البيت الأبيض يؤكد تلقي صحافي معلومات عسكرية «عن طريق الخطأ»

والتز في قلب «فضيحة مراسلات سرّية» لضرب اليمن

والتز «الطيب» (رويترز)
والتز «الطيب» (رويترز)
تصغير
تكبير

- ترامب يُدافع عن مستشار الأمن القومي «الطيب»: تعلّم من الخطأ
- هيلاري كلينتون: قولوا لي إنّها مزحة!

في حادثة نادرة تثير الكثير من الجدل في الولايات المتحدة، أقر البيت الأبيض بضم صحافي عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية تضم كبار المسؤولين لمناقشة توجيه ضربات ضد الحوثيين في اليمن، لكن الرئيس دونالد ترامب، دافع عن مستشاره للأمن القومي مايكل والتز.

وقال ترامب في تصريح لشبكة «إن بي سي»، أمس، إن «والتز تعلم من الخطأ وهو رجل طيب». وأضاف ان «تسريب المحادثة كان الخلل الوحيد خلال شهرين وتبين أنه ليس خطيراً»، مؤكداً أن وجود رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» جيفري غولدبرغ، خلال الاجتماع، لم «يؤثر على عملياتنا ضد الحوثيين».

وفي وقت سابق، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض لدى سؤاله عن الواقعة، «لا أعرف أي شيء عن ذلك. أنا لست من كبار المعجبين بمجلة ذي أتلانتيك».

وأعاد ترامب، نشر تغريدة كتبها الملياردير إيلون ماسك على «إكس»، سخر فيها من تقرير غولدبرغ، الذي نشر في الصفحة الثانية من «ذي أتلانتيك»، حيث أعاد نشر مقالٍ لموقع «ذا بابيلون بي» الإخباري الساخر المحافظ بعنوان «شطرنج رباعي الأبعاد: ترامب العبقري يُسرّب خطط الحرب إلى (ذي أتلانتيك) حيث لن يراها أحد».

وعلق ماسك على المقال بقوله: «أفضل مكان لإخفاء جثة هو الصفحة الثانية من مجلة (ذي أتلانتيك)، لأنه لا أحد يذهب إلى هناك أبداً».

وفي تقرير صدر الإثنين، كتب غولدبرغ، أنه دُعي على غير المتوقع في 13 مارس الجاري، إلى مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق «سيغنال» للمراسلة، تسمى «مجموعة الحوثيين الصغيرة».

وفي هذه المجموعة، كلف والتز، نائبه أليكس وونغ، بتشكيل فريق من الخبراء لتنسيق التحرك الأميركي ضد الحوثيين.

وتابع غولدبرغ، أن حسابات «تمثل في ما يبدو نائب الرئيس‭‭‭ ‬‬‬جيه.دي فانس، ووزير الخارجية‭‭‭ ‬‬‬ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث ومدير وكالة الاستخبارات المركزية‭‭‭ ‬‬‬جون راتكليف، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبار مسؤولي مجلس الأمن القومي، كانت حاضرة في مجموعة التراسل».

وكان جو كينت، مرشح ترامب لمنصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، على ما يبدو في «سيغنال» رغم عدم تأكيد مجلس الشيوخ تعيينه بعد، وفق غولدبرغ.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز، «في الوقت الحالي، يبدو أن سلسلة الرسائل التي ذكرها التقرير صحيحة، ونراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى المجموعة».

وحسب لقطات للمحادثة التي ذكرها تقرير المجلة، ناقش المسؤولون في المجموعة «ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة تنفيذ الضربات»، وفي مرحلة ما من النقاش بدا أن فانس «يتساءل عما إذا كان حلفاء واشنطن الأوروبيون، الأكثر تأثراً باضطرابات الشحن في المنطقة، يستحقون المساعدة الأميركية».

وكتب شخص يظهر أن اسمه فانس مخاطباً هيغسيث: «إذا كنت تعتقد أن علينا أن نفعل ذلك، فلنفعله». وأضاف: «أكره فقط إنقاذ أوروبا مجدداً».

ورد شخص يظهر باسم هيغسيث: «نائب الرئيس: أشاطرك تماماً كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للازدراء».

وذكرت المجلة، أن الشخص الذي يظهر في المحادثة باسم فانس، «أثار أيضاً مخاوف في شأن توقيت الضربات، وقال إن هناك أسباباً قوية تجعلهم يؤجلونها لمدة شهر».

وكتب: «لست متأكداً من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع توجهه في شأن أوروبا حالياً. هناك خطر آخر يتمثل في أن نشهد ارتفاعاً يتراوح بين متوسط إلى شديد في أسعار النفط».

وفي معرض تصريحه عما جاء في المحادثة، قال غولدبرغ إن أحد المشاركين ويكتب اسمه بحرفي «إس إم»، قال إن الولايات المتحدة «عليها أن توضح لمصر وأوروبا ما تتوقعه في مقابل توجيه ضربات للحوثيين».

من جانبه، نفى هيغسيث نشر خطط الحرب في مجموعة التراسل.

وقال أثناء زيارة رسمية لهاواي «لا أحد كان يبعث برسائل نصية حول خطط حربية»، واصفاً الصحافي بأنه «مخادع جداً ويفتقد المصداقية».

ورد غولدبرغ على نفي هيغسيث، قائلاً لشبكة «سي إن إن»: «لا، هذا كذب. كان يكتب خطط الحرب في الرسائل».

وفي مقاله، قال غولدبرغ إنّ «قادة الأمن القومي ضمّوني إلى محادثة جماعية حول الضربات العسكرية المقبلة في اليمن. لم أكن أعتقد أنّ ذلك قد يكون حقيقياً، ثم بدأت القنابل بالتساقط».

وتابع «وفقاً لرسالة هيغسيث الطويلة، سيتم الشعور بأول الانفجارات في اليمن بعد ساعتين، الساعة 1:45 مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة» وهو سرعان ما تأكّد على أرض الواقع.

وبعد انتهاء الغارات، هنّأ أعضاء مجموعة الدردشة بعضهم بعضاً بنجاح العملية، مستخدمين في ذلك عدداً كبيراً من الرموز التعبيرية «إيموجي».

وكان من الممكن أن يكون التسريب ضاراً للغاية لو نشر غولدبرغ تفاصيل الخطة مسبقاً، لكنّه لم يفعل ذلك حتى بعد بدء الغارات في 15 مارس.

وبموجب القانون الأميركي، قد يعد سوء التعامل مع المعلومات السرية أو إساءة استخدامها «جريمة»، لكن من غير الواضح ما إذا كانت المحادثة قد انتهكت هذه الأحكام.

كما تثير الرسائل، التي ذكر تقرير المجلة أن والتز «مهد لاختفائها من تطبيق سيغنال بعد فترة»، تساؤلات حول احتمال انتهاك قوانين حفظ السجلات الاتحادية.

ووصف مشرعون ديمقراطيون استخدام مجموعة المراسلة بأنه غير قانوني وطالبوا بإجراء تحقيق.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر: «هذا أحد أكثر الخروق الصادمة للمعلومات العسكرية التي قرأت عنها منذ فترة طويلة للغاية».

وكتبت هيلاري كلينتون على منصة «إكس»، «قولوا لي إنّها مزحة!».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي