تشييع حاشد بحضور كبار الشيوخ والمسؤولين والدبلوماسيين
جنازة مهيبة... ورسائل مؤثرة في وداع الجارالله














- عبدالله اليحيا: خدم الكويت أكثر من 50 عاماً وأدى دوره على أكمل وجه
- أحمد الناصر: نموذج في الأخلاق والمهنية الرفيعة... ويتسم بالدبلوماسية العالية
- عزيز الديحاني: كنا وسنبقى تلاميذه... وكثيرة جداً مواقفه لمصلحة الكويت
- سامي الحمد: كان قائداً ملهماً خلال الأزمات... قدرته استثنائية على احتواء التحديات
- بدر التنيب: مدرسة في فن التعامل الدبلوماسي الراقي وترك إرثاً من الخبرة والمهنية
- السفير السعودي: عُرف بإخلاصه وتفانيه في خدمة بلده ودول مجلس التعاون الخليجي
- السفير اليمني: كان مثالاً للدبلوماسي المحنك ونشعر بخسارة هذه الشخصية البارزة
- عبدالله المحري: إسهاماته الدبلوماسية كثيرة وبصمته واضحة لكل من تعامل معه تصوير نايف العقلة وسعود سالم
في مشهد مهيب حضره حشد غفير من المعزين، شيّعت الكويت نائب وزير الخارجية الأسبق خالد سليمان الجارالله بمقبرة الصليبخات، بعد صلاة التروايح مساء الاثنين، حيث تقدّم المعزين سمو الشيخ ناصر المحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا، إلى جانب عدد كبير من الشيوخ والمسؤولين في الدولة، وعدد كبير من محبيه وزملائه في السلك الدبلوماسي.
وغلب على مشهد التشييع، التأثر والحزن، حيث تسللت الدموع من أعين الكثيرين ممن رافقوا الفقيد خلال مسيرته الطويلة في خدمة الكويت، وقد عبّر المشيعون عن حزنهم العميق لرحيل الجارالله، مستذكرين مواقفه الوطنية وإسهاماته المشهودة في مختلف المجالات الدبلوماسية.
قامة دبلوماسية
وأشاد كبار المسؤولين والدبلوماسيين، وعدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى البلاد، في كلمات وداعية، بمآثر الفقيد ودوره البارز في الدبلوماسية الكويتية، حيث قال وزير الخارجية عبدالله اليحيا إن الفقيد كان له دور كبير وخدم البلاد لأكثر من 50 عاماً وأدى ما عليه على أكمل وجه، معبراً عن حزنه لوفاة الفقيد، سائلاً الله تعالى أن يلهم أهله الصبر والسلوان على مصابهم.
وأضاف اليحيا: «رحيله يمثل فقداناً لنا جميعاً، لكن هذا هو قدر الحياة، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته».
ونعى وزير الخارجية الأسبق الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ببالغ الحزن والأسى، رحيل الجارالله، مؤكداً أن الكويت فقدت برحيله «ابناً باراً لها وقامة دبلوماسية عالية».
وقال الناصر: «لقد عملت مع الراحل عن قرب، وتعلمت منه مثل كثيرين غيري فن المهنة وأصول الدبلوماسية الراقية. لقد كان نموذجاً يُحتذى به في أخلاقه ومهنيته الرفيعة، واتسم بروح الدبلوماسية العالية التي انعكست في تعامله مع الجميع».
وأضاف: «كان الفقيد مدرسة في الدبلوماسية، حيث درّب أجيالاً من الدبلوماسيين، ويشرفني أنني كنت واحداً ممن تعلموا على يديه».
واختتم تصريحه بالدعاء للفقيد قائلاً: «رحم الله أبا حازم، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته».
قائد ملهم
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية السفير عزيز الديحاني، إن الكويت فقدت رجلاً كبيراً له تاريخ طويل، حيث كنا تلاميذه وسنبقى تلاميذه، مستذكراً مآثر الفقيد من التوجيهات والمواقف التي كان يتخذها لمصلحة الكويت، مبيناً أن الفقيد مدرسة دبلوماسية كبيرة.
من جهته، استذكر مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية السفير سامي الحمد، مسيرة الراحل، مشيداً بحكمته وحنكته الدبلوماسية خلال أصعب المراحل التي مرت بها الكويت، من الغزو العراقي إلى أزمة «كورونا».
وقال الحمد: «زاملته لأكثر من 30 عاماً، وكان خلال الأزمات قائداً ملهماً يبث العزيمة فينا لخدمة وطننا. كان دبلوماسياً فذاً، يعالج قضايا بلده بعبقرية وهدوء، ولديه قدرة استثنائية على احتواء التحديات».
وأضاف: «تعلمنا منه الصبر والحكمة، فقد كان إنساناً كريماً، محباً للخير، يساعد بصمت ودون ضجيج. كان معلماً وأخاً وصديقاً، يفتح أبواب مكتبه للجميع دون تمييز، ويستمع لكل من يقصده، بغض النظر عن درجته الوظيفية».
