رسائل كثيرة في سادس دفعة تبادل 3 أسرى إسرائيليين بـ 369 فلسطينياً
هل يكون «صندوق ترامب لإعادة الإعمار» الرد العملي على «ريفييرا غزة»؟


- «حماس» تؤكد عدم مشاركتها في إدارة غزة... خلال المرحلة المقبلة
فيما جرت، أمس، سادس عملية تبادل بين حركة «حماس» وإسرائيل، كشفت مصادر عربية وإقليمية عن ملامح الخطة العربية، التي يتم إعدادها، بمواجهة مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».
ونقلت وكالة «رويترز»، في تقرير مطوّل، عن 10 مصادر، أن من المقرر مناقشة الأفكار المبدئية للخطة خلال قمة عربية خماسية في الرياض تسبق القمة العربية الطارئة في 27 فبراير الجاري.
وبحسب المصادر، فإن المقترحات قد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج واتفاقاً لتنحية حركة «حماس» جانباً، مع عدم استبعاد احتمالية تسميتها «خطة ترامب» للحصول على موافقته عليها.
وقال مصدر حكومي عربي إن أربعة مقترحات على الأقل تمت صياغتها بالفعل في شأن مستقبل غزة، لكن مقترحاً مصرياً يبدو حالياً الأساس للمسعى العربي لطرح بديل لفكرة ترامب.
وبحسب ثلاثة مصادر أمنية مصرية، فإن أحدث مقترح قدمته القاهرة يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة، من دون مشاركة «حماس»، وتعاوناً دولياً في إعادة الإعمار من دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين.
وتبدو المقترحات الأولية، التي أوضحتها المصادر الأمنية المصرية الثلاثة، في ما يتصل بإعادة الإعمار والتمويل في مرحلة متقدمة، إذ تشمل إنشاء منطقة عازلة وحاجز فعلي لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر. وبمجرد إزالة الأنقاض، سيتم إنشاء 20 منطقة إسكان موقت، فيما ستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.
وقال مصدر إقليمي مطلع إن التمويل سيشمل أموالاً دولية ومن الخليج، فيما أفاد مصدر آخر بأن الصندوق المخصص لإعادة الإعمار قد يُطلق عليه اسم «صندوق ترامب لإعادة الإعمار».
وبحسب المصادر، فإنه مازال يتعين حسم القضايا الأصعب حول حكم غزة والأمن الداخلي، إذ إن إجبار «حماس» على التخلي عن أي دور في غزة سيكون ضرورياً.
وسبق أن أعلنت الحركة أنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة لـ«لجنة وطنية»، لكنها تريد أن يكون لها دور في اختيار أعضائها، ولن تقبل نشر أي قوات برية، من دون موافقتها.
وقالت المصادر إنه على الرغم من عدم وجود شيء جديد في الخطة، فإنهم يعتقدون أنها كافية لتغيير رأي ترامب، ويمكن فرضها على «حماس» والسلطة الفلسطينية.
وفي اليوم الـ28 من الاتفاق، أفرجت «حماس» من خان يونس جنوب القطاع، أمس، عن ثلاثة أسرى، يحملون جنسيات مزدوجة، هم، الإسرائيلي - الروسي ساشا تروبانوف (29 عاماً)، والإسرائيلي - الأميركي ساغي ديكل حن (36 عاماً)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاماً)، مقابل إطلاق 369 فلسطينياً.
وتحدّث الأسرى عبر مذياع من على منصة أقامتها «حماس» بالعبرية قرب منزل قائد «حماس» الشهيد يحيى السنوار، حيث كانوا يحملون أكياس هدايا قدمّها لهم «كتاب القسام» وشهادة ورقية بـ«انتهاء أسرهم».
وبعثت حماس رسائل عدة خلال عملية التسليم، من بينها ظهور عناصرها بملابس عسكرية إسرائيلية استولت عليها الحركة خلال عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023، إضافة لاستخدام مركبة عسكرية إسرائيلية لنقل الأسرى الثلاثة.
كما ظهرت ساعة رملية على منصة التسليم قدمتها الحركة للأسير المفرج عنه يائير هورن، مرفقة بصورة «عيناف تسنجاوكر»، الناطقة باسم عائلات الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم نجلها الذي مازال محتجزاً ماتان، وكُتب أسفل صورتها عبارة «الوقت ينفد».
وأهدت الحركة قطعة ذهبية للأسير الإسرائيلي ساغي ديكل حن، هدية لابنته التي ولدت بعد 4 أشهر من أسره.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى ما حملته منصة التسليم من شعارات منها باللغة العربية والعبرية والإنكليزية بأنه لا «هجرة إلا للقدس»، مرفقةً بصورة إلى يحيى السنوار زعيم «حماس» لحظة استشهاده مشتبكاً على أريكة منزل برفح.
في المقابل، أطلق الاحتلال369 فلسطينياً، بينهم 36 معتقلاً من المحكومين بالمؤبدات، و333 معتقلاً من غزة، اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023.
وأجبرت إسرائيل الفلسطينيين المفرج عنهم على ارتداء سترات كتب عليها «لا ننسى ولا نغفر» قبل إطلاقهم.
ووفقاً لقائمة الأسماء، فإن 29 أسيراً فلسطينياً، من المفرج عنهم من الضفة الغربية، و7 من القدس المحتلة وضواحيها، فيما سيتم إبعاد 24 أسيراً إلى الخارج.
ومع وصول الأسرى الفلسطينيين لغزة، حذّرت «حماس» من أن لديها ما تفعله «للتعامل مع الاحتلال إذا تنصل من الالتزام باتفاق وقف النار».
وأكد الناطق باسمها حازم قاسم أن «على الولايات المتحدة إلزام الاحتلال بالاتفاق بمراحله الثلاثة، إذا كانت حريصة على حياة الأسرى».
وجدد التزام الحركة بعدم المشاركة في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة.