إبداع سعودي يتجدّد... وإرثٌ كويتي يضيع

صالح الدويخ
صالح الدويخ
تصغير
تكبير

الدراما السعودية في رمضان 2025... رؤيةٌ تتجدد، وأفقٌ يتعدد، إبداعٌ يزهر، وسيناريو يزدهر، مشاهد تُحفر، وقصصٌ تُسَطَّر، دراما تسابق الزمن، آن لها أن تُبهر، نجوم تلمع، وسينما تشع، وجوه تتألق، وأداء يُخلِّد، تجارب تُحترم، ومدارس تتلاحم، بُعد محلي يزهو، وطموح عالمي يسمو.

حبكة الأعمال التي رأيناها تُحكم، وحوار يُرسم، مشاهد تُشبع، وتفاصيل تقنع، أحداث تتوالى وتوقعات تتعالى، وكأنما يقولون زمنُ الرتابة قد ولّى، فهل نحن أمام عصرٍ يُخَلَّد؟، فيما يقدمون تشويقاً يُشدُّ، ومحتوى يُجَدُّ، إنتاجٌ يتفوق، وجرأةٌ لا تُصدُّ، قوالب تنكسر وأفكارٌ تنتصر، وبين الكلاسيكيةِ والمستقبل، باتت الدراما السعودية محطَّ الأنظار، هناك مجدٌ يُبنى، وصناعة تُثنى، جائزةٌ تُقطف، ونجاحٌ يُعترف، مواهبُ تتدفَّق، وشركاتٌ تتسابق، دراما تُسافر لكنها بجذورها تتشبث.

أما الدراما الكويتية ومنبع الفن، البريق فيها يخفت والإرث يُهدر، المجد يتلاشى، والإبداع يتناسى، بعض الأعمال تتكرر، ودراما الأمس كانت مهداً، وغدت اليوم محضَ صدى، في ظل تشويق يتهاوى، وإنتاج يتباكى، رأينا حلقات تطول، فلا حدث يثور ولا حبكة تدور، مَشاهِد مستنسخة، وإبداع في زاوية منسية، فهل سقطت الدراما في دوامة الاستسهال؟

للأسف، غالبية النصوصٌ مترنحة، والقصص بعضها مجتهدة وأخرى مجهدة، حوار متكلف، وسيناريو مُهلهل، قضايا تُناقش لكن بلا طرح ولا نبض، كانت مرآةَ المجتمع، وباتت مجرد ظلٍّ باهت. صحيح هناك وجوهٌ تبرز، لكن لم تترك أثراً!... وهناك ممثلون يتصدرون لكن الأداءَ مُتعثر، إرث يُبدَّد وماضٍ يُفتقد، هوية ضائعة، وريادة مترددة. بالأمس كانت مدرسةً، فهل أضاعت طريقها وسط زحام الإنتاج والاتجار بالفن؟

نعم النقد مؤلم، لكنه أمل قائم، فما زال في الجعبة إبداع إن طمحوا، وما زال في الفن مساحة إن اجتهدوا، دراما الكويت لا تزال قادرةً، لكن هل آن الأوان لبعثها من جديد؟!

نهاية المطاف: الدراما كالمجد، لا تُوهَب بل تُصنَع، ومن يُجيد التطوير يخلّد اسمه، ومن يركن إلى التكرار يندثر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي