إسرائيل اغتالت 11 من أعضاء المكتب السياسي الـ 20

«الشاباك» استغل الهدنة وتبادل الأسرى لبناء «خوارزمية» وبنك أهداف جديد في غزة

تصغير
تكبير

- تفعيل سياسة الاغتيالات والضغط المدمر على الحاضنة الاجتماعية لدفع الحركة للاستسلام
- إسرائيل تعترف بقتل صحافي متعاون مع «الجزيرة»
- هيرتسوغ «مصدوم» لأن قضية الرهائن لم تعد تمثل أولوية قصوى

كشفت محافل عسكرية واستخبارية إسرائيلية، النقاب عن أن الاستخبارات العسكرية وجهاز «الشاباك»، بدعم فني وتقني من قوات «دلتا» الأميركية والقوات الخاصة البريطانية، المدعومة من شبكة الأقمار الاصطناعية، قامت بتحديث الصور الجوية ومسح أراضي كامل قطاع غزة، بعد الدمار الذي حلّ خلال الحرب والدمار على مدار 500 يوم، لتحديث «بنك الأهداف» بقيادات حركة «حماس».

وقالت المحافل، مساء الإثنين، أن المستوى السياسي والعسكري قرر تفعيل سياسة الاغتيالات ضد قيادات «حماس» السياسية والعسكرية بناء على «خوارزمية» نشاطات هذه القيادات في القطاع، خلال فترة التهدئة وتنفيذ عمليات تسليم الاسرى الإسرائيليين، وتسلم المساعدات وتوزيعها على المواطنين، وخلال إعادة فتح الشوارع وتنظيف الميادين وتنظيم حركة الطرق وإعادة ترميم المستشفيات وشبكات الطرق والعيادات وتوزيع المحروقات، عبر شبكة الاتصالات والاقمار الاصطناعية الأميركية والبريطانية والاسرائيلية خلال الشهرين الماضيين.

وأوضحت أن هذا المسح شمل السيارات التي استخدمت والتي قادها قادة «القسام» خلال تسليم الأسرى للصليب الأحمر، وكذلك اتصالاتهم وحركتهم قبل وبعد عمليات التسليم، ورصد الاتصالات اللاسلكية وكل المشاركين في حفلات التسليم من قيادات الحركة السياسيين والعسكريين.

وأضافت ان هذا المسح عبر الخوارزمية الجديدة كان إضافة نوعية لـ «بنك الأهداف» الإسرائيلية، في ضوء قلة «المتعاونين والعملاء» على الأرض في غزة، وأكدت ان الهدف هو اغتيال أكبر عدد من القيادات وضرب الحاضنة الاجتماعية والميدانية للحركة لخلق حالة من الارباك والفوضى تدفع الى الاستسلام.

وتابعت «ينفذ الجيش والشاباك سياسة إحباطات مركزة تستهدف قيادات حماس على ثلاثة مستويات:

- قيادات الحكم والحماية: كبار القادة في غزة.

- القيادات الوسطى: قادة السرايا والكتائب.

- النشطاء الميدانيون: لضمان تشويش العمليات وخلق ضغط داخلي على حماس».

وأضافت: «تجد إسرائيل نفسها في مفترق طرق، حيث تدرس توقيت ومستوى التصعيد داخل غزة. وبينما يبقى هدفها الأساسي هو استعادة المخطوفين، يبقى قطاع غزة في قلب معركة جديدة مجهولة النتائج».

ووفق المصادر «ركّزت القوات الإسرائيلية جهودها على استهداف كبار قادة حماس. في 22 مارس 2025، نفّذت غارة جوية على مستشفى ناصر في خان يونس، أسفرت عن مقتل إسماعيل برهوم، الذي كان تولى منصب رئيس وزراء حكومة حماس قبل أيام قليلة من استهدافه».

وإضافة إلى برهوم، تم اغتيال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي، في غارة منفصلة بصاروخ أصاب خيمته وهو يقف للصلاة مع زوجته وعدد من افراد عائلته، مما يرفع عدد أعضاء المكتب السياسي الذين تم اغتيالهم إلى 11 من أصل 20.

وأوضحت المصادر انه «حتى الآن، لم يتم استئناف المحادثات بين الجانبين، مع غياب أي بوادر للتفاوض. بالمقابل، يلاحظ الجيش تأثير الضغط على السكان الغزيين الذين أعربوا عن استيائهم من تجدد القتال ومن الظروف الإنسانية المتدهورة».

ووفق المحافل العسكرية والاستخبارية و«رغم التصعيد في غزة، يبدو أن الجبهة الشمالية ستظل هادئة، حيث أعلن حزب الله عدم رغبته في القتال ضد إسرائيل في الوقت الحالي. أما على صعيد الهجمات القادمة من اليمن، فإن إسرائيل تتابع بقلق النشاط الحوثي لكنها تعتمد على الجهود السياسية والضغط الإقليمي الذي تقوم به إدارة الرئيس (دونالد) ترامب وطاقمه وعلى القوات الأميركية التي تستهدف قيادات الحوثيين».

هرتسوغ «مصدوم»

من جانبه، عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ عن صدمته من أن قضية الرهائن المحتجزين لم تعد أولوية قصوى.

وقال خلال مؤتمر في تل أبيب، أمس، «أنا مصدوم حقاً كيف أن قضية الرهائن لم تعد في قمة أولوياتنا وفي مقدمة الأخبار فجأة». وأضاف «يجب علينا... ألا نفقد التركيز (...) على كل ما يتعلق بإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى آخر واحد منهم».

ميدانياً، استشهد أكثر من 23 فلسطينياً، بينهم عدد من الأطفال في غارات نفّذها الطيران الإسرائيلي بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء في قطاع غزة، بينما وسع أوامر الإخلاء لتشمل جميع المناطق الحدودية الشمالية، مشيراً إلى أن صواريخ أُطلقت منها على إسرائيل.

وتشمل هذه المناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وحي الشجاعية في مدينة غزة. كما صدرت أوامر لمناطق في خان يونس ورفح جنوباً.

كما أعلن جيش الاحتلال، مسؤوليته عن قتل الصحافي المتعاون مع قناة «الجزيرة» حسام باسل عبد الكريم شبات، في غزة، الاثنين، مدعياً أنه كان «قناصاً في كتيبة بيت حانون التابعة لتنظيم حماس».

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 792 فلسطينياً استشهدوا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي، إضافة إلى 1663 جريحاً، مؤكدة أن المستشفيات استقبلت 62 شهيداً خلال الساعات الـ 24 حتى صباح أمس.

وبحسب الوزارة ارتفعت حصيلة الضحايا منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 50144 شهيداً و113704 إصابات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي