تحدثت عن دورها في «بالدم»
جناح فاخوري لـ «الراي»: أهمية الدور لا تكمن في عدد المَشاهد



تُقدّم الممثلة اللبنانية جناح فاخوري دور المرأة الشريرة في مسلسل «بالدم»، وهي من الشخصيات التي لفتت النظر إليها في العمل الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية في رمضان 2025.
فاخوري تحدثت إلى «الراي» عن هذه المشاركة والدراما اللبنانية في الحوار الآتي معها:
• ما سرّ أول مَشهد ظَهَرْتِ من خلاله في مسلسل «بالدم» والذي يمكن أن يَنطبق عليه ما يردّده الممثلون دائماً بأن أهمية الدور ليست بعدد المَشاهد؟
- هذا صحيح. أهمية الدور لا تكمن في عدد المَشاهد. ومن خلال هذا المَشهد كنتُ أريد أن أحضّر المُشاهِد لشخصية هذه المرأة الغامضة. وتلك النظرة كانت محاولةً لحضّهم على متابعة المسلسل والتعرف على الممثّلة التي تجسد تلك الشخصية. والحمد لله أن الناس توقّفوا كثيراً عند هذا المَشهد وقالوا «إذا كانت النظرة هكذا، فما الذي يمكن أن يحصل عندما تتكلم؟».
• وكيف تم الاتفاق على هذا المَشهد؟
- كل شيء، «اللوك» والجلْسة، تم بالاتفاق مع المُخْرِج فيليب أسمر الذي اشتغل أيضاً على الإضاءة والمكان الذي كنتُ أجلس فيه. ولو لم يكن يتمتّع بعينٍ ثاقبة لَما نَجَحَ في إيصال المَشهد بهذه القوة. فيليب أسمر سألَني: «هل تخافين من القطط؟»، فأجبتُه بالنفي، فأحضر قطة ووضعها في حضني كي يعكس القسوة الموجودة في الشخصية.
• وهل العين هي أهمّ أداة يركّز عليها الممثل عادةً في أدائه التمثيلي؟
- طبعاً! عندما قرأتُ النص وعرفتُ ما هو موقعي في المسلسل ضمن سياقِ الأحداث، تَصَوَّرْتُ الشخصية ورَسَمْتُها ثم قَدَّمْتُها. وكما العين، يمكن لاستدارة العنق أن تلعب دوراً أيضاً، وليس الكلام فقط. أحياناً باستطاعة الممثّل أن يؤدي مَشهداً من دون كلام فيعلّم عند الناس أكثر من مَشاهد تعجّ بالكلام.
• هل توقّعتِ أن يَتْرُكَ المَشهد هذا الأثَر الكبير عند الناس؟
- ليس إلى هذا الحدّ. حتى أنا عندما شاهدتُ المَشهد «شَتَمْتُ» المُخْرِج وقلتُ «كم أنتَ بارع»! وربما لو أنني قدّمتُه مع مُخْرِج غير فيليب أسمر لَما كان قدّمني بهذه الطريقة، بينما فيليب قام باختراع تلك الصورة وطلب أن أُخْفي شعري وأن يركّز على عيوني كي أبدو أكثر قسوة. ميزة فيليب أسمر كمُخْرِج أنه يهتمّ بكل تفاصيل الشخصية.
• لا شك أن كل شخصيات المسلسل بارزة ولكن بدرجات متفاوتة؟
- طبعاً، ولكن كل شخصية في مكانها الصحيح، وكلها تركتْ أثراً بين الناس. أداء سينتيا كرم ورندة حشمة يفوق الوصف، مع أن رندة ظَهَرَتْ في 4 أو 5 مَشاهد وليس أكثر. وهذا يعني أن أهمية الدور ليست بعدد المَشاهد أو بكونه دور بطولة، بل إن الممثل يَفرض نفسه بأدائه.
• وهل الشخصيات الشريرة تعلّم عند الناس أكثر من الشخصيات الطيبة؟
- لا شك في أن دورَ القاسي سيعلّم عند الناس، والمسلسلُ فيه الكثير من المعاناة ولكنه يضيء على مَن يقف وراء تلك المعاناة وإلى أين أوصلت الأشخاص الذين كانوا ضحاياها. وأنا عبّرتُ بقسوتي عن المعاناة التي تمرّ بها بعض العائلات.
• المقصود هل الشخصيات الشريرة تترك أثراً أكبر عند الناس؟
- بسبب القصة. لا أستطيع أن أتوقّع ردة فعل الناس وكيفية تفاعلهم مع الشخصية، وربما هم شتموني عندما عرفوا الحقيقة. أعرف أن الناس يحبونني ويعرفون أنني شاركتُ في أدوار المرأة الطيبة، ولكن أكثر ما يهمّني هو أن أعطي الدور حقّه سواء أَحَبَّني الناس أو كرهوني، وكلما كرهوني أكثر فهذا يعني أنهم اقتنعوا بأدائي.
• هل عوّض مسلسل «بالدم» الكثير بالنسبة للممثل اللبناني؟
- طبعاً، وأتمنى تقديم العديد من الأعمال اللبنانية سنوياً وليس الاكتفاء بعمل واحد فقط، وذلك كي نبرهن أن الممثل والكاتب والمُخْرِج اللبناني لا ينقصهم شيء. المُنْتِج جمال سنان قام بخطوة ممتازة في مسلسل «بالدم» لأنه أضاء على الممثّلين اللبنانيين الذين بَرْهَنوا عن قدراتهم.
• هل ترين أن «بالدم» فَتَحَ البابَ أمام الدراما اللبنانية للتسويق عربياً أم أنه من المبكر التكهن بهذا الموضوع؟
- لايزال الوقت مبكراً للحُكْم على هذا الموضوع.
• ولكن «بالدم» كان بين المسلسلات التي احتلّت المراتب العشرة الأولى عالمياً على مستوى المشاهدة في رمضان؟
- لا شك في أن رأي الناس مهمّ، وعلى المُنْتِجين اللبنانيين أن ينتجوا أعمالاً لبنانية بحتة وأن يستعينوا بنجوم لبنانيين بدل الاستعانة بنجوم غير لبنانيين، لأن الممثل اللبناني لا ينقصه شيء. لسنا ضد الأعمال المشترَكة ونحن نتابعها، ولكن يمكن إلى جانبها إنتاج أعمال لبنانية محلية بكل عناصرها.
• ما الأعمال التي تحرصين على متابعتها في رمضان؟
- مسلسل «بالدم» مع أنني أشارك فيه، كما أتابع مسلسل «نفَس».