يعبر آلاف الكيلو مترات في رحلة استثنائية
عقاب الحيّات... ملحمة هجرة بين الكويت والصومال












في واحدة من أكثر الرحلات الملحمية المسجلة للطيور المهاجرة، وثّق فريق «عدسة البيئة» رحلة طائر عقاب الحيّات الذي قطع آلاف الكيلومترات بين الكويت وأفريقيا، في هجرة شتوية مذهلة كشفت عن تحديات الطبيعة وأسرار الملاحة الجوية لدى الطيور.
وأكد رئيس فريق «عدسة البيئة» راشد الحجي أن «الطائر واجه صعوبات غير معلومة عند محاولته عبور باب المندب في رحلة العودة، ما اضطره إلى اتخاذ طريق أطول عبر قناة السويس، وضاعف المسافة مقارنة بالذهاب، ويُرجّح أن تكون الرياح القوية والتغيرات المناخية، أو التحديات البيئية قد لعبت دوراً في هذا التغيير غير المعتاد في المسار».
وأوضح الحجي أن «تتبع مسار هذه الرحلة يقدم رؤى علمية مهمة حول سلوك الطيور المهاجرة، وتأثير العوامل البيئية على مساراتها، ما يساعد في تطوير إستراتيجيات لحمايتها والحفاظ على التوازن البيئة».
وأضاف «بدأت تجربة تتبع عقاب الحيّات في 10 أكتوبر 2024 عندما وضع فريق عدسة البيئة الكويتية جهاز تتبع يعمل على الطاقة الشمسية، وتم إطلاقه في محطة كبد للأبحاث، وبدأ العقاب منذ اليوم الأول تحديد جهة الهجرة وتجول في الكويت حتى تاريخ 15 أكتوبر 2024، ثم قرّر الاتجاه إلى أفريقيا من خلال مضيق باب المندب وقطع الجزيرة العربية من الكويت إلى أقرب نقطة من أفريقيا، وهي مضيق باب المندب، حيث كانت مسافة الرحلة 2000 كيلو خلال 12 يوماً ثم عبر المضيق إلى جيبوتي في تاريخ 27 أكتوبر متوجهاً إلى الصومال ليقطع مسافة 1000 كيلو متر خلال 5 أيام ليستقر على الساحل بالقرب من مدينة باباتو ليقضي الشتاء فيها».
وتابع الحجي «استمر العقاب في التواجد قرب السواحل الصومالية حتى تاريخ 18 يناير 2025 ليتجه إلى وسط إثيوبيا بالقرب من مدينة آداما الإثيوبية حتى تاريخ 20 فبراير 2025 لتبدأ رحلة العودة وتوجه إلى جيبوتي محاولاً العبور، من مضيق باب المندب ولكن لظروف غير معروفة لم يستطع العبور للجهة الأخرى بسبب سوء الأحوال الجوية أو الضياع لعدم الخبرة أو مرافقة طيور أخرى متجهة لطريق آخر والتحليق قرب البحر الأحمر حتى وصوله إلى قناة السويس ليعبر القناة متجهاً الى الكويت عن طريق الأردن والسعودية وصولاً للكويت في تاريخ 14 مارس الجاري ليكون قد قطع في رحلة العودة 4200 كيلو في 22 يوماً».