«آدم لم يَبْكِ... حتى الآن»

سعيد سرحان لـ «الراي»: «بالدم» أقدّم أصعب أدواري

سعيد سرحان
سعيد سرحان
تصغير
تكبير

يشارك الممثل اللبناني سعيد سرحان، في مسلسل «بالدم» الذي أثبت من خلاله مع كل الممثلين اللبنانيين أنهم يستطيعون أن ينجحوا وأن «يخرقوا» عربياً من خلال الدراما اللبنانية البحت.

سرحان، تحدث لـ «الراي» عن دوره وعن وضع الدراما اللبنانية وتفاصيل أخرى في الحوار الآتي معه:

• هل ترى أن الثنائية الرومانسية التي جَمَعَتْك بماريلين نعمان وجمعت رفيق علي أحمد بجوليا قصار كسرتْ من حدة القسوة والشرّ في مسلسل «بالدم»؟

- القسوة والشرّ موجودان في حياتنا ونحن حاولْنا أن نكون واقعيين. والواقع فيه أيضاً الحب والعذاب والجمال. والخيار بأن يكون في المسلسل خطوط حب ورومانسية هدفه أن نقول أولاً إن الحياة فيها من كل شيء، وثانياً إن الحب لا عمر له. وأي عمل درامي متكامل يجب أن تتوافر فيه هذه الخطوط شرط أن تُقدم بطريقة جميلة بأحزانها وأفراحها لأنها تجعله أقرب إلى الواقع ويترك أثراً بين الناس الذين يرغبون بوصول العلاقة الرومانسية إلى خاتمة سعيدة.

• ألا ترى أن «بالدم» عمل قاس جداً؟

- والحياة قاسية جداً، بل أقسى مما عَرَضه المسلسل الذي أضاء على زاوية واحد من الحياة التي تزخر بتحديات أكثر قسوة. شركة «إيغل فيلمز» تطرح قضايا كبيرة ومهمة في الأعمال التي تُنْتِجُها وتحاول معالجتها بخطوط درامية يتفاعل معها الناس كما يحصل في مسلسل «بالدم».

• هو عمل متشائم؟

- بل هو عَمَلٌ حقيقي وبعيد عن التشاؤم. وبَحْثُ «غالية» عن أهلها البيولوجيين عمليةٌ صعبةٌ جداً ولكنها في الوقت نفسه تَحمل الكثير من الأمل. لم أشعر أبداً بأنه عمل متشائم. وحتى شخصية «آدم» التي مرّت بظروف صعبة جداً وإصابته بالسرطان في سن صغيرة لم تَظْهَرْ أبداً متشائمة، وهو لم يَبْكِ حتى الآن في أي لحظة من اللحظات، بل يحاول أن يكون إيجابياً دائماً.

• هل آدم هو أهمّ أدوارك؟

- بل هو أصعب أدواري، وتم تقديمه بحساسية عالية. مساحة العمل في الشخصية دقيقة جداً، ولا توجد فيها خطوط سوى خَط الحب الذي يعيشه «آدم» في مختلف تفاعلاته. حتى أننا لم نشاهد أهله ولا يوجد في حياته مَن يرتكز عليه. هي شخصية معقّدة ومبنيّة على الإحساس والمشاعر الداخلية. وهنا يأتي دور المونولوج الداخلي. وفي كل مَشهد مع «حنين»، أو ماريلين نعمان (تؤدي الدور)، يجب أن يكون هناك مشهد داخلي، حيث إن ما يقوله لا يعكس أبداً ما هو مكبوت. فهو يطلب منها الابتعاد ولكنه من الداخل كان يريد أن تبقى إلى جانبه، وهنا تكمن الصعوبة.

هو أجمل أدواري والحمد لله تقبّله الناس، مع أنني كنتُ خائفاً جداً نتيجة ضغوط عالية لها علاقة بفترةٍ كنتُ أحاول فيها أن أثبت نفسي. كما اعترضتْني معوقات كي أتمكن من حجز مكانتي بشكل صحيح، في وقت أننا كنا نقدم مسلسلاً لبنانياً ونسعى إلى المنافسة من خلاله ونغيّر القاعدة التي تقول إن المسلسل اللبناني لا جمهور له ولا يُسوَّق عربياً. ولذلك، كان يجب أن أكون أميناً على القصة والنص وزملائي في المسلسل الذين هم من نخبة الممثلين وأن أقوم بواجبي على أكمل وجه من خلال شخصية آدم.

