«طاقمنا الطبي يطمح في الوصول بخدمات الوحدة إلى المستوى العالمي»
وفاء الدويسان لـ «الراي»: 350 عملية ناجحة لوحدة أورام النساء... في مستشفى جابر






- العلاج بالخارج ليس الأفضل دائماً وعلينا الثقة في قدرات كوادرنا الوطنية
- نجحنا في استئصال أورام لثلاث مريضات أخبرهنّ الأطباء في الخارج بعدم إمكانية استئصالها
نجاحات باهرة تحققها وحدة أورام النساء في مستشفى جابر، لاسيما ما يتعلق منها بالجراحات المعقدة، حيث أجرت الوحدة، منذ إنشائها في 2023، نحو 350 عملية تكللت بالنجاح، سواء كانت بالطريقة الجراحية الاعتيادية أو جراحة المناظير أو باستخدام الروبوت الجراحي.
ذلك ما كشفته رئيسية وحدة الأورام النسائية في مستشفى جابر الدكتورة وفاء الدويسان، خلال جولة لـ«الراي» في الوحدة، مشددة على أن «طموح الطاقم الطبي في الوحدة، هو الوصول بخدماتها إلى المستوى العالمي».
التفاصيل في ما يلي:
ذكرت رئيسية وحدة الأورام النسائية في مستشفى جابر الدكتورة وفاء الدويسان، أن الوحدة «تستقبل المريضات بالأورام من جميع مناطق البلاد، بعد تشخيصهن في المستشفيات العامة وتحويلهن الى الوحدة، ومن ثم بدء تقييم الحالة واختيار خطة العلاج المناسبة».
وقالت الدويسان، خلال جولة لـ«الراي» على وحدة الأورام النسائية، إن الوحدة تتضمن ثلاثة اختصاصيات في الأورام النسائية، هنّ الدكتورة وفاء الدويسان، والدكتورة نورة الإبراهيم والدكتورة دلال الشماع، وجمعيهن حاصلات على شهادة التخصص من كندا.
آلية العلاج
وأوضحت الدويسان، أن «في حالات الأورام بشكل عام، هناك بروتوكولات وتوصيات عالمية تتبعها كل الدول، سواء الكويت أو الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا، وتحدد هذه التوصيات سبل العلاج بحسب نوعية الورم، ودائماً ما نتبع الأنسب منها لكل حالة، حيث هناك اجتماعات أسبوعية للكادر الطبي يناقش فيها الحالات المرضية للوصول الى الخطة العلاجية الانسب لكل حالة».
وبينت أن «في حالات الأورام الشائعة يكون العلاج جراحياً أو عبر العلاج الكمياوي، وهي خيارات متوافرة في الوحدة بالتنسيق مع الأقسام الأخرى في المستشفى، فيما الحالات التي لا يناسبها التدخل الجراحي أو العلاج الكيماوي، يتم تحويلها الى مركز فيصل سلطان في منطقة الصباح الصحية لتلقي العلاج الإشعاعي».
نجاحات
وكشفت الدويسان، أن «الوحدة أجرت منذ تدشينها في 2023، نحو 350 عملية جراحية تكللت بالنجاح في ما يخص أورام النساء سواء كانت عبر الطريقة الجراحية الاعتيادية أو جراحة المناظير أو عبر استخدام الروبوت الجراحي، إذ ان الوحدة تعد المركز الوحيد الذي يوفر الروبوت الجراحي حالياً، كما بلغ عدد الحالات التي تم تحويلها للوحدة نحو 1000 حالة خلال سنتين».
العلاج بالخارج
وعن الفرق بين علاج الأورام السرطانية في الخارج وداخل الكويت، قالت الدويسان، «ليس هناك فرق، والعلاج بالخارج ليس الأفضل دائماً، وأشير هنا الى 3 مريضات أخبرهن الأطباء في الخارج بان الأورام اللاتي كن يعانين منها لا يمكن استئصالها، لكن عند عودتهن الى الكويت استطعنا استئصال هذه الأورام في الوحدة بمستشفى جابر، ومن هنا علينا الثقة في كوادرنا الوطنية».
ولفتت الى ان «نحو 10 في المئة ممن يتم تشخيص إصابتهن بالأروام السرطانية يتجهن مباشرة لاجراءات السفر للعلاج بالخارج، على الرغم من أننا نشجع بأخذ الرأي الثاني، لاسيما أن ذلك أمر جيد في الطب لمزيد من اقتناع المريضة بالتشخيص والعلاج، إلا اننا ننبه على عدم تأخير الخطة العلاجية من بعد التشخيص».
أورام أكثر شيوعاً
عن أكثر الأورام النسائية شيوعاً، أوضحت أن «أورام الرحم تعد الأكثر شيوعاً بسبب طبيعة الحياة في الكويت حيث من الأسباب التي تزيد نسبتها السمنة وعدم الحركة والسكر والضغط ونوع التغذية والعوامل الوراثية وان كان لها تأثير أكبر على أورام المبايض».
وبينت أن «من بين أعراض سرطان الرحم وجود اختلاف في مواعيد الدورة الشهرية أوحدوث نزيف بعد انقطاع الدورة الشهرية وننصح أي مريضة قد يحدث معها نزيف غير طبيعي بعد انقطاع الدورة أو أي نزيف غير طبيعي مراجعة طبيبة أمراض نساء، إذ من السهل علاج سرطان الرحم حال ان تم اكتشافه في المراحل المبكرة، مبينة ان نسبة الشفاء منها تتجاوز 90 في المئة».
ولفتت الدويسان، الى ان «سرطان المبايض يأتي كثاني أنواع الأورام النسائية ونظراً لحاجة غالبية مرضى سرطان المبيض الى العلاج الكيماوي تم توفيره تحت إشراف وحدة الأورام النسائية في مستشفى جابر، وقد كانت ردود فعل المرضى الذين تلقوا هذا النوع من العلاج في مستشفى جابر إيجابية للغاية قبل وبعد العلاج».
خدمات متكاملة
من جانبها، عبرت اختصاصي الأورام النسائية في وحدة الأورام النسائية في مستشفى جابر الدكتورة دلال الشماع، عن اعتزازها بالعمل في الوحدة، باعتبارها المركز الوحيد المتخصص في الكويت للأورام النسائية.
وأكدت الشماع، أن «المركز يقدم رعاية متكاملة من التشخيص الى العلاج الكيمياوي أو الجراحي عبر طرق مختلفة أو الخدمات التلطيفية إذ يتم ذلك تحت سقف واحد ما يوفر كل سبل الراحلة للمريضة، ونجنب المريضة مشقة الانتقال من مركز الى آخر».
سرعة المواعيد
وأشارت الشماع، إلى ان «الوحدة تتميز بسرعة مواعيدها للحالات التي تحول إليها، لافتة الى مواعيد الانتظار أقل من أسبوعين منذ لحظة وصول التحويل لحين معاينة الحالة من قبل فريق متكامل لإجراء جميع الفحوصات إذ تتلقى المريضة في الوحدة خدمة العناية المتكاملة».
توعية
شددت الدويسان على «أهمية تعزيز التوعية للاكتشاف المبكر للأمراض السرطانية، لاسيما أن بعض الحالات المصابة قد تمتنع عن زيارة الطبيب بسبب الخوف، ولا تذهب إليه إلا عندما يبدأ الورم في التأثير على حياتها، ما يجعل العلاج أكثر تعقيداً ونسبة الشفاء أقل.
وذكرت أن كثيراً من المريضات لا يراجعن الوحدة، إلا في مراحل متقدمة من الورم، ما يجعل العمليات الجراحية أكثر تعقيداً.
وحدة متخصصة
كشفت الدويسان عن وحدة متخصصة في بعض الأورام الجينية، التي قد تسبب أوراما في الثدي، أو أوراماً نسائية أخرى، مؤكدة أهمية وجودها للحاملات للطفرات الجينية التي تسسب الأورام السرطانية.
ولفتت الى انه «بالتعاون مع اختصاصيي جراحة أورام الثدي واختصاصيي طب الجينات تم إنشاء هذه الوحدة بحيث كل حالة تعرض على المتخصصين من الجانبين، بحيث يمكن إجراء العملية ان إمكن للثدي وللأورام النسائية في نفس الوقت أو عملية بعد أخرى».
قصة حالة يئست من العلاج بالخارج
عن أبرز الإنجازات الطبية للوحدة وأكثرها صعوبة، أشارت الدويسان إلى أن «إحدى الحالات ذهبت للعلاج بالخارج وأخبرها الأطباء باستحالة إجراء عملية استئصال الورم لها، ونصحوها بالعودة ومراجعة الطب التلطيفي في الكويت».
وأضافت: «راجعت هذه الحالة، بالصدفة، قسم الطوارئ بمستشفى جابر وتمت معاينتها وتقييم حالة الورم، وكانت هناك فرصة لإجراء العملية، لكن واجهتنا صعوبة في إقناع المريضة بإجرائها، في ظل الآراء الكثيرة التي حصلت عليها في الخارج، التي أكدت لها عدم نجاحها وأنها ستؤدي لوفاتها».
وقالت: «بعد إقناع المريضة، بدأنا الترتيب والإعداد للعملية، التي استغرقت شهراً، وذلك لأن أهم ما يميز مستشفى جابر تكامل الخدمة والتعاون بين مختلف الأقسام وسهولة استشارة الاختصاصين في الأقسام الأخرى، كجراحات الأوعية الدموية أو القلب أو غيرها، وقد كان هناك اجتماع من مختلف التخصصات ذات الصلة، لتقييم الحالة، وأجرينا العملية وتم استئصال الورم بالكامل بنجاح، عبر عملية جراحية معقدة استغرقت نحو 12 ساعة».
ولفتت إلى أن «بعد مرور سنة على إجراء العملية، تتمتع المريضة بصحة جيدة وقد عادت لممارسة حياتها الطبيعية تماما، وكُتبت لها، بفضل الله والكوادر الوطنية، شهادة ميلاد جديدة».