«منذ نشأة السعودية واجهت اتهامات باطلة... لكن قافلتها تسير والكلاب تنبح»
تركي الفيصل: تحرك عربي - إسلامي - دولي لمواجهة التطهير العرقي
![الأمير تركي الفيصل](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alraimedia.com/raimedia/uploads/images/2025/02/06/1877652.jpg&w=900&q=100&f=jpg)
![تصغير](/theme_alraimedia/images/icon/reduceIcon.png)
![تكبير](/theme_alraimedia/images/icon/enlargeIcon.png)
- ما خرج من ترامب غير قابل للاستيعاب ومن شأنه إراقة المزيد من الدماء
أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات الأمير تركي الفيصل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبنّى الموقف الإسرائيلي المتشدّد في تصريحاته ولم يترك مجالاً للتفاوض، مشدداً على ثبات الموقف السعودي تجاه قضية فلسطين تاريخياً ورفضها «التطهير العرقي».
جاء ذلك في لقاءين للفيصل أول من أمس مع قناة «العربية» وشبكة «سي إن إن»، ظهر فيهما مرتدياً شماغاً بألوان الكوفية الفلسطينية، في خطوة ذات دلالات.
وقال الفيصل، في تصريحاته لبرنامج «خارج الصندوق» على قناة «العربية»، إن السعودية تتبع السياسة المتأنية الحكيمة والعقلانية في كل اهتماماتها وأساليبها وطرقها.
وأضاف: «أتصور ضرورة توافر تجمع أممي الآن تقوده السعودية للوقوف أمام هذا الاتجاه، أي – تجاه - التطهير العرقي في فلسطين... لا ننسى أن هذا التطهير لا يقع في غزة فحسب بل في الضفة الغربية».
واعتبر أنه «منذ نشأة السعودية واجهت اتهامات باطلة في كثير من المجالات... ليس في مجال فلسطين فحسب بل في مجالات التنمية والاقتصاد وسياساتها الأخرى... لا نهتم لهذا الشيء... قافلة السعودية تسير والكلاب تنبح».
وقال الفيصل، الذي شغل سابقاً منصب السفير السعودي لدى كل من بريطانيا والولايات المتحدة، في لقائه مع شبكة «سي إن إن»، «أنا لست في الحكومة، لذا لا أعرف ما الذي ستقترحه حكومتي، لكنني أتوقع أن يكون هناك عمل جماعي من جانب العالم العربي، بل والعالم الإسلامي أيضاً جنباً إلى جنب مع الأوروبيين والدول الأخرى التي تؤمن بحل الدولتين لتولي هذه المسألة»، مشيراً إلى التوجه نحو الأمم المتحدة التي وصفها بـ«الساحة الوحيدة حيث يمكن مناقشة مثل هذه الأشياء».
وفي إشارة إلى صعوبة صدور قرار من مجلس الأمن ضد التطهير العرقي، قال الفيصل: «للأسف، مع الفيتو الأميركي لا يمكنني أن أتوقع أن يكون هناك نجاح كبير في تمرير أي قرارات، ولكن مع ذلك سيظهر أن العالم يعارض خطة التطهير العرقي المجنونة التي اقترحها الرئيس الأميركي».
وأضاف: «أن ما خرج من ترامب غير قابل للاستيعاب... ومن الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي يظل على موقفه ولا يستجيب لذلك».
وأكد أن «المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل هي الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واضح ومفهوم من قبل الجميع، ومن هنا جاءت قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى مقايضة الأرض بالسلام منذ عام 1967 حتى الآن».
ولفت إلى أن «مبادرة السلام العربية بالطبع تقوم على هذا الأساس، وعرضت على إسرائيل ليس فقط العلاقات الدبلوماسية، بل وكل ما تريده إسرائيل من تجارة وتطبيع وما إلى ذلك، في مقابل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وأضاف «كل هذه الأمور كانت سياسة أميركية حتى هذه الصياغة الأخيرة التي اختار ترامب استخدامها في ادعاء أنه يريد تحسين الأمور، بينما في الواقع فإن هذا من شأنه أن يحول الأمور إلى المزيد من الصراع وإراقة المزيد من الدماء».
ورداً على سؤال في شأن إمكانية حدوث تطبيع بين السعودية وإسرائيل، قال تركي الفيصل: «لا على الإطلاق، أصدرت وزارة خارجيتنا هذا الصباح بياناً يرفض ما صدر عن واشنطن في الأيام الأخيرة، وكان هذا موقف المملكة العربية السعودية منذ البداية».