سهام العازمي: ثلاثة عقود تنامت فيها شجرة المهرجان وازدهرت غصونها

«بانوراما القرين الثقافي»... وثّقت «ثلاثون عاماً من الريادة والعطاء»

تصغير
تكبير

احتضنت مكتبة الكويت الوطنية، أمس، معرضاً عنوانه «بانوراما مهرجان القرين الثقافي»، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمهرجان والتي جاءت تحت شعار «ثلاثون عاماً من الريادة والعطاء»، لتوثّق دورات المهرجان منذ انطلاقته الأولى خلال العام 1994، وحتى يومنا هذا، وذلك احتفاءً بدوره المتميز في إثراء الساحة الثقافية الكويتية.

وشهد المعرض حضور نخبة من الفنانين والمثقفين، وسط عزف وغناء لفرقة شعبية، استهله الفنان القدير جاسم النبهان بالتجول مع الحضور لمشاهدة مجموعة من الصور والوثائق التي تضيء على دورات المهرجان ومناراته، وأسماء الحاصلين على جوائزه التقديرية والتشجيعية، وأنشطته الثقافية والفنية والموسيقية.

«التعاون البنّاء»

في البداية، ألقت المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي كلمة أوضحت فيها أن هذه الفعالية الثقافية المهمة، تُجسد التعاون البنّاء والشراكة الخلاقة بين مكتبة الكويت الوطنية ومهرجان القرين الثقافي، لقطف ثمار هذه البانوراما الثقافية الناضجة.

وتابعت قائلة: «مع بلوغ مهرجان القرين عامه الثلاثين، يحق لنا أن نحتفل بالنجاح الكبير الذي حققه على مدار تاريخه، كما يجدر بنا الاحتفاء بالجهود القيمة التي دأبت المكتبة الوطنية على بذلها، تجسيداً لهذه الشراكة، وتبياناً لإنجازات المهرجان الذي ولد كبيراً في العام 1994».

وأكملت «منذ ذلك التاريخ، حرصت مكتبة الكويت الوطنية على أن تكون شريكاً فوق العادة للمهرجان، تُسجّل أعماله وتوثقُ فعالياته وتجمع أخباره والمتابعات التي رصدت تأثيراته الواسعة والعميقة في الدوائر الثقافية المختلفة محلياً وعربياً، إيماناً منها بأن هذا الأمر هو أحد واجباتها الكثيرة والجسيمة، بوصفها منارة لثقافة الكويت، وخزانة لتاريخها، وسجلاً لذاكرتها».

وأشارت إلى أنه على مدار ثلاثة عقود كاملة، تنامت شجرة مهرجان القرين، وازدهرت غصونها بزهور الثقافة والفن من كل شكل ولون، و«لقد كانت مكتبة الكويت الوطنية دائماً شاهد عيانٍ على الأحداث، ورفيقةً أمينةً على الطريق، وشريكة موثوقاً بها للمهرجان، تُسانده بجهودها في توثيق فعالياته المتنوعة، ورصد ما كتب عنها وتعلق به».

ومضت تقول: «اليوم تتوج المكتبة شراكتها مع إدارة الثقافة بالمجلس بهذه البانوراما الرمزية التي تُبرز وتُجسد هذا التعاون البنّاء لتوثيق أحداث المهرجان على مدار ثلاثة عقود، حيث بذلت المكتبة الوطنية قصارى جهودها للاحتفاظ بوثائق وتقارير شاملة لفعاليات المهرجان، كي تُشكّل بانوراما واسعة لرسالة المهرجان وإنجازاته وتأثيراته في الحركة الثقافية ودلالاته على تطوراتها عبر الزمن، ليس فقط لكي تُبرز حصيلته من الثقافة والفن للمسؤولين اللاحقين الراغبين في تطويره وتحسينه وتعظيم مزاياه وتلافي ما فاته، بل أيضاً لإتاحة إنجازاته أمام الباحثين والمهتمين من أجل الاطلاع والإفادة».

«سد الفراغ»

في غضون ذلك، تم عرض فيلم وثائقي في مسرح المكتبة، احتوى على إبحار في تاريخ مهرجان القرين ودوراته، وأهدافه، من خلال الحديث الذي أدلى به الدكتور سليمان العسكري والشاعر الدكتور خليفة الوقيان بصفتهما قامتين ثقافيتين في الساحة الثقافية الكويتية والخليجية والعربية.

وتحدث العسكري عن فكرة المهرجان التي جاءت من أجل سد الفراغ الذي خلّفه الغزو العراقي الغاشم على الكويت، بتدميره للمرافق والمباني الخاصة بالثقافة والفنون، ومن ثم جاء «القرين الثقافي»، كي يجمع كل ما يتعلق بالثقافة والفنون.

في حين، شدد الوقيان على ضرورة توثيق دورات المهرجان ومناراته، «التي يجب أن تُشكل من أجلها لجنة متخصصة لاختيار المتميزين الذين لهم بصمات حقيقية في الساحة الثقافية والفنية، ليكونوا منارات ثقافية سواء من الراحلين أو الأحياء، كما طالب بتوثيق الأسابيع الثقافية الكويتية التي أقيمت في الخارج.

«الهدف المهم»

بيّنت العازمي أن الهدف المهم الذي تسعى المكتبة إلى تحقيقه من وراء توثيقها لأحداث المهرجان، هو كشف النقاب عن مساحة التفاعل بين مهرجان القرين - على مدار تاريخه - وبين ما يمر به الوطن العربي من أحداث، وما يشغله من قضايا، ويرصد تأثير ذلك في تخطيط فعاليات المهرجان واختيار شخصيات ضيوفه والمُكرمين فيه على السواء، و«لعل هذا كله ما يجعل من هذه البانوراما حدثاً ثقافياً مهماً ومنبعاً معرفياً رفيع الشأن».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي