في تجربة نفسية فريدة مثيرة للاهتمام
كيف تعايش مراهقون مع الحياة بلا شاشات ذكية؟



شاركت مجموعة من المراهقين في مدينة كانتربري بجنوب إنكلترا في تجربة فريدة من نوعها، وهي التجربة التي تم منعهم خلالها عن استخدام هواتفهم الذكية وأي شاشات إلكترونية أخرى لمدة سبعة أيام كاملة.
«شعرنا بتركيز أكبر»... هكذا عبّر معظم المراهقين الذين شاركوا في التجربة عن مشاعرهم وانطباعاتهم، وأجمعوا بدرجة كبيرة على أن الحياة من دون هواتف ذكية أو شاشات إلكترونية ليست سيئة للغاية، بل بدوا متفائلين بهذا الاحتمال.
لكن عالمة النفس في جامعة كنت الإنكليزية ليندساي كاميرون التي أشرفت على تلك التجربة رأت أن أولئك المراهقين ربما لا يدركون حجم التحدي، وبالتالي فإنهم يقللون من شأنه.
وشرحت كاميرون سبب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بين المراهقين، مشيرة إلى «جرعة هورمون الدوبامين» التي يستمتع بها المراهقون ونستمتع بها جميعاً عند استخدام الشاشات الذكية، مشيرة إلى أن «ضعف السيطرة على الانفعالات لدى فئات الأطفال والمراهقين والشباب يجعل التخلي عن هذه الوسائل أصعب نفسياً بالنسبة لهم».
وهذا أحد الأسباب التي تجعل استخدام الشاشات الذكية بين المراهقين مصدر قلق متزايد. وتشير إحصاءات هيئة الاتصالات البريطانية (Ofcom) إلى أن تسعة من بين كل عشرة أطفال في المملكة المتحدة يمتلكون هاتفاً ذكياً بحلول سن الحادية عشرة، وأن أكثر من ثلث الأطفال والمراهقين الذين بين 8 و17 عاماً تعرّضوا لمشاهدة محتوى إلكتروني غير لائق خلال العام الماضي.
والسؤال هو: بعد مرور سبعة أيام، كيف كانت تجربة المراهقين؟
وجد بعضهم الأمر صعباً للغاية، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومثلاً، فات على أحد المراهقين أكثر من 300 إشعار على تطبيق «واتساب» فقط، لكن معظمهم أكدوا أنهم شعروا بتركيز ذهني أكبر واستطاعوا ممارسة المزيد من الأنشطة الخارجية وقضاء أوقات اجتماعية أطول مع أفراد أسرهم. كما أجمعوا على أن تلك التجربة دفعتهم إلى إعادة التفكير في عاداتهم المتعلقة باستخدام الهواتف والشاشات الذكية.
وعبَّر أحد المراهقين عن ذلك بقوله: «صراحة، دفعتني هذه التجربة إلى إعادة التفكير في عاداتي الشخصية اليومية. فأنا كنت أقضي ما معدله أربع ساعات يومياً في مطالعة شاشة هاتفي الذكي. لكن بعد خوض هذا التحدي بدأت أفكر جدياً في وضع حدود تحميني من أضرار جهازي على صحتي الذهنية وحياتي الاجتماعية».