المسرحية الغنائية الاستعراضية تأتي بصورة مختلفة عما سبقها

«زين التي لا تخاف» أرعدت وأبرقت وأثلجت... في «أرينا 360 مول»

تصغير
تكبير

تعود إبداعات «زين» مجدداً بعد 15 عاماً من النجاح والإبداع والتميّز إلى عالم المسرح، حاملة في جعبتها عملاً مسرحياً ذا طابع عالمي بكل ما يحمله من تفاصيل، وهو أمر ليس بالغريب أو الجديد عليها.

فمن فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول» الذي اتسم بالشكل الدائري (وفي بعض المشاهد يطير)، ووسط التقنيات المسرحية التي خدمت كل حركة من أمطار وثلوج تساقطت وفق سياق الحدث، تأتي مسرحية «زين التي لا تخاف» لجمهورها بدءاً من أول أيام عيد الفطر السعيد حتى تاريخ 12 أبريل المقبل، وهي من تأليف هبة مشاري حمادة، إخراج سمير عبود، ألحان إيهاب عبدالواحد، توزيع موسيقي لأحمد طارق يحيى، في حين البطولة تتوزع بين الفنانين هدى حسين، فاطمة الصفي، حمد أشكناني، ليلى عبدالله، حلا الترك، حنين الكندري ومحسن الأسود.

مصنع الوحوش

تتمحور القصة بشكل عام حول مصنع الوحوش الستة (بركننة، قلقلقة، وسوسة، شمأززة، لصلصة، فرعرعة) الذي يصل إلى مرحلة الإفلاس بسبب فقدانهم القدرة على بث الخوف في قلوب الناس، التي باتت بلا مشاعر وسط حياة التكنولوجيا والهواتف الذكية والشاشات التي لا يفارقونها.

لكن، وبمجرد أن علموا بوجود امرأة تدعى زين (تجسد دورها هدى حسين) تعيش بكامل مشاعرها وسط الطبيعة، سارعوا إليها من أجل إخافتها، ورغم ذلك لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم، إذ إنها منحتهم الطمأنينة، وعلمتهم المعنى الحقيقي لكلمة الخوف.

الخير والشر

7 شخصيات رئيسية في المسرحية، جسدت أوجه الخير والشر، وكانت لـ«الراي» جولة مع أصحابها خلال العرض الخاص بوسائل الإعلام، والبداية كانت مع الفنانة هدى حسين التي قالت: «أجسد شخصية (زين)، وهي تجربة جديدة لي مع مسرح زين استمتعت فيها، فكانت جميلة بكل ما فيها من تعامل في ظلّ وجود المخرج سمير عبود، واختيار شركة زين وشركة (joy productions) لأن أكون معهم وأجسد شخصية زين. وهذا الأمر سيضيف إلى رصيدي كفنانة لما رأيته من إبهار ومسرح عالمي بمواصفات كبيرة، ومع تواجد هذا الكم الكبير من الفنانين والاستعراضيين».

وبسؤالها عما إذا كانت مستمرة معهم في السنوات المقبلة، قالت: «في حال وُجِد النص المناسب، سأبقى متواجدة مع مسرح زين».

من جانبها، قالت الفنانة فاطمة الصفي «في بعض الأحيان تكون المشاعر التي في داخلنا هي الوحش، وفي المسرحية أقدم شخصية (قلقلقة)، وهي عبارة عن القلق الذي يعتبر واحداً من وحوش المشاعر التي في داخلنا عندما يكون الإنسان قلقاً بشكل دائم. وبالتالي، الرسالة التي نقدمها من خلال شخصيتي هي ألا نخاف من أي شيء كان، حتى تلك المشاعر السلبية التي يجب علينا مواجهتها.

بدوره، قال حمد أشكناني «قبل كل شيء، كلنا شوق ووله أن نرى جمهور الكويت يسوي زوارة العيد عندنا مثل كل عام، حيث إن مسرح زين بات من العادات والتقاليد. راجعين بشغف وحماس كبير، وبرؤية بصرية أكبر من سابقتها، وأعد جمهور زين بأنهم سيشاهدون قصة وفرجة بصرية ممتعة، سيؤثر بهم طبعاً». وعن شخصيته قال: «أقدم شخصية (وسوسة) التي تعتبر واحدة من شخصيات الوحوش، حيث إن وظيفتي تنص على أن أوسوس لشخصية زين، ساعياً إلى تغيير وجهة نظرها في حياتها».

أما الفنانة ليلى عبدالله، فأوضحت «أجسد شخصية (شمأززة)، الوحش الذي يعتمد على قلق الناس من اشمئزازهم من شيء معين، بمعنى إن كان لديك قلق أو خوف من المرتفقات أو الحشرات، فأعتمد على هذا الأمر وأبدأ بتخويفك به».

وتابعت: «شعور جميل وحلو أنني مع (زين) منذ سنوات طويلة، إذ إننا في كل عام نقدم قصة ورسالة جديدة، ونسعد أكثر عندما نرى الجمهور يكبر أمامنا».

وأشارت الفنانة حلا الترك، إلى أنها تجسد شخصية الوحش «بركننة»، «وهو وحش من الكوارث الطبيعية يمتلك القوة على فعل أي شيء».

وأكملت «أنا فنانة وفية مع مسرح زين الذي انطلقت معه بالعام 2014 ودوماً سأكون كذلك. وما أسعدني أن الجمهور قد حفظ معنا بسرعة الكلمات وبات يرددها معنا، وهذا يدل أننا (صج ناجحين)».

من ناحيتها، قالت الفنانة حنين الكندري إن «كل شخص سيكون حاضراً للمسرحية، سيرى بعينه شيئاً جديداً ومختلفاً، وأكبر مسرح طفل على مستوى العالم. كل سنة زين معتادة أن تبهرنا بالجديد، وهذه المسرح (طيّروا المسرح بكبره فينا) بالرغم من ضخامته. وفي خضم ذلك كله أجسد شخصية الوحش (لصلصة) المحتال الذي يؤثر على الآخرين بالحيلة بجانب أن فيه جانباً كوميدياً. ولا أخفي القول إنني لا أجد نفسي إلا في مسرح (زين) فقط».

أما الفنان محسن الأسود، فقال «هذه تجربتي الأولى مع مسرح زين، وأنا سعيد بالخبرة التي اكتسبتها، ومستمتع بالأجواء التي أعيشها لحظة بلحظة. حيث أجسد شخصية (فزعزعة)».

«تقنيات جديدة كلياً»

المنتج المنفذ لمسرح زين من شركة «joy productions» مي الصالح قالت لـ «الراي»: «ولهانين جداً على الجمهور في مسرح زين، فالعرض يحتوي على تقنيات جديدة كلياً، وهناك فنانون سيطيرون ومسرح يطير، وأمطار ستهطل على الجمهور وغيرها من الأمور المشوقة. ويمكنني القول إن القيمة الإنتاجية مرتفعة لهذا العمل المسرحي، بشكل يليق بـ(زين) والجمهور».

«مسرح أكبر وأوسع وأدهش»

قالت الكاتبة هبة مشاري حمادة لـ«الراي»: «تقدم (زين) هذه السنة مسرحاً أكبر وأوسع وأذكى وأدهش وأجمل وأقرب للقلب، وكل قصة أقدمها تمتلك رسالة، وهذه السنة نقدم للجمهور فكرة ترويض الخوف، وكيف أننا محظوظون بوجود أمور نخاف عليها، بمعنى أننا عكسنا المتعارف عليه. إذ إنه عندما نخاف على شيء، بالمقابل سنخاف من شيء معيّن تلقائياً. الدهشة ستكون غالبة في المسرح، ونعوّل عليها إن شاء الله. كذلك هناك أجندة أخلاقية وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور».

«سيرون شيئاً جميلاً»

الرئيس التنفيذي للعلاقات والشؤون المؤسسية في شركة «زين» وليد الخشتي قال لـ«الراي»:«سعداء بهذه العودة الجميلة والقوية في مسرح زين من خلال (زين التي لا تخاف)، هذه المسرحية التي نستعد لها منذ أشهر ماضية، والتي تضم مجموعة من الفنانين النجوم على رأسهم الفنانة هدى حسين (اللي قاعدة تشيل هذا المسرح معانا)».

وأكمل «الأفكار والأداء الذي سيراه الجمهور شيء مميز، وإلى جانب ذلك سيستمعون إلى موسيقى رائعة ومسرح مختلف وتقنيات مميزة وجديدة على المسرح الكويتي، بالمختصر سيرون شيئاً جميلاً، ولأننا دائماً نقول (نحب نكون غير)، وفعلاً يعتبر هذا المسرح غير».

«كل سنة مختلفة عما قبلها»

المخرج سمير عبود قال لـ«الراي»: «وصلنا اليوم إلى العام 15 من عروض مسرح زين، ويتأكد أنّ كل سنة هي مختلفة عما قبلها، لكن كلما تزيد السنوات نكون حريصين أكثر أن يكون عملنا على قدر المستوى والتقنيات الجديدة التي تخرج في العالم المسرحي. في هذا العمل لدينا شيء مختلف وهي من أهم السنوات، لأننا نستخدم تقنيات جديدة، إذ غيّرنا شكل المسرح بشكل كلّي دائري، وهو الأمر غير المعتاد عليه الجمهور في المنطقة. لكن يمكنني التأكيد أنهم سوف يستمتعون بمشاهدة المسرحية من زوايا متعددة ومختلفة».

وحول مشاركة هدى حسين معهم، قال: «تزيدنا معنوياً وتعطينا دفعة للأفضل، كما هناك مسؤولية باعتبار أن معنا اسم كبير مثلها، إضافة إلى بقية النجوم الذين باتوا يمتلكون خبرة من مسرح زين، وخبرة معي شخصياً».

«أكثر من 80 استعراضياً»

مصمم الاستعراض ومخرج الحركة محمد العيداني (دوس)، قال لـ«الراي»: «حاولنا إيصال التصميم الاستعراضي بحيث أن تصل الحركة للكلمة من دون النطق بها، والجميل أن عددنا بهذا العرض المسرحي فاق الـ80 استعراضياً فوق الخشبة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي