من خلال تفادي أخطاء تتسبب في إضعافها

كيف تُطيل عُمر بطارية هاتفك الذكي؟

تصغير
تكبير

في عصر التكنولوجيا المتسارعة الذي نعيشه، أصبح شحن الهواتف الذكية عادة يومية ضرورية لا تثير استياءنا إلا عندما تصبح بطارية الهاتف أضعف مما كانت عليه ويبدأ أداؤها بالتدهور. ومع مرور الوقت، تلاحظ أن هاتفك لم يعد يحتفظ بشحنه كما كان من قبل، الأمر الذي قد يدفعك إلى البحث عن حلول للتخلص من تلك المشكلة بما في ذلك شراء هاتف جديد.

لكن، هل تعلم أن بعض عادات الشحن الخاطئة هي التي تتسبب في التعجيل بتراجع كفاءة أداء بطارية هاتفك إلى درجة أنها قد تجبرك على تغييره في وقت أقرب مما كنت تتوقع؟

*كيف تعمل بطاريات الهواتف الذكية؟

تعتمد الهواتف الذكية الحديثة على بطاريات الليثيوم أيون، وهي تقنية كانت قد ظهرت للمرة الأولى في السبعينيات واشتهرت في التسعينيات بفضل قدرتها على تخزين الطاقة في مساحة صغيرة وبكفاءة تشغيلية عالية.

وتعمل هذه البطاريات من خلال تفاعل كيميائي بين الأنود (الجرافيت) والكاثود (أكسيد الكوبالت الليثيوم) والإلكتروليت كوسيط موصل بينهما. ومع كل دورة شحن، تتحرك أيونات الليثيوم بين القطبين، الأمر الذي يسمح بتخزين وإطلاق الطاقة. ولكن مع مرور الوقت، تبدأ هذه التفاعلات الكيميائية في التراجع والتسبب بالتالي في تدهور أداء البطارية وانخفاض قدرتها.

ويقول سانديب أونيكريشنان، المدير التقني لشركة "ليونفولت"، إن بطاريات الهواتف الذكية الجيدة ينبغي أن تعطي في المتوسط حوالي 500 دورة شحن - أي ما يعادل عامين إلى ثلاثة أعوام - قبل أن تفقد نسبة كبيرة من قدرتها الأصلية.

*إمكانية الاستبدال

في السابق، كان من السهل استبدال بطارية الهاتف الذكي بنفسك ومن دون الحاجة إلى متخصص. لكن حاليا أصبحت الشركات المصنعة للهواتف تصمم الأجهزة بحيث يصعب استبدال البطارية، الأمر الذي يدفع المستخدمين عادة إلى شراء هواتف جديدة بدلاً من السعي إلى استبدال بطاريات القديمة. ووفقاً لجيمس بور، مدير استشارات الأمن التقني في شركة "بوريز تك" التقنية، فإن "هذا النهج يزيد من مبيعات الشركات، لكنه يسبب المزيد من النفايات الإلكترونية الضارة".

لكن الاتحاد الأوروبي أقر قانوناً جديداً في العام 2023 ، وهو القانون الذي يلزم الشركات بحلول العام 2027 بجعل بطاريات الهواتف قابلة للاستبدال بسهولة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تقليل النفايات الإلكترونية وإطالة أعمار الأجهزة، كما أنه سيمثل خطوة نحو ممارسات أكثر استدامة في مجال صناعة التكنولوجيا.

*أخطاء شحن البطارية

• استمرار شحن البطارية بعد وصولها إلى 100%: قد يبدو إبقاء الهاتف مشحوناً بالكامل أمراً جيداً، لكن إبقاءه متصلاً بالكهرباء بعد وصوله إلى هذا المستوى يؤدي في الواقع إلى تعريض البطارية لضغط إضافي يسرّع وتيرة تدهورها وتآكلها. لذا، ينصح الخبراء بالاكتفاء بشحن الهاتف حتى مستوى 95% على أقصى تقدير، وعدم توصيله بالشاحن مرة أخرى إلا عندما يهبط الشحن إلى مستوى 25%، وذلك لضمان عمر أطول للبطارية، حيث يساعد ذلك على تقليل الضغط على خلاياها وبالتالي إبطاء تدهورها.

• ترك الهاتف متصلاً بالشاحن لساعات طويلة: العديد من المستخدمين يتركون هواتفهم متصلة بالشاحن أثناء ساعات النوم، ما يؤدي إلى زيادة تعرض البطارية للحرارة والتآكل. والأفضل هو شحن الهاتف تحت المراقبة حتى لا تتجاوز نسبته 85%، أو الاعتماد تفعيل ميزات إدارة الطاقة مثل "الشحن المحسن" التي توقف عملية الشحن تلقائياً عندما يصل إلى نسبة معينة.

• استخدام الهاتف أثناء الشحن: استخدام الهاتف أثناء عملية الشحن يتسبب في توليد حرارة زائدة قد تؤدي إلى تسريع تدهور أداء البطارية. وإضافةً إلى ذلك، فإن تشغيل التطبيقات الثقيلة - مثل الألعاب أو تشغيل مقاطع الفيديو - أثناء الشحن يضاعف من استهلاك الطاقة ويضعف كفاءة البطارية مع مرور الوقت.

• درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً: تلعب درجة الحرارة المحيطة بالهاتف دوراً رئيسياً في التأثير على كفاءة وعمر بطاريته، حيث أن التعرض لدرجات حرارة عالية أو منخفضة جداً يمكن أن يسبب ضرراً دائماً للخلايا والتفاعلات الكيميائية داخل البطارية. لذا، يُنصح بعدم ترك الهاتف في السيارة تحت أشعة الشمس الساخنة أو في بيئات شديدة البرودة، حيث أن ذلك يؤدي إلى تقليل كفاءة البطارية وتسريع فقدانها لقدرتها التشغيلية.

• استخدام شواحن غير أصلية: رغم أن بعض الشواحن السريعة تبدو جذابة، إلا أن استخدامها المستمر يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على كفاءة وعمر البطارية. ولهذا السبب ينصح الخبراء باستخدام الشواحن الأصلية أو المعتمدة من قبل الشركة المصنعة للهاتف، وذلك لتفادي تعرضه لمستويات غير مستقرة من التيار الكهربائي، الأمر الذي قد يتسبب في تلف مكونات بطاريته مع مرور الوقت.

*تقنيات حديثة لإطالة عمر البطارية

لحسن الحظ، بدأت بعض الشركات في ابتكار تقنيات ذكية للمساعدة في الحفاظ على عمر بطارية الهاتف الذكي لفترات أطول. فأنظمة التشغيل مثل iOS وAndroid باتت توفر ميزات مثل "الشحن المحسن" و"الشحن التكيفي"، وهي الميزات التي تعمل على تضبيط وتيرة ومستوى الشحن بناء على التعليمات المسبقة وعلى أنماط الاستخدام.

كما أن بعض الهواتف الحديثة بدأت في توفير مؤشرات تشخيصية لمراقبة صحة البطارية، وهي المؤشرات التي يمكن أن تساعد المستخدمين في مراقبة كفاءة البطارية وتحديد الوقت المناسب لاستبدالها. وإضافة إلى ذلك، بدأت بعض الشركات في تطوير بطاريات جديدة تعتمد على تقنيات مثل الليثيوم الصلب، والتي يُتوقع أن تكون أكثر كفاءة وأطول عمراً من بطاريات الليثيوم أيون التقليدية.

*ملخص الإرشادات

قد يكون الحل الأبسط للحفاظ على عمر بطارية هاتفك الذكي هو تقليل معدل ووتيرة استخدام الهاتف نفسه، ولكن نظراً لاعتمادنا المتزايد على هذه الأجهزة، فإنننا نلخص لك في التالي الارشادات الكفيلة بضمان عمر أطول وأداء أفضل لتلك البطارية:

• لا تترك هاتفك متصلاً بالكهرباء لفترات طويلة بعد وصوله إلى مستوى بين 90% و100%.

• استخدم شاحناً موثوقاً ومناسباً لطراز هاتفك.

• قم بتحديث نظام التشغيل الخاص بهاتفك بانتظام، حيث تحتوي بعض التحديثات على تحسينات لإدارة استهلاك الطاقة.

• تجنب استخدام الهاتف أثناء الشحن، خاصة عند تشغيل التطبيقات الثقيلة.

• احرص على إبقاء الهاتف في بيئة معتدلة الحرارة.

• قلل من درجة سطوع الشاشة واستخدم الوضع المظلم لتقليل استهلاك البطارية.

• أوقف تشغيل ميزات معينة مثل البلوتوث وخدمات تحديد المواقع عندما لا تحتاج إليها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي