حذّر من مواجهة «حتمية» مع الدول المعادية
زعيم كوريا الشمالية يتعهّد مواصلة البرنامج النووي
![الزعيم كيم يتفقد قاعدة تستخدم في إنتاج المواد النووية](https://www.alraimedia.com/raimedia/uploads/images/2025/01/29/1871274.jpg)
![تصغير](/theme_alraimedia/images/icon/reduceIcon.png)
![تكبير](/theme_alraimedia/images/icon/enlargeIcon.png)
تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مواصلة البرنامج النووي «إلى أجل غير مسمى»، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه طرح مبادرات دبلوماسية جديدة على الزعيم المعزول.
وأفادت «الوكالة المركزية الكورية الشمالية للأنباء»، بأن كيم حذر أيضاً بعد تفقده منشأة لإنتاج المعدات النووية، من مواجهة «حتمية» مع الدول المعادية، مشيراً إلى أن عام 2025 سيكون «حاسماً» لتعزيز قوة بلاده النووية.
وأكد أن «موقفنا السياسي والعسكري الثابت ومهمتنا النبيلة وواجبنا هو تطوير وضعية رد الدولة النووي إلى أجل غير مسمى».
وتابعت الوكالة أن كيم يتعامل مع «الوضع الأكثر تزعزعاً في العالم، حيث إن المواجهة طويلة الأمد حتمية مع الدول الأكثر عداءً وشراً»، مضيفة «لا غنى عن قيام البلاد بتعزيز الدرع النووية بشكل منتظم».
وتأتي تصريحات كيم عقب اختبار بيونغ يانغ إطلاق صواريخ كروز إستراتيجية، في أول تجربة عسكرية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
ورداً على ذلك، أكد مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي أن ترامب سيسعى إلى «نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالكامل، كما فعل خلال ولايته الأولى»، وفق ما أوردت «وكالة يونهاب للأنباء» الكورية الجنوبية.
وترامب الذي عقد سلسلة نادرة من القمم مع كيم خلال فترة ولايته الأولى، أبدى في مقابلة الأسبوع الماضي رغبته بأن يتواصل مجدداً مع الزعيم الكوري الشمالي الذي وصفه بأنه «رجل ذكي».
ورغم العقوبات الاقتصادية الخانقة التي مازالت مفروضة عليها، أعلنت بيونغ يانغ نفسها قوة نووية «لا رجعة فيها» في العام 2022.
وتبرر سعيها للحصول على أسلحة نووية من أجل ردع تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية.
ولاتزال الكوريتان في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما عام 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام. وتدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
وقال يانغ مو-جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إنه يبدو أن إدارة ترامب «تتبنى نهجاً ذا مسارين».
وأضاف «يقدّم ترامب مبادرات للحوار مع كيم لتشجيع المناقشات من منظور سياسي».
وتابع «على المقلب الآخر، يوضح مسؤولون في واشنطن راهناً أنهم يركزون على التفاوض لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في تحقيق نزع السلاح النووي بالكامل».
لكن يانغ أشار إلى أن كوريا الشمالية ربما مازالت ترغب في التحدث مع واشنطن «لأنها تحتاج إلى تخفيف العقوبات للحفاظ على نظامها».
«حب»
وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت بيونغ يانغ عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.
بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في يونيو 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا «في الحب».
وكشف كتاب صدر في العام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترامب مستخدماً تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها معه.
لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.
وفي يوليو 2024 قال ترامب عن كيم «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».
وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، أكدت كوريا الشمالية أنه رغم أن ترامب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».
وأضافت «مهما تكن الإدارة التي ستتولى السلطة في الولايات المتحدة، فإن المناخ السياسي المرتبك بسبب الاقتتال الداخلي بين المعسكريَن، لا يتغير، وبالتالي لا يهمنا هذا الأمر».