الشرع يُعلن أن «المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً إستراتيجياً»
تميم بن حمد يؤكد «الحاجة الماسة» لحكومة «تُمثّل كل أطياف الشعب السوري»



- أمير قطر أول زعيم دولة يزور دمشق منذ الإطاحة بالأسد
- الدوحة ودمشق ناقشتا «إطاراً شاملاً» لإعادة الإعمار
- الدوحة تُثمّن الانتقال إلى تأسيس الدولة
- الشيباني يُشارك في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية
شدّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على «الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدماً في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار»، وذلك خلال لقائه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في دمشق، أمس.
وأورد بيان للديوان الأميري، أن تميم بن حمد، وهو أول زعيم دولة يزور سوريا، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر الماضي، هنأ الشرع لمناسبة انتصار الثورة واختياره رئيساً للمرحلة الانتقالية، مساء الأربعاء، مجدداً موقف بلاده الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، ومشيداً بالجهود التي تبذلها الإدارة الجديدة «لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري».
وأكد أن قطر «ستواصل وقوفها مع الأشقاء السوريين لتحقيق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها وصولاً إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، وينعم شعبها بالعيش الكريم».
من جانبه، قال الشرع إن «الزيارة تعكس مواقف قطر الثابتة والداعمة في كل المراحل للشعب السوري وحرصها على تعزيز العلاقات».
وأعلن أن «المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً إستراتيجياً في مختلف المجالات»، منوها بتطلع بلاده للاستفادة من الخبرات القطرية لتحقيق النهضة المنشودة.
وفي السياق، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي، «ناقشنا إطاراً شاملاً للتعاون الثنائي في ما يتعلق بإعادة الإعمار».
وأضاف «غطت مناقشاتنا قطاعات حيوية بما في ذلك البنية التحتية وضمان استعادة أسس المجتمع والاستثمار والخدمات المصرفية وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحة والتعليم».
وأكد أن «قطر دعمت الشعب السوري بثبات طوال الفترة الماضية والتي كانت الأكثر تحدياً ولن ينسى الشعب دورها»، لافتاً إلى أنه «خلال هذه الزيارة نفتح فصلاً جديداً في سوريا الجديدة».
وأعلن الوزير القطري من جهته، أن زيارة أمير قطر «تأتي في إطار التعاون الثنائي الإستراتيجي»، مؤكداً أن الدوحة ستستمر «في تقديم الدعم المطلوب على كل الصعد الإنسانية والخدمية وأيضاً في ما يتعلق بالبنية التحتية والكهرباء»، ومشيراً إلى أن السفارة القطرية في دمشق عادت لاستئناف أعمالها من جديد.
وأضاف «مشاريعنا كثيرة وما تحدث به سمو الأمير مع فخامة الرئيس (الشرع) هي مجالات كثيرة: ما هو متصل بالجانب الإنساني وما هو متصل أيضاً بالجانب التنموي والشراكة الثنائية الاقتصادية».
ورحّب الوزير القطري، بالإجراءات التي اتخذتها السلطات الجديدة. وقال «نشكركم على الإعلان الذي قمتم به بانتهاء مرحلة الثورة والانتقال إلى مرحلة تأسيس الدولة».
وكانت دمشق اتخذت ليل الأربعاء، سلسلة قرارات واسعة النطاق، شملت حلّ كل الفصائل المسلحة، ومن بينها «هيئة تحرير الشام» التي كان يتزعمها الشرع، إضافة إلى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.
وبحسب مصدر دبلوماسي في الدوحة، فإن الدوحة تدرس خططاً مع دمشق لتوفير أموال لزيادة أجور القطاع العام.
مؤتمر باريس
من ناحية ثانية، أظهرت وثيقة أن الشيباني سيحضر مؤتمراً في باريس يوم 13 فبراير، بهدف تنسيق التحرك الإقليمي والدولي لدعم المرحلة الانتقالية.
وأظهرت الوثيقة التي أرسلت للأطراف المدعوة لحضور المؤتمر واطلعت عليها «رويترز»، أن وزراء خارجية دول من المنطقة، منها السعودية وتركيا ولبنان سينضمون إلى شركاء غربيين من بينهم الولايات المتحدة.