قدمتها فرقة المسرح العربي ضمن «أيام المسرح للشباب 15»
«اللعبة في العلبة»... أم في خبايا النفس البشرية؟










- المنتدون: تجربة جيدة... وُظِفت بها عناصر المسرح بذكاء
قدمت فرقة المسرح العربي عرضها المسرحي «اللعبة في العلبة»، أمس على خشبة مسرح الدسمة، وهو العرض ما قبل الأخير ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان أيام المسرح للشباب، تمهيداً لإعلان الفائزين في الحفل الختامي المزمع إقامته مساء غد، في مسرح عبدالحسين عبدالرضا.
وتميزت «اللعبة في العلبة»، بالغموض والتشويق لمدة 32 دقيقة هي مدة العرض، إذ بدا الجانب النفسي طاغياً على أحداث العرض، وتجلّى ذلك في شخصية بطل العرض ومخرجه الفنان عبدالله البلوشي، إلى جانب الفنانة كفاح الرجيب، التي عادت إلى الخشبة بعد غياب.
ودارت أحداث المسرحية حول شاب اختار العزلة، بعدما ظلّت تطارده أوهام الفقد، مقتنعاً بأنه قتل عائلته، بينما تسعى شابة لملاحقته بهدف كتابة روايتها وكشف الحقيقة الحبيسة داخل العلبة.
فَمن يعرف البلوشي يدرك تماماً مدى قدراته التمثيلية الجبارة، خصوصاً في تجسيد الشخصيات المركبة التي تتعمق في النفس البشرية وخباياها، لذا استحق التصفيق الحار من جمهور المهرجان. أما الممثلة كفاح الرجيب، التي شاركته البطولة، فقد كانت على قدر التحدي، متحملةً عبء تجسيد أكثر من شخصية على خشبة المسرح.
ولعلّ العرض كان تحدياً حقيقياً لقدرات الممثلَيْن، نظراً لطبيعة النص الذي ألّفه موسى بهمن، متضمناً حالة من التشويق، ما اضطر الجمهور للبقاء في حالة ترقب، متسائلين: هل الشاب قاتل حقيقي أم مجرد أوهام تطارده؟ هل موت والده جعله يتحمل الذنب، أم أن والده لم يكن موجوداً أصلاً؟ وجدنا أنفسنا كمتفرجين وكأننا لعبة داخل العلبة نفسها!
من الجوانب الإيجابية في العمل، أنه اكتفى بـ32 دقيقة فقط، ما عكس وعي المخرج بأهمية عدم الإطالة غير المبررة على الخشبة. كما كانت الإضاءة عنصراً أساسياً في إيصال رؤيته، حيث لعبت دوراً منفرداً في تعزيز الحالة الدرامية.
«الندوة التطبيقية»
أعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، بحضور مخرج وبطل المسرحية عبدالله البلوشي، وأدارت الندوة الكاتبة تغريد الداود، بحضور رئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل، بالإضافة إلى عدد من ضيوف المهرجان وفريق العمل والجمهور.
وبدأت الداود بتقديم لمحة عن فريق العمل، مشيدة بالحضور المميز خلال الدورة، كما أثنت على جهود اللجنة المنظمة في إنجاح الفعاليات.
بعدها، قال الفنان خميس الخميس: «أشكر المسرح العربي على تقديم هذا العرض، وأُثمن عودة الفنانة كفاح الرجيب إلى الخشبة، كما أقدّر وجود الفنان عبدالله البلوشي كمخرج لهذا العمل».
بدوره، أشاد الفنان علي الحسيني بالمهرجان قائلاً: «أُثمّن جهود اللجنة المنظمة في استمرارية المهرجان، وأرى أن عبدالله البلوشي يمتلك عقلية إخراجية متميزة، وأنا فخور به وسعيد جداً بهذا العرض، خصوصاً في ظل بروز إبداعات إخراجية لافتة خلال الفترة الأخيرة».
أما المخرج عبدالعزيز صفر، فتحدّث عن رؤيته للتجربة المسرحية قائلاً: «في هذه الدورة، فهمتُ بشكل أكبر ما يريده الشباب من المسرح، بعدما كانت الأمور أكثر غموضاً في السابق. البعض من المخرجين لم يكن واضحاً في ما يريد تقديمه، رغم أن المسرح قصة يجب فهم أبعادها ومسارها. أما عبدالله البلوشي، فقد قدم تجربة جيدة، سعى من خلالها إلى توظيف عناصر المسرح بذكاء، ومنح نفسه والممثلة كفاح الرجيب مساحة كافية للتناغم».
من جهتها، عبّرت الممثلة كفاح الرجيب عن سعادتها بالعودة إلى المسرح بعد فترة من الانقطاع، قائلة: «عودتي للمسرح أمر أسعدني كثيراً. عندما طلب مني المخرج عبدالله البلوشي المشاركة، وافقت على الفور، واستمتعت جداً بهذه التجربة».
في غضون ذلك، أثنى مخرج وبطل العرض عبدالله البلوشي على جهود فريق العمل، كما وجه شكره إلى إدارة المهرجان على الدعم المقدم، مُعرباً عن أمله في أن يكون للممثلات حضور أكبر في المهرجان.