الرئيس السوري ورئيس الوزراء العراقي بحثا «فتح صفحة جديدة» في العلاقات

الشرع رداً على الانتقادات لتركيبة الحكومة: راعينا التنوّع ولن نستطيع أن نرضي الجميع

الشرع وقرينته لطيفة الدروبي يُقدمان هدايا لأطفال شهداء الحرب في قصر الشعب (أ ف ب)
الشرع وقرينته لطيفة الدروبي يُقدمان هدايا لأطفال شهداء الحرب في قصر الشعب (أ ف ب)
تصغير
تكبير

أكّد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، أن الحكومة الجديدة راعت «تنوع» المجتمع السوري، بعيداً عن «المحاصصة»، مُقراً في الوقت ذاته بصعوبة «إرضاء» الجميع، في رد ضمني على انتقادات طالت تركيبة الحكومة التي تولّى مقربون منه أبرز حقائبها.

وأعلن الشرع ليل السبت، تشكيل حكومة من 23 وزيراً، من دون رئيس للوزراء. ورغم أنها جاءت أكثر شمولاً من حكومة تصريف الأعمال التي سيّرت البلاد منذ إطاحة نظام بشار الأسد، إلا أن تشكيلها أثار انتقادات أبرزها من الإدارة الذاتية الكردية، التي انتقدت «مواصلة إحكام طرف واحد السيطرة» على الحكومة، وأعلنت أنها لن تكون «معنية» بتنفيذ قراراتها.

وفي كلمة ألقاها عقب أدائه صلاة عيد الفطر في قصر الشعب، قال الشرع، الإثنين، «سعينا قدر المستطاع أن نختار الأكفاء... وراعينا التوسع والانتشار والمحافظات وراعينا أيضاً تنوع المجتمع السوري، رفضنا المحاصصة ولكن ذهبنا إلى المشاركة» في تشكيل الحكومة واختيار وزرائها.

وأضاف «اخترناهم أصحاب كفاءة وأصحاب خبرة ومن دون توجّهات فكرية أو سياسية معينة، همهم الوحيد هو بناء هذا الوطن».

وأوضح أن «أي خطوات سنأخذها لن تحصل على التوافق وهذه الحالة الطبيعية، لكن علينا أن نتوافق بالحد الأدنى وبالمستطاع»، معتبراً أن بلاده أمام «طريق طويل وشاق».

ويُشكّل السنّة الغالبية الساحقة من أعضاء التشكيلة الحكومية الجديدة، بما يعكس التركيبة الديموغرافية للبلاد.

وضمّت كذلك أربعة وزراء من الأقليات، تولّوا حقائب ثانوية: وزيرة مسيحية ووزير درزي وآخر علوي، إضافة إلى كردي غير محسوب على الإدارة الذاتية الكردية التي كانت توصّلت منتصف مارس الماضي إلى اتفاق مع السلطات الجديدة، يقضي بإدماج مؤسساتها ضمن الدولة. إلا أنّ بعض المحللين يخشون أن يبقى الاتفاق حبراً على ورق.

وتولّى مقربون من الشرع الحقائب الأساسية، بينها الخارجية والدفاع والداخلية والعدل.

ومساء الإثنين، ظهرت زوجة الشرع لطيفة الدروبي إلى جانبه للمرة الأولى، رسمياً في القصر الرئاسي خلال فعالية مرتبطة بعيد الفطر استقبلا خلالها «أطفال الشهداء».

من جهته، رحّب الاتحاد الأوروبي، بتشكيل الحكومة الجديدة وأبدى استعداده لـ«التعاون» معها.

وأعربت الولايات المتحدة، عن الأمل في أن يُشكّل إعلان تشكيل حكومة جديدة «خطوة إيجابية» نحو سوريا شاملة وممثلة لجميع الأطياف.

إلا أنها أوضحت أنه لن يكون هناك تخفيف للعقوبات حتى ترى تقدماً في أولويات مثل مكافحة «الإرهاب».

الشرع والسوداني

إلى ذلك، تلقى الشرع اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، شدداً خلاله على أهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، تقوم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية ومنع التوتر في المنطقة.

ورحب السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً موقفه الثابت في دعم أمن سوريا وسيادتها.

كما تناول الاتصال ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، وأهمية التعاون المتبادل في مُواجهة خطر تنظيم «داعش»، حيث شدد الطرفان على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني لمنع أيّ تهديدات قد تُؤثّر على استقرار البلدين.

من جانبه، أكّد الشرع التزامه بتطوير العلاقات، مشدداً على احترامه لسيادة العراق وحرصه على عدم التدخل في شؤونه الداخلية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي