العرب يسعون لإيجاد بديل للسيطرة الأميركية على القطاع
واشنطن وتل أبيب ترفضان خطة «قمة فلسطين»


- تحركات مصرية لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار
- توافق حول الشخصيات التي ستدير القطاع لـ 6 شهور
- عباس: جاهزون لإجراء انتخابات
- اجتماع طارئ لوزراء خارجية التعاون الإسلامي
اختتمت «قمة فلسطين» العربية الطارئة في القاهرة أعمالها، ليل الثلاثاء، بإجماع على تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة كلفتها 53 مليار دولار وتتجنّب تهجير الفلسطينيين، على النقيض من رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعروفة باسم «ريفييرا الشرق الأوسط».
وفي مقابل تحول القرارات إلى خطة عربية شاملة، أعلن البيت الأبيض أن الخطة لم تعالج واقع غزة وأن ترامب متمسك بمقترحه، الذي لاقى تنديداً عالمياً الشهر الماضي، وعكس مخاوف الفلسطينيين الراسخة من طردهم بشكل دائم من أرضيهم.
وفيما بدأت القاهرة التحركات الفعلية لترتيب التعامل مع ملف إعادة الاعمار، انطلاقا من مؤتمر «عربي دولي» تستضيفه خلال الفترة المقبلة، للتوافق حول «آلية إعادة الاعمار، وآلية إدارة قطاع غزة، والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وإتمام عملية تبادل الرهائن والمحتجزين»، ثمّن الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، الإجماع العربي الداعم لخطة إعادة إعمار غزة والتي تتيح للشعب الفلسطيني البقاء على أرضه من دون تهجير.
ورحب على موقع «إكس»، بأي مقترحات أو أفكار من المجتمع الدولي لضمان نجاح خطة الإعمار والتي يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع خطة أكبر للسلام.
وأضاف السيسي «أتطلع للعمل مع الأشقاء العرب والرئيس ترامب والمجتمع الدولي من أجل تبنى خطة تهدف إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وإنهاء جذور الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وبما يضمن أمن واستقرار شعوب المنطقة كافة وإقامة الدولة الفلسطينية».
وكان السيسي أعلن في ختام القمة، «اعتماد البيان الختامي للقمة وكذلك خطة إعادة إعمار وتنمية غزة».
وقال إن مصر عملت «بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقاً من خبرات أعضائها».
وأضاف أن هذه اللجنة ستكون مسؤولة «عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة موقتة وذلك تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع». وتتمثل القضية الشائكة الأخرى في مصير حركة «حماس»، التي أعلنت موافقتها على مقترح اللجنة المصرية.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، ليل الثلاثاء، إنه تم تحديد أسماء الأفراد المشاركين في اللجنة.
وأعلن عن اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، يوم الجمعة، و«سنسعى إلى اعتماد هذه الخطة أيضا حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية».
ترحيب واسع بمخرجات القمة
ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطة المصرية، ودعا ترامب إلى دعمها في صورتها الحالية التي لا تتضمن تهجير سكان القطاع.
وفي حديثه أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، قال عباس الذي يتولى السلطة منذ عام 2005 «نود التأكيد أننا على أتم الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توافرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية، كما جرت في الانتخابات السابقة جميعها، وندعو الجميع لتهيئة الظروف لذلك».
كما أبدت «حماس» ترحيباً بالانتخابات.
الشرع
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمته، إن «الدعوة إلى التهجير القسري (للفلسطينيين) لهي وصمة عار ضد الإنسانية بكل المعايير، وهي محاولة لإعادة إنتاج مأساة جديدة تضاعف معاناة الشعب الفلسطيني الذي لايزال يعيش في ظل الاحتلال ويعاني من الحصار والدمار».
وفي الرياض، أكّد مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الدعم الكامل لقرارات «قمة فلسطين»، وشدّد على حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب مجلس الوزراء القطري، عن أمله في أن تسهم نتائج القمة «في تعزيز الموقف العربي الرافض لمخططات تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم والساعي لإنهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه وإعادة إعماره».
وأكد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، أن «موقف الإمارات تاريخي ومبدئي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني»، مشدداً على أن القمة «أكدت الثوابت العربية الرافضة لتهجير الفلسطينيين، والداعمة للسلام كخيار استراتيجي عبر حل الدولتين».
وأكدت السفيرة البحرينية لدى مصر والمندوبة الدائمة لدى الجامعة العربية، فوزية بنت عبدالله زينل، أن«انعقاد القمة العربية الطارئة، ما هو إلا دليل على مدى وحدة الصف العربي وتبنيه موقفاً واحداً في مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة»، مشيرة إلى أن انعقادها في هذا التوقيت الدقيق يعكس التزام الدول العربية بمسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، أن الخطة تركز على هدفين رئيسيين: الأول هو تعزيز الموقف العربي الموحد الرافض لخطة ترامب، والثاني هو تقديم بديل عملي لإعادة إعمار غزة.
وأعلن رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي دعم البرلمان التام للخطة والتي تم اعتمادها بالإجماع بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية دون تهجير.
وأعربت الصين عن دعمها للجهود التي تبذلها مصر والدول العربية الأخرى.
رفض إسرائيلي وأميركي
لكن الولايات المتحدة، أبدت معارضتها للخطة، مؤكدة أن «الرئيس ترامب لايزال متمسكاً بخطته لتملك القطاع لإجلاء سكانه وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط».
وصرّح الناطق باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز، بأن«سكان غزة لا يمكنهم العيش بشكل إنساني في منطقة مدمرة ومليئة بالذخائر غير المنفجرة».
واعتبر أن الخطة العربية «تتجاهل واقع كون القطاع مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها بأن غزة غير صالحة للسكن حالياً». وأضاف ان«الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس».
وفي موقف مماثل، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، الخطة بأنها «مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن»، ورفضت الاعتماد على السلطة وشكت من أن الخطة تترك «حماس» في السلطة.
ورفض القيادي في الحركة سامي أبوزهري، الدعوات الإسرائيلية والأميركية لنزع سلاح «حماس»، قائلاً لـ«رويترز» إن «حق الحركة في المقاومة غير قابل للتفاوض».