مع الكويت في إعادة إعمار السودان، انطلاقًا من خبرتها الطويلة ونهجها القائم على حُسن النوايا وعدم فرض الشروط، كما كشف عن مشاورات جارية مع صناديق التنمية الكويتية لتعزيز الاستثمارات، فضلاً عن تحركات إقليمية لإنجاح الخطة الإسعافية للإعمار، وسط تقدم عسكري على الأرض يمهّد لاستقرار سياسي واقتصادي شامل.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
أكد السفير السوداني لدى البلاد، عوض الكريم الريح بلة، أن الكويت لعبت دوراً محورياً في دعم السودان، إنسانياً وسياسياً وإعلامياً، خلال الأزمة الراهنة، مما عزّز مكانتها في قلوب السودانيين حكومةً وشعباً.
وأوضح السفير بلة أن الجسر الجوي الإنساني الكويتي بلغ 35 رحلة، إضافة إلى ثلاث سفن ضخمة وقوافل برية وجهت لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، كما ساندت الكويت تنفيذ مخرجات منبر جدة ومؤتمر دول جوار السودان، واصطفت إلى جانب السودان في مجلس حقوق الإنسان، وظلّت حريصة على بقاء سفارتها في الخرطوم رغم ظروف الحرب.
وأشار إلى أن المواقف الكويتية النبيلة أضافت كثيراً إلى الرصيد الثري لها، ليس لدى الحكومة والجهات الرسمية فحسب، وإنما في قلوب الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني، لذلك فإن التوجه الآن قائم على أن تكون الكويت إحدى الدول الراعية لخطط ومشروعات إعادة الإعمار في كل المجالات، لما يتميز به التعامل معها من سيادة النوايا الحسنة وعدم التدخل وفرض الشروط في غير السياقات المناسبة، ولخبرتها الطويلة في التعاطي مع الملفات الاقتصادية وقضايا إعادة الإعمار في بلادنا، وبالطبع سيكون ذلك بعد وضع رؤية متكاملة لمعالجة المشكلات العالقة بشأن سداد الديون وتعثّر الاستثمارات القائمة، وإعادة النظر في بعض القرارات التي أثّرت سلباً على أداء الشركات ومنظومات العمل الخيري هناك.
وأكد أنه تم الشروع في مشاورات مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي حول مشاريع تنموية مستقبلية.
كما أعلن السفير عن خطوات للانفتاح على القطاع الخاص الكويتي للمشاركة في إعادة الإعمار، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون في مجالات النفط والتعدين والزراعة.
وأكد أن اجتماعات الصناديق والهيئات المالية العربية المقررة في الكويت الشهر المقبل ستشكل فرصة مهمة لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون بعد تجاوز تحديات الماضي.
التقدم الميداني
وعلى الصعيد الميداني، كشف السفير بلة عن التقدم الكبير الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية، حيث نجحت في طرد المليشيا المتمردة من ولايات عدة، مثل سنار، النيل الأزرق، الجزيرة، النيل الأبيض، شمال كردفان وجنوب كردفان ومعظم أجزاء ولاية الخرطوم، بما في ذلك وسط الخرطوم الذي يضم القصر الجمهوري والمرافق السيادية.
وعزا هذا النجاح إلى الالتفاف الشعبي حول الجيش، واعتماد تكتيكات عسكرية ناجحة، إضافة إلى الاستنفار الشعبي والتحرك الدبلوماسي الفاعل الذي حشد الدعم الإقليمي والدولي.
طي الصفحة
وأكد أن السودان يقترب من طيّ صفحة الحرب، حيث ستبدأ الحكومة قريبًا في تنفيذ خريطة الطريق التي تحظى بتأييد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، تمهيداً لإنشاء حكومة مدنية مستقلة، تشرف على إعادة الإعمار وتنظيم انتخابات شفافة تتيح للشعب اختيار ممثليه بحرية.
نشاط دبلوماسي
وأضاف: كان للتحرّك الدبلوماسي النشط لأجهزة الدولة دوره، حيث تمثّلت ثماره في حشد التأييد الدولي والإقليمي السياسي والإعلامي، والحصول على كل أنواع الأسلحة التي تؤمن تفوق القوات المسلحة في ميدان المعركة، وبذلك نستطيع القول إن القوات المسلحة ستتوجه بعد اكتمال تحرير ولاية الخرطوم، لتشق طريقها عبر ولايات كردفان لتحرير ولايات دارفور التي احتلتها المليشيا، وبذلك ينتهي هذا الكابوس الذي لازم الشعب السوداني لعامين إلى غير رجعة، بعون الله.
خطة إسعافية سعودية للكهرباء والمياه في السودان
قال السفير السوداني إنه في إطار الانفتاح الذي شرعت فيه الحكومة السودانية، للشروع في تنفيذ الخطة الإسعافية لإعادة الإعمار مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، تم الإعلان عن أن السودان سيستقبل وفداً رسمياً من الشقيقة السعودية في 25 أبريل الحالي، لبحث مساهمة الرياض في تنفيذ المشروعات العاجلة (غير الإغاثية) في مجالي الكهرباء والمياه خلال 6 أشهر، كما أعلن الجانبان السوداني والمصري، خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السوداني للقاهرة، عن اتفاق الجانبين على مشاركة الشركات المصرية في تنفيذ عددٍ من مشروعات إعادة الإعمار.