العيون علينا والمسؤولية كبيرة والثقة بنا كانت عالية جداً، وكان يجب أن نكون على قدرها بل أكثر. والحمد لله أننا تَساعَدْنا وقفزْنا قفزةَ ثقةٍ لأننا نؤمن ببعضنا البعض وبالنص وشركة الإنتاج.

• أشرتَ إلى أنك كنتَ تحاول أن تثبت نفسك. ألم تفعل ذلك قبل «بالدم»؟

- بعد «الهيبة» و«بارانويا» كان يُفترض أن تكون لديّ مكانة أخرى، وأنا أستحق دور البطولة المطلقة كما يقول الجميع وليس بالضرورة في عدد المَشاهد. وتلقيتُ عروضاً في المكان الذي كنتُ أعمل فيه، ولكن شاءت الظروف ألا تسير الأمور على ما يرام، ووصلتُ إلى مرحلةٍ شعرتُ بأن هناك ظروفاً عند الأشخاص، لم يعبّروا عنها ولكن كان يُفترض أن أستوعبها، فقلتُ لماذا يحصل كل هذا؟ وأنا لا أقصد أحداً ولا أي شركة إنتاج، بل كلامي لمَن كان يراقب عملي ويتساءل لماذا لستُ في المكان الذي أستحقه؟

وفي «بالدم» حصل تغيير 180 درجة بين «آدم» و«علي» (في «الهيبة») الذي كان لديه الكثير من الإكسسوارات والخطوط. ويكفي السيارات والأسلحة والعشيرة وقصة حبّه وعلاقته مع أهله واعتماد «جبل» عليه كل الوقت، وتلك كانت شخصية.

أما في «بارانويا»، فقدمتُ دور الطبيب النفسي الذي يجد نفسه في معمعة لا علاقة له بها. والقفزة من «علي» إلى شخصية «آدم» كانت كبيرة جداً، وجمهور «آدم» أكبر وأهمّ من جمهور «علي»، لأن مسلسل «الهيبة» كان لديه جمهوره، بينما مسلسل «بالدم» عمل جديد ولا يوجد جمهور سابق له.

• ألا يكفي اسمك؟

- بلى، ولكن بعيداً عن الاسم هناك حسابات أخرى لها علاقة بالموضوع. وكان يقال لنا دائماً إن المسلسل اللبناني لا يبيع، و«بالدم» يضم مجموعة من الممثلين اللبنانيين الذين أثبتوا أن أسماءهم تبيع وأنهم قادرون على التسويق لأي عملٍ مشغولٍ بشكل جيد، أداءً ونصاً وإنتاجاً أو إخراجاً. اسمي موجود، ولكن أي اسم بحاجة للدعم.

• هل لديك لوم تجاه شركة «الصبّاح»؟

- أنا لا أنتقد «الصبّاح».

• ومَن كان يقول لك إن اسم الممثل اللبناني لا يبيع؟

- ما أقوله لا علاقة لـ «الصبّاح» به، وأنا لا ألومهم أبداً وواثق من محبتهم وحرصهم، وأقدّرهم، ولستُ من النوع الذي يتنكّر لأي تجربة مع أحد. ولكن بإمكان أي شركة إنتاج لبنانية أن تنتج عملاً لبنانياً واحداً و5 أعمال مشتركة إلى جانبها. وحتى لو خاطَرَ في هذا الموضوع، إذا اعتبر أن هذا الأمر فيه مخاطرة، إلا أنه سيكتشف أن النتيجة ستصبّ في مصلحته وأنه سيَجمع حوله مجموعةً من الأشخاص سيقولون له إذا أعطيتَنا فسنعطيك وستفتخر بنا وبالدراما اللبنانية بما أنك شركة إنتاج لبنانية وستعلو وترتفع وتصبح قيمتك أكبر عندما تقول إنك «خرقتَ» بعملٍ لبناني محلي، خصوصاً أن هوية الشركة لبنانية. ولكن لا شيء يمنع من إنتاج أنواع أخرى من الأعمال، بل هذا أمر جيد وممتاز. وهذا ما تم العمل عليه - وفق إستراتيجيةٍ معينة ودراسةٍ للسوق - واعتماده في اللحظة المُناسِبة من شركة «إيغل فيلمز». وأتمنى أن يسير الآخَرون على النهج نفسه لأن هناك الكثير من الطاقات التي تحتاج إلى فرصة كي تثبت نفسَها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي