3 مجموعات عمل ثلاثية لبت ملفات الأسرى... التلال الخمس ونقاط الخط الأزرق الخلافية
الولايات المتحدة تُطلق المسار الدبلوماسي بين لبنان وإسرائيل



ماذا يعني إطلاق المسار الدبلوماسي، عبر 3 مجموعات عملٍ على 3 ملفاتٍ متوازيةٍ عالقة بين لبنان وإسرائيل؟ وهل بدأت الولايات المتحدة تعبيدَ الطريق أمام حلٍّ مستدام لهذه الجبهة عبر نزْع الذرائع والألغام من أمام ربْط «بلاد الأرز» بـ«خط السلام» في المنطقة متى اكتملت عناصره؟
سؤالان كبيران «أزاحا» العناوين الكثيرة التي يزدحم بها المشهد اللبناني، في ضوء الأبعاد «ما فوق عادية» للتطورات المفاجئة التي «زفّتْها» واشنطن وفعّلت معها واقعياً البند 13 الأخير من اتفاق وقف النار بين لبنان واسرائيل (27 نوفمبر) وفيه «تطلب إسرائيل ولبنان من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، تسهيل مفاوضات غير مباشرة بينهما بهدف حل النقاط المتبقية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، بما يتماشى مع القرار 1701».
وفي الوقت الذي بدا أن هذا المسار يؤكد أن لبنان هو في صلب الاهتمام الأعلى من واشنطن و«استراتيجية مجموعات العمل» التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب إلى إخماد الحرائق في الاقليم والعالم، فإنّ «القفزَ» إلى «آخر عنقود» اتفاق 27 نوفمبر، الذي تَمْضي اسرائيل في تنفيذه «بالنار» في جنوب الليطاني وشماله عبر ضربات موْضعية بحجة أن لبنان لم يفِ بكل التزاماته وأن «حزب الله» مازال في وضعيته العسكرية خارج الدولة، طرح علامات استفهام حول خلفياتِه وملابساته الخفية.
فرغم أن هذا المسار الذي سيتشارك فيه لبنان مع الولايات المتحدة واسرائيل والأمم المتحدة وبدعم من فرنسا، يُرسي أفقاً لانفراجةٍ «نهائية» كانت أولى طلائعها استعادة 4 أسرى مدنيين لبنانيين من ضمن ما وصفته تل ابيب بـ «مبادرة حُسن نية للرئيس الجديد جوزف عون»، فإن ما يعنيه عملياً هو انتزاع بندين كانا من صلاحية اللجنة الخماسية (تضم ضباطاً من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان واسرائيل واليونيفيل ويقودها جنرال أميركي) التي تشرف على تطبيق اتفاق وقف النار والقرار 1701 وهما الأسرى اللبنانيين والخروق للاتفاق وأكثرها نفوراً احتلال اسرائيل 5 تلال استراتيجية، ووضْعهما في عهدة مجموعات العمل المشتركة الثلاث التي ستتوزعهما إلى جانب الملف الأبرز المتعلق بالنقاط الخلافية الـ 13 على طول الخط الأزرق والعالقة منذ تحرير العام 2000 وحرب 2006.
وثمة مَن تعاطى في بيروت مع هذه العملية التي ستعني «ارتقاءً» في التفاوض غير المباشر مع اسرائيل من المستوى الفني - التقني - العسكري إلى الدبلوماسي، وإن من دون تحديد منسوبه وشكله بعد، على أنه محاولة لشقّ «طريق مختصر» لبلوغ الهدف نفسه الذي يُعتبر جوهر اتفاق وقف النار، وهو إنهاء الوضعية العسكرية للحزب خارج الشرعية وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وذلك بعدما أنهكت تل ابيب الحزب في الحرب وطوت من خلال اتفاق 27 نوفمبر الشق الإقليمي من دوره العسكري وجعلت أي استئناف للعمليات ضدّها بمثابة «فتْح لباب جهنّم» جديد.
وبحسب هذه القراءة فإنّ الولايات المتحدة التي ترعى هذا المسار، ترى أنّ سياسة «السلّة الواحدة» لبت القضايا العالقة بين لبنان واسرائيل، القديمة والمستجدة، من شأنها أن تضمن «جهوزية» بيروت للشبْك مع ما يُرسم للمنطقة التي يُراد لها أن توضع على سكة السلام، في وقت تتكفّل تل أبيب حالياً بالتصدّي لما تراه «خطراً وشيكاً» من «حزب الله» عبر الاغتيالات المتمادية لكوادر فيه وغارات على ما تزعم أنه مخازن ومستودعات اسلحة، ليبقى ملف إعادة الإعمار وانتفاء أي مبرر، ولو نظري، للحزب لتبرير شعار المقاومة بعد أن تكون الديبلوماسية حرّرتْ «الحجر والبشر»، نقطة الارتكاز في جرّ سلاح الحزب «لمرة واحدة وأخيرة» إلى حيث لا يمكن تبرير بقائه الذي سيكون في هذه الحال «عقاباً» لبيئته ومانعاً لإعمار ما هدّمته الحرب التي زجّها فيها.
وفي وقت أعلن «رئيس منظمة دعم الرهائن حول العالم» نزار زكا لتلفزيون LBCI أن «الحديث دار بدايةً عن إطلاق ما بين 4 و6 أسرى، وجرى الاتفاق على 5 أحدهم مقاتل (من حزب الله) وبقي العسكري اللبناني الذي لم يكن ممكناً إحضاره (مصاب)، وتمت تخلية المدنيين الاربعة وبقي المقاتل الذي رُبط إطلاقه ببدء المفاوضات التي ربما تفتح الباب أمام أي مفاوضات أو مبادرات سلام بحيث تكون طريقها سالكة»، قال مسؤول أميركي في البيت الابيض إن إدارة ترامب تتوسط بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع في محاولة لتعزيز وقف النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية. وخلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن خمسة لبنانيين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال القتال العام الماضي، ومن بينهم عضو في الحزب.
وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض بشأن ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان؛ قضية السجناء اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وشروط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع متبقية في جنوب لبنان.
وبحسب المسؤول الأميركي ستكون مجموعات العمل بقيادة دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والآمال معقودة على أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أنه تم إطلاق الأسرى الأربعة (الخامس يطلق بعد عملية جراحية سيخضع لها) «كبادرة حسن نية للرئيس اللبناني».
وأضاف أن إسرائيل ولبنان يناقشان الخط الحدودي والنقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان.
وسبق ذلك كشف المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في مقابلة على قناة «الجديد»، إن إسرائيل ستطلق سراح 5 أسرى لبنانيين.
وأضافت: «سنباشر بتشكيل مجموعات عمل لإطلاق المشاورات بينها وبين لبنان (...) وعلى الدّولة اللبنانية إعادة إعمار جنوب لبنان وليس (حزب الله)».
وأكدت أن «تدمير ترسانة حزب الله جنوب الليطاني جزء من اتفاق وقف النار، ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد. وبقيادة الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام نحاول إرساء مستقبل جديد للبنان، وتركيزنا اليوم التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي بشأن النقاط الخمس وإطلاق الأسرى».
في موازاة ذلك، نُقل عن مصادر لبنانية إن المعتقلين الخمسة، هم من ضمن عشرة مدنيين كانت إسرائيل احتجزتهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، وأنه لم يجرِ احتجازهم خلال الأعمال القتالية المباشرة مع «حزب الله»، بل إبان مرحلة التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وتفجير المواقع العسكرية بعد توقف القتال.
تغيير الشرق الأوسط
وتقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي، تأكيده ان «سياسة نتنياهو غيرت الشرق الأوسط، ونريد إبقاء الزخم وصولاً للتطبيع مع لبنان».
وكشف عن ان «لبنان له مطالب بخصوص الحدود ولنا أيضاً مطالب وسنناقش الأمور»، لافتاً إلى أن «المحادثات جزء من خطة واسعة وشاملة».