أنقرة تنفي أن يكون روبيو عبر عن القلق إزاء الاعتقالات والاحتجاجات
أردوغان لن يخضع لـ«إرهاب الشوارع»... والمعارضة تتوقف موقتاً وتعود السبت


- الرئيس التركي: شخصيات من المعارضة قدمت معلومات ووثائق تتعلق بتهم الفساد الموجهة لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل
تواصلت الاحتجاجات في تركيا، أمس، بعد أسبوع من توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أبرز خصوم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تعهد مجدداً عدم الاستسلام لـ «إرهاب الشوارع»، وأكد إن «استفزازات» المعارضة الرئيسية لن تثير حفيظة حكومته، فيما نفت أنقرة أن تكون واشنطن عبرت عن قلقها إزاء التظاهرات والاعتقالات في صفوف مؤيدي أكرم إمام أوغلو.
وللّيلة السابعة على التوالي، تجمّع عشرات آلاف الأشخاص مساء الثلاثاء، ملوحين بالأعلام التركية ولافتات مناهضة للسلطة أمام مبنى بلدية إسطنبول بدعوة من المعارضة.
وتزامن ذلك مع تظاهر آلاف الطلاب تحت رايات جامعاتهم، وقد غطوا وجوههم خشية أن تتعرف عليهم الشرطة.
وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، أنه سيتوقف عن الدعوة إلى «التظاهر كل ليلة أمام بلدية إسطنبول».
لكنه في المقابل دعا إلى تظاهرة حاشدة السبت المقبل، في إسطنبول، رغم الحظر الساري منذ الأسبوع الماضي في المدينة وفي أنقرة وإزمير.
وفرّقت الشرطة التي أوقفت نحو 1400 شخص منذ 19 مارس، المتظاهرين في إسطنبول الثلاثاء من دون عنف، على عكس الليالي السابقة، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
وبحسب «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية، أوقف 172 شخصاً في إسطنبول في الأيام الأخيرة بسبب استفزازات وأعمال عنف أو بسبب إخفاء وجوههم أثناء التظاهرات.
وأمس، قال أردوغان إن «استفزازات» المعارضة الرئيسية لن تثير حفيظة حكومته.
وفي حديث لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، أعلن أن أفراداً من المعارضة الرئيسية هم من قدموا المعلومات والوثائق التي شكلت قضية الفساد التي يواجهها إمام أوغلو والتي صدر بسببها يوم الأحد قرار بحبسه على ذمة المحاكمة.
ومساء الثلاثاء، قال أردوغان في مواجهة هذه الحركة غير المسبوقة منذ تحرك غيزي، الذي انطلق من ساحة تقسيم في إسطنبول عام 2013 «لا يمكننا تسليم هذا الوطن لإرهاب الشوارع».
ورد أوزيل، «ثمة شيء واحد يجب أن يعرفه السيد طيب، وهو أن عددنا لا يتناقص مع التوقيفات والسجن: بل يتزايد!».
وذلك ما أثبته آلاف الطلاب الذين تظاهروا في أنقرة وإسطنبول، وسط تصفيق سكان محليين في منطقة على الجانب الأوروبي من المدينة تحت مراقبة الشرطة، فيما بدأ البعض يقرع على أوان ومقال من النوافذ وعلى عتبات الأبواب.
وقبل ذلك بساعات، أمرت محكمة في إسطنبول بإيداع سبعة صحافيين أتراك الحبس الاحتياطي أحدهم من «فرانس برس»، بتهمة المشاركة في تجمعات محظورة.
من جهتها، دانت منظمة «مراسلون بلا حدود» غير الحكومية «القرار الفاضح (الذي) يعكس الوضع الخطر للغاية الجاري في تركيا».
وفي واشنطن، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال استقباله نظيره التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، عن «قلقه» إزاء هذه التوقيفات والتظاهرات، بحسب الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس.
لكن مصدراً دبلوماسياً تركياً أوضح أن روبيو، لم يعبر عن القلق إزاء الاعتقالات والاحتجاجات.
وأضاف «كان لقاء إيجابياً جداً عكس الاحترام المتبادل بين البلدين».
وذكر أن أنقرة تعتقد أن منشور روبيو، كان معدا سلفاً قبل محادثاته مع فيدان.