الدبلوماسية الراقية
من جانبه، عبّر مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير، السفير بدر التنيب، عن بالغ حزنه وألمه لرحيل الجارالله، مؤكداً أن الكويت فقدت «رجلاً فاضلاً قدم لوطنه الكثير».
وقال التنيب: «عملنا مع الراحل بكل أخوية ودبلوماسية خلال فترة عمله في الوزارة، وتعلمنا منه الكثير، فقد كان ناصحاً وداعماً، ومدرسة في فن التعامل الدبلوماسي الراقي، لم يكن مجرد مسؤول، بل كان أخاً وأباً للجميع، يوجه بحكمة ويحتوي أي خلاف، حتى إن من يدخل عليه وهو غاضب، يخرج من عنده راضياً وسعيداً». وأضاف: «لقد ترك لنا إرثاً من الخبرة والمهنية سيكون نبراساً لنا نقتدي به في المستقبل، وستظل سيرته العطرة نموذجاً للعمل الدبلوماسي المخلص».
واختتم التنيب تصريحه بتقديم أحر التعازي إلى أسرة الفقيد وكافة منتسبي وزارة الخارجية، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
الملاذ والمرجعية
بدوره، قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد الأمير سلطان بن سعد: «كان الفقيد خالد الجارالله قامة دبلوماسية بارزة، عُرف بإخلاصه وتفانيه في خدمة بلده ودول مجلس التعاون الخليجي، وأسهم بجهوده المخلصة في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
أما السفير اليمني لدى البلاد الدكتور علي بن سفاع، فقال: «نعزي الكويت وأسرة الفقيد، بهذا المصاب الجلل، سائلين الله تعالى أن يغفر للفقيد ويرحمه برحمته الواسعة». وأضاف أنه «خلال عملنا مع الفقيد، كان الملاذ الآمن والمرجعية التي نعتمد ونستند عليها بالعمل الدبلوماسي والعلاقات الكويتية اليمنية»، مشيراً إلى أنه «كان مثالاً للدبلوماسي المحنك المقتدر الأمين المخلص لعمله ولزملائه، ونشعر بخسارة هذه الشخصية البارزة».
بصمات واضحة
من جانبه، أعرب رئيس المجلس البلدي عبدالله المحري، عن حزنه العميق لرحيل نائب وزير الخارجية الأسبق خالد الجارالله، مؤكداً أن الكويت «فقدت شخصية دبلوماسية بارزة، قدمت الكثير لخدمة الوطن».
وقال المحري: «رحيل المغفور له الجارالله يشكل خسارة كبيرة للكويت، لقد كانت له إسهامات كثيرة في مجال الدبلوماسية الكويتية، وترك بصمات واضحة في كل من تعامل معه».
بدوره، قال رجل الأعمال جواد بوخمسين: «الفقيد خدم الكويت بإخلاص وتفانٍ، ورحل في أيام مباركة، ندعو الله له بالرحمة والمغفرة، فقد كان محبوباً لدى الكويتيين، والكويت أحبته».
السفير الزعابي:رجل المواقف وصديق الجميع
استذكر السفير الإماراتي السابق في البلاد، رحمة الزعابي، مآثر الراحل خالد الجارالله، مشيداً بدوره البارز في دعم العمل الدبلوماسي وتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال الزعابي: «رحم الله الأخ خالد الجارالله، فقد عملنا معاً خلال فترة عملي سفيراً لدولة الإمارات في الكويت، وكان نعم الرجل، والصديق، والمعين في كل الأوقات، كلما احتجنا إلى دعم في مجال العمل، كنا نرفع السماعة ونتواصل معه، فكان حاضراً دائماً لمساندتنا».
وأضاف: «لا نستطيع أن نوفيه قدره، فقد كان رمزاً للدبلوماسية الراقية والوفاء، وترك بصمة لا تُنسى في مسيرة العلاقات بين بلدينا».
سفير تنزانيا: قامة خالدة في ذاكرة الكويت والعالم
أعرب سفير جمهورية تنزانيا المتحدة لدى البلاد، سعيد حسين ماسورو، عن بالغ حزنه وتأثره بوفاة خالد الجارالله، مؤكداً أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للأوساط الدبلوماسية.
وقال ماسورو: «بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، تلقينا نبأ رحيل المغفور له بإذن الله تعالى، الأخ خالد الجارالله، الذي ترك إرثاً دبلوماسياً حافلاً بالعطاء والإنجازات».
وأضاف: «لقد فقدت الكويت والعالم الدبلوماسي قامة رفيعة وشخصية استثنائية، كرّس حياته لخدمة وطنه بكل إخلاص وتفانٍ. كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتمتع بالحكمة والبصيرة النافذة، وساهم بدور محوري في تعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية».
واختتم قائلاً: «إن إرث الفقيد سيظل شاهداً على جهوده الكبيرة في تطوير السياسة الخارجية الكويتية، فقد كان مثالاً يُحتذى به في الدبلوماسية الرصينة والقيادة الحكيمة. وإن رحيله خسارة كبيرة، لكن أعماله ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الدبلوماسيين».