بيت ديكسون... شاهدٌ على عراقة الماضي

تصغير
تكبير

- بُني أوائل القرن السابع عشر ويروي قصة ارتباط الكويت بالعالم الخارجي
- أسلوبه المعماري البسيط يتماشى مع الطراز الكويتي التقليدي
- أصبح منزلاً للمقدم هارولد ديكسون وزوجته فيوليت المعروفة بـ«أم سعود»
- البيت شهد تأسيس العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الكويت وبريطانيا
- الكويت حوّلت البيت إلى متحف تكريماً لدور ديكسون وزوجته في توثيق تراثها

الكويت، واحدة من أبرز الدول التي تمتزج فيها الحداثة بأصالة الماضي، إذ تحتضن بين أرجائها صروحاً تاريخية تجسّد صفحات من تاريخها العريق وتراثها الغني، وهذه المعالم ليست مجرد مبان قديمة، بل شواهد حية تسرد قصصاً عن حياة الشعب الكويتي، وتبرز هويته الوطنية وموروثه الثقافي.

وتستقطب هذه الصروح، من أبراج الكويت الأيقونة، إلى المتاحف التاريخية وبيوت التراث، أعداداً كبيرة من الزوار سنوياً، سواء من داخل الكويت أو من مختلف دول المنطقة والعالم.

«الراي» زارت «بيت ديكسون»، باعتباره واحداً من تلك المعالم البارزة التي تشتهر بها الكويت، وتُعرّف القراء، في الأسطر التالية، على أهميته التاريخية وما يزخر به متحفه:

يقع متحف بيت ديكسون في قلب مدينة الكويت، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية التي تروي قصة ارتباط الكويت بالعالم الخارجي في النصف الأول من القرن العشرين، حيث بُني هذا البيت في أوائل القرن التاسع عشر، بأسلوب معماري بسيط يتماشى مع الطراز الكويتي التقليدي، وأصبح لاحقاً منزلاً للمقدم البريطاني هارولد ديكسون وزوجته فيوليت ديكسون، المعروفة شعبياً بـ«أم سعود».

وكان البيت بمثابة مقر لإقامة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت منذ عام 1929، وشهد خلال تلك الفترة أحداثاً تاريخية مهمة، بما في ذلك تأسيس العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الكويت وبريطانيا.

وبعد وفاة فيوليت ديكسون عام 1991، قررت الحكومة الكويتية تحويل البيت إلى متحف، تكريماً للدور الذي لعبه ديكسون وزوجته في توثيق التراث والثقافة الكويتية.

وافتتح المتحف رسمياً للجمهور، ليصبح مركزاً يعرض حياة عائلة ديكسون وتجربتهم الفريدة في الكويت، إلى جانب تسليط الضوء على التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة، لكن تم إغلاقه أخيراً لإجراء ترميمات لبعض أجزائه، ومن المفترض أن تنتهي أعمال الصيانة والترميم خلال عام 2027.

محتويات المتحف

يضم المتحف مجموعة مميزة من المقتنيات التي تعكس الحياة اليومية لعائلة ديكسون وتفاصيل المجتمع الكويتي آنذاك، ومن أبرز ما يحتويه: الأثاث والمقتنيات الأصلية، مثل الطاولات والكراسي والأدوات المنزلية التي استخدمتها العائلة، إضافة للصور الفوتوغرافية التي توثق تفاصيل الحياة في الكويت في أوائل القرن العشرين، بما في ذلك رحلات الصحراء والاحتفالات الشعبية.

كما يضم المنزل وثائق وكُتباً، من تأليف فيوليت ديكسون، بما في ذلك كتابها الشهير «الصحراء تنتظر»، الذي يقدم وصفاً فريداً للحياة البدوية، إضافة للأزياء التقليدية التي ارتدتها العائلة في المناسبات الاجتماعية، وبعض الأدوات البحرية التي تعكس ارتباط الكويت بالبحر وصيد اللؤلؤ.

ويعد بيت ديكسون وجهة مفضّلة للسياح والمقيمين، لأجوائه الحميمة التي تنقل الزوار إلى حقبة ماضية مليئة بالبساطة، كما يعتبر محطة تعليمية للطلاب والباحثين المهتمين بالتاريخ الكويتي والدبلوماسي.

ويمثل متحف بيت ديكسون شهادة حية على العلاقة العميقة بين الكويت وبريطانيا، وهو أكثر من مجرد مبنى تاريخي، فهو رمز للتبادل الثقافي والتاريخي بين الشعوب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي