قدّمتها «ترند برودكشن» ضمن «أيام المسرح للشباب 15»
«صرخة كواليس»... الأبناء يدفعون الثمن



«هل تريد عينك اليمنى أم اليسرى»؟...
لم يكن وقع هذا السؤال هيناً على الابن وهو يكابد الأمرّين، إما فراق أبيه وإما والدته، خصوصاً وأن نهاية الزواج بين والديه أصبحت وشيكة، وتنذر بتفككٍ أسري لا نكوص عنه.
ومن هذا المبدأ، دارت أحداث العرض المسرحي «صرخة كواليس»، التي قدمتها شركة «ترند برودكشن» ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب» وهي من تأليف نصار النصار وإخراج بدر الشعيبي، في حين تشارك في بطولتها نخبة من الفنانين الشباب، وهم: محمد المسلم، محمد الكليبي، شهد خسروه، عبدالرحمن الفهد، محمد الزنكي، والطفل جاسم محمد.
وأضاء العرض على مشكلة الانفصال بين الأزواج في كل المجتمعات، والتفكك الأسري الذي يدفع ضريبته الأبناء فقط، ليعيشوا - مجبرين لا مخيرين - في حرمانٍ دائم إما من الأب وإما من الأم، بسبب تزمّت وعناد الآباء والأمهات في كثير من الأحيان.
فالعرض أشار إلى كواليس المسرح، معتبراً أن الحياة هي مسرح كبير، يضم الممثلين والمتفرجين والنقاد، ولا أحد يعرف ما يدور في تلك الكواليس أو البيوت، من صرخات وآهات لا يسمعها سوى الأبناء، الذين يكابدون أقسى ضروب المعاناة بسبب تلك المشكلات اليومية المتراكمة، والحلقات المتصلة في مسلسل لا ينتهي. وكذلك تطرق العرض، إلى انعدام الدعم للمواهب الشابة والفنانين الجدد.
«السينوغرافيا»
سينوغرافياً، تداخلت عناصر النص والإخراج في المسرحية بحرفية عالية، فشاهدنا تجربة فنية غنية ومؤثرة. كما استطاع المخرج الشعيبي أن ينقل رسالة العرض بمهارة وموضوعية من خلال رؤية متكاملة استخدم فيها الديكور والإضاءة والموسيقى بشكل مدروس وفعّال من دون مبالغة.
وبجانب النص والإخراج، كان أداء الممثلين نقطة قوة، لاسيما الفنانين محمد الكليبي ومحمد المسلم وشهد خسروه، الذين قدموا مهارات رفيعة المستوى في التمثيل، بالإضافة إلى الأداء الصوتي، الذي تم بإتقانٍ كبير رغم صعوبة المفردات في النص الذي جاء بالفصحى، ليقدم مواقف عميقة وحوارات ذكية ساهمت في إبراز المشاعر البشرية.
ولعلّ العزف الموسيقي الحيّ على الآلات الوترية والإيقاعية والنفخية أثّر بشكل بالغ في مجريات العرض، متنقلاً بين الأمل واليأس، الوجود والضياع.
«فريق العمل»
إلى جانب الأبطال الرئيسيين، شاركت في التمثيل مجموعة من المواهب الشابة، على غرار فهد الفرحان، حمود العميري، عبدالعزيز الدوسري، ماجد العنزي، عذبي الجمعان، راشد الجمعان، فواز الفرحان، صباح ودعيج الجمعان، بينما تكفّل هاني الهزاع بالإشراف الفني، وعبدالرحمن اليحيوح بالإشراف العام.
كما ضمّ العمل مجموعة من العازفين، وهم عبدالله البلوشي (درامز) وأحمد الشنواني (ترومبت) وعبدالله فاروق (كلارنيت) وأمين الفكهاني (غيتار).