«الأونروا» تفتتح 130 مقراً في القطاع لتعليم الأطفال

استشهاد 9 فلسطينيين في غارة إسرائيلية شمال غزة

أطفال فلسطينيون يسيرون وسط الركام في رفح (رويترز)
أطفال فلسطينيون يسيرون وسط الركام في رفح (رويترز)
تصغير
تكبير

- المجاعة تتسلل لـ 80 في المئة من سكان القطاع بعد 14 يوماً من إغلاق المعابر

استشهد تسعة فلسطينيين، بينهم صحافيان محليان، وأصيب آخرون أمس، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، ليصل عدد الشهداء إلى 137 منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة، إن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة.

وتابع شهود وزملاء للصحافيين ان ركاب السيارة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى «مؤسسة الخير» في بيت لاهيا، وكان يرافقهم صحافيون ومصورون عندما استهدفتهم الغارة، ما يؤكد خرق إسرائيل المستمر لاتفاق وقف النار.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن طواقم الدفاع المدني نقلت أمس، جثامين 13 شهيداً، بينهم 3 مجهولة الهوية، ممن تم دفنهم داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.

وكانت طواقم الدفاع المدني، نقلت جثامين 48 شهيداً، بينهم 10 مجهولي الهوية، دفنوا داخل أسوار مستشفى الشفاء، الخميس الماضي.

وتم نقل الجثامين بالتعاون مع الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة والأدلة الجنائية في جهاز الشرطة.

وتستمر عملية نقل جثامين الشهداء من داخل أسوار المستشفى أيام عدة، في ظل وجود نحو 160 جثمان شهيد، الأمر الذي يحتاج إلى جهد وعمل شاق، حسب الدفاع المدني.

وكان الجهاز دعا، المواطنين الذين دفنوا أبناءهم الشهداء داخل أسوار المستشفى، لضرورة التوجه إلى المستشفى لاستلام جثامينهم، ودفنهم في مقابر أخرى.

وتزامن ذلك مع مضي 14 يوماً، على استمرار إغلاق سلطات الاحتلال معبر كرم أبوسالم جنوب شرقي القطاع، ومنع إدخال المساعدات والبضائع والوقود، مما عمّق الكارثة الإنسانية في القطاع.

شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي

ومع استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار باتت تداعياته الإنسانية تظهر في القطاع، وهناك مؤشرات واضحة لعودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.

ويفاقم استمرار إغلاق المعابر الوضع الإنساني في القطاع، ومعاناة أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل نقص السلع الأساسية والوقود والمستلزمات الطبية.ويتهدد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى، بسبب نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية

وتسبب إغلاق المعابر في انعدام الأمن الغذائي وفقدان 80 في المئة من المواطنين، مصادرهم للغذاء سواء بتوقف التكيات الخيرية أو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توافر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من هذه السلع. وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وأشار المكتب إلى تأثر كميات الخبز للمواطنين بعد توقف 25 في المئة من مخابز غزة عن العمل، وقرب توقف أعداد أخرى بسبب نفاد الوقود.

ويعاني القطاع شحاً كبيراً وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي، وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية.

وبات 90 في المئة من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، حفاظاً على ما هو متوافر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة.

وأضاف الإعلام الحكومي أن توقف برامج فتح الشوارع وإزاحة الركام والنفايات في غالبية البلديات للاستفادة من كميات الوقود في تشغيل آبار المياه، يعني معاناة مضاعفة للمواطنين ومكاره صحية وبيئية ستترك أثراً كارثياً لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة حالياً.

وفي ظل شح الوقود، اضطر السكان للعودة إلى استخدام الحطب في طهو الطعام بدلًا من غاز الطهو، ما يؤثر على الصحة والبيئة بشكل خطير، ويتسبب في ازدياد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.

كما تضاعفت معاناة نحو 150 ألفاً من المرضى المزمنين والجرحى لا يجدون الدواء أو المستهلكات الطبية لمداواتهم.

وأكد الإعلامي الحكومي أن ‏هذه المؤشرات تعكس صورة مما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل غزة، بعد أن قرر الاحتلال أن يقتلهم ببطء فأحكم حصارهم ومنع عنهم كل مقومات الحياة وجعل من غزة سجناً كبيراً.

‏وحذّر من أن الساعات المقبلة ستحمل معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام.

بدوره، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى غزة منذ الثاني من مارس الجاري، بعدما قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقف كل البضائع والإمدادات للقطاع.

«الأونروا»

من جانبها، ذكرت وكالة «الأونروا»، أمس، أنها «افتتحت 130 مقراً تعليمياً موقتاً في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع».

جاء ذلك في بيان نشره مفوض عام الأونروا، فيليب لازاريني، في صفحته عبر منصة «إكس»، بهدف تسليط الضوء على دور الوكالة لتقديم خدمات التعلم المباشر لأطفال غزة، الذين واجهوا القتل والتشريد على مدى نحو 16 شهراً من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.

وأوضح لازاريني أن «الأونروا» ما زالت أكبر مزود لخدمات التعلم في حالات الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي في غزة، مشدداً على أن «التعليم يُعيد لأطفال غزة بعض الأمل، إذ يساعدهم على التعافي».

ولفت إلى دوره في التغلب على «الصدمات التي لا توصف والتي يعاني منها الأطفال»، موضحاً أن «الأونروا افتتحت 130 مقراً تعليمياً موقتاً في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع».

وتابع «أمامنا طريق طويل لنقطعه لتشجيع المزيد والمزيد من الأطفال على التعلم»، مؤكداً أن «التحديات في غزة كبيرة، ولا وقت لنضيعه، هدفنا هو تجنب جيل ضائع من الأطفال الفلسطينيين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي