الشرع يشيد بـ«تاريخ جديد نستبدل فيه الظلم بالعدل»
الإعلان الدستوري السوري: مرحلة انتقالية لـ5 سنوات ... رئيس مسلم والفقه الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع



- يعود للرئيس الانتقالي «تعيين ثلث» أعضاء مجلس الشعب... ومنحه سلطة استثنائية واحدة هي إعلان حال الطوارئ
- إلغاء القوانين الاستثنائية لمحاكم الإرهاب وحل «الدستورية»
- عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته اختصاص مجلس الشعب
- الفصل المطلق بين السلطات وحرية الرأي والتعبير... وكفل حقوق المرأة
- تشكيل مجلس للأمن القومي
وقّع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، أمس، مسودة الإعلان الدستوري، الذي حدد المرحلة الانتقالية بخمس سنوات، وأكد أن الفقه الإسلامي المصدر الأساسي للتشريع، وديانة الرئيس ستبقى «الإسلام».
ونصّ الإعلان المؤلف من مقدمة و4 أبواب، على «الفصل المطلق» بين السلطات، في بلد اختزل فيه موقع الرئاسة خلال الحقبات السابقة مجمل الصلاحيات. وأكد على جملة من الحقوق والحريات الأساسية، بينها حرية الرأي والتعبير وحق المرأة في المشاركة.
وبعد تلاوة عضو لجنة الصياغة عبدالحميد العواك، أبرز بنود المسودة خلال مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي، وقّع الشرع الإعلان الدستوري.
وقال «هذا تاريخ جديد لسوريا، نستبدل فيه الظلم بالعدل... ونستبدل فيه أيضا العذاب بالرحمة»، آملاً في أن يكون «فاتحة خير للأمة السورية على طريق البناء والتطور».
وحدّد الاعلان الدستوري، وفق البنود التي تلاها العواك، «المرحلة الانتقالية بخمس سنوات» على ان يتم «إحداث هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية» بهدف «تحديد سبل المساءلة ومعرفة الحقائق وإنصاف الضحايا والناجين».
وفي ما يتعلق بعمل السلطات، جاء في الإعلان الدستوري «لأن مبدأ الفصل ما بين السلطات كان غائباً عن النظم السياسية، تعمّدنا اللجوء إلى الفصل المطلق بين السلطات» بعدما عانى السوريون «سابقاً من تغوّل رئيس الجمهورية على باقي السلطات».
وبحسب الإعلان، يعود للرئيس الانتقالي «تعيين ثلث» أعضاء مجلس الشعب الذي يتولّى «العملية التشريعية كاملة وبشكل منفرد».
وقال العواك إنه سيصار في المرحلة المقبلة الى تشكيل هيئة عليا للانتخابات ستتولى الإشراف على انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشعب.
ويتولّى رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية، على أن يساعده الوزراء في مهامه.
وأعلنت لجنة صياغة الإعلان الدستوري أنه تقرر حصر السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية في المرحلة الانتقالية لضمان سرعة التحرك، ومواجهة أي أحداث في تلك المرحلة. وأعلنت اللجنة أنه تقرر منح الرئيس سلطة استثنائية واحدة هي إعلان حال الطوارئ.
وأضافت أنه تقرر ترك أمر عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته لمجلس الشعب، مشيرة إلى حل المحكمة الدستورية، ومنح رئيس الجمهورية حق تعيين محكمة دستورية جديدة تمارس مهامها وفق القانون السابق ريثما يصدر قانون جديد.
وكشف العواك أنه تم «ضبط إعلان حال الطوارئ بموافقة مجلس الأمن القومي ورهن تمديدها بموافقة مجلس الشعب».
وأكدت اللجنة على «استقلالية» السلطة القضائية و»منع إنشاء المحاكم الاستثنائية» التي عانى منها السوريون كثيرا في الحقبات الماضية.
وفي ما يتعلق بالحريات والحقوق، نصّ الاعلان، «على مجموعة كبيرة من الحقوق والحريات منها حرية الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة»، وكذلك احترام الدولة لقوانين حقوق الإنسان.
كما نصّ على «حق» المرأة «في المشاركة بالعمل والعلم وكفل لها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية».
ومن بين البنود التي تضمنها الإعلان، «ضرورة تشكيل لجنة لكتابة دستور دائم».
ويصبح الإعلان الدستوري ساري المفعول بمجرد نشره رسمياً.
وقال العواك إنه سيصار في المرحلة المقبلة الى تشكيل هيئة عليا للانتخابات، ستتولى الإشراف على انتخابات اختيار أعضاء مجلس الشعب.
وأكد أن اللجنة عملت في فضاء من الحرية من دون أي قيود، وأكدت على التزام الدولة بالحفاظ على وحدة الأرض والشعب.
مجلس الأمن القومي
وليل الأربعاء، أوردت الرئاسة في قرار نشر عبر تطبيق «تلغرام» أن الشرع قرر «تشكيل مجلس الأمن القومي» الذي «يعهد إليه تنسيق وإدارة السياسات الأمنية والسياسية»، وهي هيئة لم تكن موجودة قبل الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
ويترأس الرئيس الانتقالي، المجلس الذي يضمّ كلاً من وزير الخارجية ووزير الدفاع ومدير الاستخبارات العامة ووزير الداخلية، بالإضافة إلى مقعدين «استشاريين» يتم تعيينهما من قبل الرئيس ومقعد «تقني تخصصي» يعينه الرئيس أيضا لمتابعة «الشؤون التقنية والعلمية ذات الصلة بمحضر الجلسة».
وتحدّد مهام المجلس «وآلية عمله بتوجيهات من رئيس الجمهورية بما يتماشى مع المصلحة الوطنية العليا، وبما يضمن التنسيق الفعال بين مختلف الأجهزة والمؤسسات».
تهديد أمني
أمنياً، وفي ظل التوتر الذي شهدته منطقة الساحل، ظهر الضابط في جيش الأسد ومؤسس «لواء درع الساحل» مقداد فتيحة، في مقطع مصور يهدد من خلاله السلطات الجديدة بما وصفه «المرحلة الثانية من المعركة... وقد أعذر من أنذر».
وفي موسكو، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قاعدة حميميم الجوية تؤوي نحو تسعة آلاف ممن سعوا لملاذ من موجة عنف طائفي.