من خلال كبح مشكلة مقاومة الإنسولين
زيت السمك يعالج السُّكَّري
توصّلت دراسة علمية برازيلية إلى نتائج واعدة قد تُغيّر نهج معالجة مرض السكري من النوع الثاني، حيث أظهرت أن زيت السمك – الغني بأحماض أوميغا-3 الدهنية – ينطوي على القدرة على كبح وتقليص مشكلة مقاومة الإنسولين التي هي الحالة الرئيسية التي تؤدي إلى تفاقم الإصابة بمرض السكري.
فبتمويل من جانب مؤسسة «FAPESP» الطبية البرازيلية، أجرى فريق من الباحثين تجاربهم المختبرية على نماذج حيوانية، حيث تم إعطاء فئران تجارب مصابة بمقاومة الإنسولين جرعات من زيت السمك.
وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في حساسية الإنسولين لدى تلك الفئران، إلى جانب انخفاض في الالتهابات المزمنة المرتبطة بهذه الحالة.
وأوضح الباحثون أنه يُعتقد أن هذا التحسن يرجع إلى كون أحماض أوميغا-3 الموجودة بكثافة في زيت السمك تعمل على تعديل التمثيل الغذائي للدهون وتقليل الإجهاد التأكسدي في الخلايا، ما يساهم بالتالي في استعادة وظيفة الإنسولين الطبيعية وتحسين استجابة خلايا الجسم له.
وجاء في سياق التقرير المرافق لنتائج الدراسة: «هذه النتائج تفتح الباب أمام استخدام مكملات غذائية بسيطة وآمنة كجزء من إستراتيجية وقائية أو علاجية للسكري»، ومع ذلك، شدد الباحثون على أن هذه الدراسات لا تزال في مراحلها الأولية، وأن هناك حاجة إلى إجراء تجارب سريرية على البشر لتأكيد الفعالية والجرعات المناسبة.
وتأتي الدراسة في وقت تشير فيه تقديرات عدة إلى أن أكثر من 400 مليون شخص حول العالم يعانون من داء السكري، معظمهم من النوع الثاني الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشكلة مقاومة الإنسولين. وفي ظل تزايد الاهتمام بالعلاجات الطبيعية، يمكن أن يمثل زيت السمك إضافة قيمة إلى الخيارات المتاحة، خصوصاً أنه معروف بفوائده لصحة القلب والأوعية الدموية.
لكن هناك خبراء حثوا على توخي الحذر، مشيرين إلى أن زيت السمك ليس حلاً سحرياً وأن أي فائدة محتملة يجب أن تُقرن بنمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والرياضة. كما نصحوا باستشارة طبيب مختص قبل البدء باستخدام زيت السمك كمكمل غذائي، خصوصاً لمن يتناولون أدوية أخرى.
لكن في كل الأحوال، تُعد نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكيفية تأثير المكملات الغذائية الطبيعية على الأمراض المزمنة، وتبشر بتمهيد الطريق أمام ابتكارات علاجية تجمع بين العلم والطبيعة لمواجهة واحدة من أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث.
