يعتمد على إيقاظ مكوّن جزيئي بيولوجي خامل
اكتشاف «مفتاح» أول علاج نهائي لفقدان شعر الرأس



في خطوة علمية مبشّرة، نجح باحثون أخيراً في اكتشاف أن هناك «مفتاحاً» جزيئياً بيولوجياً خاملاً لدى البشر يُمكن من خلال إعادة تفعيله تطوير أول علاج نهائي ودائم لمشكلة فقدان الشعر عموماً، وشعر فروة الرأس خصوصاً، وهي المشكلة التي يُعاني منها مئات الملايين حول العالم.
فوفقاً لنتائج دراسة مشتركة جديدة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرفاين والجامعة الوطنية في تايوان، اتضح أن «مفتاح» علاج تساقط الشعر لدى البشر يكمن في تطوير علاج قادر على إيقاظ وتنشيط مكوّن جزيئي بيولوجي معيّن يوجد في التركيبة الجينية البشرية منذ بدء الخليقة، لكنه «ينام» لدى بعض الأشخاص.
وفي إطار تلك الدراسة، قام الباحثون بمراجعة التطور البيولوجي والاجتماعي لشعر فروة رأس الإنسان تحديداً. واستناداً إلى تحليلاتهم، خلصوا إلى نظرية جديدة تشير إلى وجود أساس جزيئي بيولوجي يكمن وراء القدرة على إنبات ونمو الشعر الطويل في تلك الفروة.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في العدد الحالي من مجلة «بريتش جورنال ديرماتولوجي» البريطانية المتخصصة في الأمراض الجلدية.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، أوضح الباحث والمؤلف المشارك سونغ-جان «جيري» لين، رئيس قسم الهندسة الطبية البيولوجية والأستاذ المتميز في الجامعة الوطنية في تايوان: «ما تخبرنا به النتائج التحليلية التي توصلنا إليها هو أن المخطط الجزيئي البيولوجي الخاص بنمو الشعر الطويل لدى الإنسان كان موجوداً دائماً لدى البشر منذ بدء الخليقة، ولكنه أحياناً يكون في حال خمول»، مشيراً إلى أن الدراسة تهدف إلى إيجاد طريقة لإعادة تنشيط وإيقاظ ذلك المخطط البيولوجي لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشكلة فقدان شعر فروة الرأس.
ومن جانبه، قال الباحث المشارك ماكسيم بليكوس، أستاذ علم الأحياء التطوري والخلايا بجامعة كاليفورنيا في إيرفاين إن «فهم كيفية نمو بصيلات شعر فروة الرأس لدى البشر لإنبات شعر طويل سيساعد في تحديد أهداف جزيئية جديدة لابتكار علاجات بيولوجية أكثر فعالية واستدامة لتساقط الشعر. فمن الممكن جداً أن يؤدي هذا الفهم إلى تطوير علاجات تساعد في استعادة نمو ذلك الشعر وبالتالي التخفيف من الضغوط النفسية المرتبطة بتساقطه.»
وأجمع علماء مختصون لم يشاركوا في الدراسة على أن هذه النتائج الواعدة تنطوي على دلالات ستكون لها انعكاسات أوسع نطاقاً على مجالات الأبحاث الطبية عموماً، لاسيما في ما يتعلق بعلاج تساقط الشعر.