مشاورات مصرية - سعودية لحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة
السيسي يؤكد دعم الفلسطينيين في «معركة البقاء والمصير»



أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أنه لا يوجد حل للقضية الفلسطينية إلا بتحقيق العدل وإقامة الدولة الفلسطينية، مشدداً على عدم القبول بالتهجير تحت أي مسمى.
وقال السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ 41 لمناسبة «يوم الشهيد والمحارب القديم»، أمس، «على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التي يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التي خلّفت واقعاً مضطرباً، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعي مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسي في هذه القضـية والتي أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفاً ثابتاً راسخاً، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، تحت أي مسمى».
وتابع «لم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعي الشعب المصري، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبراً وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن... واسمحوا لي، أن أقدم تحية للشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه»، مضيفاً «سنقدم لهم كل عمل من شأنه أن يساندهم في معركة البقاء والمصير».
ووجه السيسي من جهة أخرى، «تحية واجبة، للشعب المصري وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتي سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، والتي ساعدتنا على تجاوز كل التحديات، وأهلتنا لمواجهة كل التهديدات، فما تحقق على أرض مصر ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا ونؤمن مستقبل الأجيال.
وكتب عبر صفحته في موقع«فيسبوك»، «في ذكرى انتصار العاشر من رمضان المجيد، نستلهم من بطولات قواتنا المسلحة روح العزيمة والتخطيط والإصرار على استرداد الحقوق والتمسك بها، لتضيف صفحة ناصعة البياض في سجلات تاريخنا الوطني، وهذا اليوم العظيم يذكرنا بمعناه العميق، متمثلاً في صلابة الشعب المصري وقدرته على صد العدوان ورد الحقوق إلى وطنه مهما كانت التحديات».
وأضاف «نؤكد التزام مصر بالسلام القائم على العدل، إيماناً بأن السلام هو المسار الذي يحقق الاستقرار والتنمية لجميع شعوب المنطقة، وتحية لكل من صنع هذا النصر العظيم، وتحية لشعب مصر الذي يواصل مسيرة البناء بعزم لا يلين، وشموخ يليق بأمة عريقة، بدأ معها التاريخ ويستمر بها المستقبل».
كما كتبت السيدة الأولى انتصار السيسي، عبر صفحتها في «فيسبوك»، «في العاشر من رمضان، سطر أبطال مصر ملحمة خالدة، وخاضوا المعركة بإيمان وعزيمة وهم صائمون، فكان النصر تتويجا لتضحياتهم، وكلنا فخر واعتزاز بمن صنعوا المجد».
مخرجات القمة العربية
وفي تحركات سياسية وديبلوماسية وأمنية «تتواصل» في القضية الفلسطينية، تناول وزير الخارجية والهجرة بدر عبدالعاطي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مساء الاثنين، مخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة، وعلى رأسها الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، وسبل حشد الدعم الدولي، والتطورات الخاصة باستضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة والذي يستهدف حشد التمويل اللازم لتنفيذ تلك الخطة.
كما تناول عبدالعاطي خلال لقاء مع مسؤولي الهيئات الإعلامية الوطنية وعدد من الصحافيين والإعلاميين المصريين، تطورات القضية الفلسطينية، وأبرز مخرجات القمة العربية والجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لحشد التأييد للخطة العربية.
وتطرق إلى محددات الموقف المصري إزاء التطورات في سورية والسودان وليبيا والقرن الأفريقى، فضلاً عن تناول الأمن المائي المصري.
كما تناول الدور المؤثر الذي تلعبه وسائل الإعلام في التوعية بالتحديات الخارجية التي تواجهها مصر خلال السنوات الأخيرة، وتشكيل الثقافة السياسية لدى المواطنين، في ظل تطورات إقليمية شديدة الاضطراب.
وأكد «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، ونتمسك بالحفاظ على ثوابت ومبادئ السياسة الخارجية في ظل الاضطرابات الإقليمية المتلاحقة، وملتزمون بتطبيق مبدأ الاتزان الاستراتيجي»
أوروبا والإعمار
وفي السياق، أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، عن تقديره لأهمية الدعم الأوروبي للخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة التي اعتُمدت في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، مؤكداً أهمية توفير الظروف الضرورية لضمان تنفيذها بالشكل المطلوب في أقرب الآجال.
وأكد في اتصال هاتفي تلقاه مساء الاثنين، من الممثلة العليا للسياسة الأمنية والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ضرورة الحفاظ على وقف النار وتثبيته وتنفيذ مراحله وضمان سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية لمواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.